الألوان عالم من المشاعر نعيشه تحت تأثيرها

638

الألوان تؤثر بشكل كبير في حالتنا المزاجية ومشاعرنا، ويعتبر اللون أداة اتصال تستخدم للإشارة إلى العمل والتأثير في الحالة المزاجية، وترتبط ألوان معينة بزيادة ضغط الدم وزيادة التمثيل الغذائي، كما أن بعضها يسبب الإجهاد للعين؛ و بعضها الآخر يمنح النفس الهدوء و الطاقة الإيجابية.

ويُعرف علم نفس الألوان بأنه تأثير اللون في الحالة المزاجية والمشاعر والسلوكيات، إضافةً إلى تأثيره في الشخصية وتأثير رؤية لون واحد لفترة زمنية طويلة ومستمرة و انعكاسه على الجهاز العصبي بشكل عام.

قد توضح لنا الألوان صفات عن حالتنا النفسية في الوقت الحالي و صفات شخصيتنا مابين اندفاعي أو خجول أو مبدع أو متردد كما أن الألوان الناتجة عن دمج لونين أو اكثر لها تأثيرات على الحالة النفسية أكثر من تلك التي تعد ألوان رئيسية ونقية.

جدول المحتويات :

الألوان والدراسات العلمية

 تشير الأبحاث والدراسات أن الألوان تبدأ بالتأثير في الشخصية لفترة قصيرة لكن عند التعرض المتكرر لنفس اللون من الممكن أن يتغير الشعور الذي ينتج عنه.

توضح الدراسات والأبحاث أن الألوان من الممكن أن يكون لها تأثير في الأداء، حيث كشفت دراسة أجريت على 71 طالب من الكليات الأمريكية أن الطلاب الذين تعرضو للون الأحمر سجلو درجات اقل من 20%، حيث تمت مشاركة الطلاب بالألوان الاخضر والأحمر والأسود قبل الاختبار.

 

الألوان عالم من المشاعر نعيشه تحت تأثيرها
الألوان

 

سيكولوجية الألوان

أثبتت الدراسات النفسيّة لعُلماء النفس أنّ الألوان ليست مُجرّد موجات واهتزازات ضوئيّة فحسب؛ بل هي ذات تأثيرٍ كبير يصل إلى أعماق النفس البشريّة؛ فمنها إيجابيّ يُعبّر عن الراحة والحب والفرح والبهجة، ومنها السّلبي الذي يُثير مشاعر القلق والاضطراب والحزن والكره، بالإضافة إلى تأثيرها الواضح على الحالة المزاجيّة والصحيّة؛ حيث استُخدمت الألوان للعلاج منذ العصور والحضارات القديمة كالفراعنة، وبلاد الهند، والصين، بالإضافة إلى كلٍّ من الحضارتين اليونانية والإغريقيّة، وظهرت حديثاً بعض المراكز غير الحكوميّة المُتخصّصة بالعلاج بالألوان. وُجدت الكثير من الاختلافات في وضع قاعدةٍ أساسيّةٍ للمدلولات النفسيّة للألوان؛ حيث ظهرت بعض التّعارضات في تفسير مدلولات اللون الواحد بين الفترة الزمنيّة والأخرى، بالإضافة إلى اختلاف الآثار النفسيّة التي تترُكها الألوان عبر الحضارات الإنسانيّة على مرّ العصور، وكانت هناك الكثير من التّصنيفات التي تُفسّر البُعد النفسي لبعضِ الألوان؛ فهنالك من قسّم الألوان بشكل عام إلى أربعة ألوانٍ رئيسيّة هي: (الأحمر، والأزرق، والأخضر، والأصفر)؛ حيث عَبّر اللون الأزرق عن العقل، والذهن، والذكاء، والحكمة، واللون الأصفر عن العواطف، والأحاسيس، والإبداع، والثقة، وتقدير الذات، واللون الأحمر عن الأبعاد الجسميّة والقوة والشجاعة والإقدام، واللون الأخضر عن التّفاعل والتّوازن بين جميع الألوان السابقة، والراحة والتجديد، وغيرها الكثير من التّصنيفات والنظريّات

الالوان و تأثيراتها النفسية

بسبب الأهمية النفسية التي تتميز بها الألوان وآثارها النفسية السلبية و الايجابية ظهر استخدام مدلولاتها النفسية في مختلف المجالات الحياتية مثل الميادين والمستشفيات والمساكن و المباني التعليمية كما اهتم الكثير من العلماء بإجراء الدراسات والبحوث العلمية التي بحثت  في مدلولات الألوان و رموزها،نستععرض الآن دلائل بعض الألوان

 

الألوان عالم من المشاعر نعيشه تحت تأثيرها
الألوان وتأثيرها

 

اللون الأبيض: هو اللون الذي يدلّ على النقاء والطهر والفرح والسلام، وأكثر من قد يستفيد من الخصائص النفسيّة للون الأبيض فئة الأطبّاء والعاملين والقائمين على المجال الطبيّ لما يبعثه من مشاعر الرّاحة، والأمل، والتفاؤل، والشفاء في نفوس المرضى، فهو لونٌ ناصع يمتلك خاصية الانعكاس لجميع الألوان والموجات الضوئية الساقطة عليه، كما أنّ له تأثيرٌ فعّال في عمليّة استرخاء الأعصاب وتهدِئتها؛ حيث أثبت فاعليّته في السجون والمَصحّات النفسيّة في علاج وتهدئة النوبات العصبية المفرطة

اللون الأسود: هو لونٌ قاتم ومُعتم، لا يعكس أيّ موجةٍ ضوئيّةٍ مُلوّنة تسقط عليه؛ فهو يمتصّ جميع ألوان الطيف التي تُوجّه إليه ممّا يُضفي حالةً من الغموض على شخصيّة الفرد، واللون الأسود في مُعظم حالاته يوحي بالكآبة، ويُشكّل تهديداً للأفراد الذين يخافون من الظلام نظراً لخصائصه المُعتمة، كما يُعتبر في كثيرٍ من البلدان وسيلةً من وسائل الحداد والتّعبير عن الحزن، إلّا أنّه من الجميل استعماله بُملازمته للون الأبيض في الفنون بأنواعها كونه يُؤدّي لخلق التناقض الفنّي الذي يبعث على الجمال، وذكر البعض دلالاتٍ أخرى للون الأسود؛ كالحِنكة، والأمان، والكفاءة

اللون الأحمر اللون الأحمر هو لون النار والدم والثورة، إلى جانب أنّه لونٌ يدلّ بشكلٍ عام على العواطف، والمشاعر الجيّاشة، بالإضافة إلى القوّة والحيويّة والنشاط والمثابرة، كما أنّه يُستخدم للتعبير عن حالات الغضب والخطر كما هو الحال في إشارة المرور، وهو لونٌ يعمل كمُحفّز لعمليّة التنفّس، ويرفع مُعدّل نبضات القلب، وهو لونٌ ملفت للأنظار يستدعي الانتباه بشكل سريع، وهو من أكثر الألوان دفئاً وحرارة

اللون الأزرق هو لون السماء والبحر، يدلّ على الأفق الممتد والكبير فيُضفي إحساساً من السعة والراحة على النفس البشرية، كما أنّه لونٌ هادئ وشفّاف يستدعي القدرة على خلق أجواء الهدوء والتأمّل، ويُساعد على الاسترخاء بشكل فعّال، ومن الممكن أن يدلّ أيضاً على الحكمة والصداقة، ويشترك مع اللون الأبيض في تعبيره عن السلام والمحبّة والتآلف، وبشكل عام هو لونٌ مُفضّل ومُحبّب للنفس الإنسانية بشكل عام، يظهر أثره في تهدئة الأعصاب واسترخائها، بالإضافة إلى أنّه يُخفّض تلقائياً من مُستوى ضغط الدم وسُرعة التنفّس

اللون الأصفر هو لون الشمس والذهب، وهو دافئ يُعبّر عن حرارة الضوء لكن بشكل أقل نصاعةً، كما أنّه لون جميل وجذّاب وساحر تظهر خصائصه ودلالاته النفسيّة في مُقاومة أمراض الانهيارات العصبية، كما يتميّز اللون الأصفر بطول موجته بشكل نسبي، بالإضافة إلى أنّه مُحفّز عاطفي قويّ له تأثيرات عديدة على النفس البشرية إلّا أنّ هذه التأثيرات تتفاوت حسب درجاته، فهو في مستواه المُعتدل والمُريح يساعد على توليد الروح المعنويّة ودعمها، كما أنّه يُعزّز الثقة بالنفس والتفاؤل، أمّا في درجاته المُرتفعة والتي قد تكون مُزعجةً وغير مرغوب فيها فمن المُمكن أن تظهر له الآثار العكسيّة؛ كإثارة مشاعر الخوف، والتوتّر، والقلق

اللون الأخضر يتوسّط اللون الأخضر الدائرة اللونية بين اللون الأزرق واللون الأصفر، فهذا الموقع يَجعلُه يقع بين هدوء اللون الأزرق وحرارة اللون الأصفر؛ لذا فإنّه إذا ازداد برودةً وتَدرّجاً نحو اللون الأزرق ظهر دوره في استِدعاء السّكينة والهدوء والحكمة، وإذا ازداد حرارةً وتدرّجاً نحو اللون الأصفر يظهر أثره في تحفيز الحيويّة ومشاعر التفاؤل والدفء، كما أنّه لونٌ مريحٌ للعينين ينفذ إليها بسهولة
لماذا بعض الأشخاص يفضلون لون معين عن غيره؟

 

الألوان عالم من المشاعر نعيشه تحت تأثيرها
الألوان

 

لكلٍ منّا لونه المفضّل، ويرافقنا هذا اللون منذ صغرنا إلى أن نكبر، وفي الكثير من الأوقات نختار ملابسنا وديكور منزلنا من هذا اللون، والسبب أن الجسم يكون بحاجة إلى التذبذات التي يمنحه إيّاها هذا اللون، أي يشعر بالراحة لمجرد رؤيته أو انعكاسه على العين. كما أن اختيار لون محدد يرجع إلى طبيعة الشخص والبيئة التي يعيش فيها، ناهيك عن أن شخصية الفرد تدفعه لتفضيل لون على آخر، فالأشخاص مرهفو الإحساس يميلون الى الأزرق، ويختار المتفائلون في الحياة اللون الأصفر، ويفضل أصحاب الشخصيات الاجتماعية اللون البرتقالي، بينما يعبّر البنّي عن شخصية صلبة وقاسية، والأخضر عن شخصية متسامحة ومتفهمة، ويميز الأسود أصحاب الشخصيات الغامضة والجادّة، والأبيض يعبر عن شخصية متسامحة وطيبة، والأحمر هو لأصحاب الشخصيات العاطفية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.