الكولاجين بين الحقيقة والخيال
الكولاجين عبارة عن مادة نسيجية شبكية (تسمى سقالة الانسجة) لكونها تشبه الغراء الذي يدعم الشكل ويربط الخلايا ببعضها. حيث يكون ما يقارب من %75 من مكونات الجلد وهو المسؤول عن إعطائه الحجم والحفاظ على رطوبته وصحته. كما يحافظ على صحة الأوتار والغضاريف والمفاصل والعظام.
ومع تقدم العمر، يزداد تحلل الأنسجة وتفككها بشكل يفوق عمليات الترميم والتجديد، مما يبرر فقدان %1 من نسبة الكولاجين سنويا بعد عمر العشرين وفقدان ما يصل الى %30 منه خلال أول 5 سنوات من انقطاع الطمث.
حقائق لم تكن تعرفها عن الكولاجين:
لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية التي تثبت فعالية استخدام الكولاجين في استعادة هيكل ونضارة البشرة. حيث أنه عبارة عن بروتين، ومثل أي بروتين يتم هضمه في المعدة والأمعاء وتحوله إلى أحماض أمينية. يتم استخدام هذه الأحماض الأمينية في تصنيع البروتينات المختلفة في الجسم، وليس بالضرورة أن يتم تشكيلها مرة أخرى ككولاجين.
لذلك، قد لا تكون الكبسولات الكولاجينية ذات الفائدة التي تدعيها الشركات المصنعة. ويُفضل استشارة الطبيب أو الخبير الغذائي قبل تناول أي مكملات غذائية والاعتماد على نظام غذائي متوازن لصحة البشرة والجسم بشكل عام.
هناك دراسات عدة توضح عدم فاعلية منتجات الكولاجين في تحقيق المزاعم المعلنة من قبل الشركات المصنعة. واحدة من هذه الدراسات شملت تسعة وستين امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و55 عامًا، حيث تم اختيارهن عشوائيًا لتناول 2.5 غرام من الكولاجين مرة واحدة يوميًا لمدة 8 أسابيع. وفي نهاية الدراسة، لوحظ أن عدد قليل جدًا من النساء المشاركات لم يعرفوا تأثيرًا إيجابيًا له، ولم توفر البيانات دليلاً واضحًا على وجود فوائد حقيقية لهذا التأثير. من الأفضل الاعتماد على الأبحاث العلمية والاستشارة الطبية قبل تناول أي منتجات للكولاجين أو أي مكملات غذائية.
وجد الباحثون أيضًا أن منتجات الكولاجين لم تؤدي إلى تحسين صحة العظام لدى النساء اللاتي تعدن سن اليأس، على عكس ما يعتقد البعض. وبالنسبة لمستحضرات الكولاجين الأخرى مثل الكريمات التي توضع على البشرة وتباع في الصيدليات أو مراكز التجميل، فقد أظهرت الدراسات أيضًا عدم فعاليتها. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الكولاجين هو بروتين كبير الحجم وصعب اختراقه لطبقات الجلد العميقة التي تحتويه، والمعروفة بطبقة الديرميس. لذا، ينصح بالاعتماد على البحوث العلمية واستشارة الأطباء قبل استخدام أي من منتجات أو مستحضرات العناية بالبشرة.
الطريقة الوحيدة التي يمكن للكولاجين أن يعبر بها طبقات الجلد العميقة هي عن طريق حقنه داخل البشرة. ومع ذلك، يعتبر هذا النوع من العلاج مكلفًا وغير مناسب للجميع، حيث يتطلب أخذ عدة حقن على مدار الشهور، نظرًا لأن البروتينات يتم تحطيمها وبناؤها بشكل مستمر في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث بعض الآثار الجانبية مثل تغير لون الجلد وتفاعلات تحسسية. لذا، يُفضل استشارة الأطباء قبل اتخاذ قرار استخدام الحقن والتوجه للخيارات الأخرى المتاحة للعناية بالبشرة وتحسين صحة العظام.
يتم استغلال عدم وعي المستهلكين بوجود عدم وجود دليل علمي يثبت فعالية بعض منتجات الكولاجين في تحسين البشرة وزيادة نضارتها. فعليًا، لا يوجد دليل علمي قوي يثبت أن تناول هذه المنتجات يعزز إنتاج الكولاجين في الجلد بشكل أكبر من تناول مصادر أخرى طبيعية للبروتين مثل اللحوم والبيض والحليب والفول. وبالتالي، قد يكون لتلك الشركات أهداف تجارية لزيادة مبيعاتها على حساب الوعي العلمي للمستهلكين. ينصح دائمًا بالتحقق من المصادر الموثوقة والاستشارة الطبية قبل اتخاذ قرار استخدام أي منتج يدعي تحسين جودة البشرة.