بكاء النساء و الأطفال يعد حالة طبيعية مألوفة لتفريغ المشاعر السلبية و التخلص منها لكن منذ زمن طويل ونحن نسمع بمقولة الرجال لايبكون وكان الإعتقاد أنه يجب على الرجل مقاومة مشاعره والتحكم بها ولكن هل هذه المقولة مجرد معتقدات أو رصف كلام أم أنها حقيقة و لها تفسير علمي؟؟؟
غالبا الرجال قليلو البكاء أما النساء فهم صاحبات الدموع الغزيرة و سريعة الإنزراف،فالرجال يبكون غالبا اما لفقدان عزيز او في مواقف الاعتزاز مثل افتخار أب ب ابنه لنجاحه او قيامه بإنجاز ما.
بالمقابل النساء تبكي لأسباب كثيرة التنوع وسبب ذلك يعود للتحكم الهرموني الشديد بعواطفها فعملية البكاء تخضع لتأثير هرمون في الجسم هو هرمون “البرولاكتين”، المسؤول عن تدفق الدموع. وهذا الهرمون متوفر بغزارة في جسم المرأة،
وهو نفسه السبب في مقاومة الرجال للبكاء، لأن نسبة إنتاجه في أجسامهم تبقى ضئيلة إذا ما قورنت بالنساء.
كما أن الرجال لديهم غدداً دمعية أقل بنسبة 60 في المئة من تلك الموجودة في جسم المرأة. لذا فالرجل لا يبكي كثيرا لأنه لا يملك الكثير من الدموع.
والسبب الأهم أن جسم الرجل يحتوي على هرمون التستوستيرون الذي يعزز من إفراز السيروتونين بنسبة أكبر من النساء، وهو عبارة عن ناقل عصبي يسبب الشعور بالسعادة؛ ولذلك تبكي النساء أكثر من الرجال.
بالإضافة أن عدد المرات التي يبكي فيها الرجل يعد قليل جدا بالمقارنة مع عدد مرات البكاء عند الأنثى و الأنثى تبكي لوقت أطول قد يمتد الى 6 دقائق اما الرجل ف انه لا يتجاوز بكاؤه الثلالث دقائق.
دراسات حول عملية بكاء المرأة اكثر من الرجل
وفي دراسة أجريت عام 2012 أكدت هذه المعلومات و كان محتواها
النساء لديهن 60% أكثر من هرمون البرولاكتين، وهو هرمون تناسلي يُحفِّز إنتاج الحليب لدى النساء بعد الولادة، لذا تكون الدموع العاطفية عالية خاصة بسبب هذا الهرمون، مما قد يُفسِّر سبب بكاء النساء أكثر من الرجال.
من ناحية أخرى، يمكن أن تمنع مستويات هرمون التستوستيرون الرجال من ذلك، حيث وُجد أن الرجال الذين يُعالَجون بأدوية سرطان البروستاتا التي تخفض مستويات الهرمون يكونون أكثر عُرضة للبكاء، لأنه يعتقد أن له تأثير مثبط للبكاء.
كما ان للمواقف الاجتماعية دور في هذا الموضوع فالنساء أكثر عرضة للمواقف العاطفية، ولديهم أيضاً قدراً أكبر من التعاطف، مما يجعلهم أكثر اتصالًا بالمواقف العاطفية.
إذ تعلق النساء أهمية أكبر على العلاقات الاجتماعية، وربما يشاهدون الأفلام العاطفية أكثر.
بالإضافة إلى أنهن يتفاعلن عقلياً مع ردود الفعل العاطفية الجسدية ويشعرن في كثير من الأحيان بالعجز في مواجهة الشدائد، بينما يميل الرجال إلى الانتقام؛ حيث يعتبر العجز، سبباً أكبر للبكاء من الحزن.
توصلت دراسة حديثة أنجزت في جامعة “تلبرج”، الهولندية أن المرأة تبكي ما بين 30 و64 مرة سنويا، مقابل ما بين 6 و17 مرة بالنسبة للرجل.
وكشفت الدراسة أنه عندما تذرف المرأة الدموع، يستغرق بكاؤها مدة أطول من الرجل، حيث تبكي المرأة لمدة 6 دقائق في المتوسط بينما يستمر الأمر ما بين دقيقتين وثلاث بالنسبة للرجل.
ووجهت الدراسة أسئلة إلى أكثر من خمسة آلاف شخص في 37 دولة حول استجاباتهم العاطفية لمختلف المواقف.
وبينت إجابات المشتركين من الرجال أن 66 بالمئة منهم بكوا أقل من خمس دقائق و24 بالمئة ما بين 6 و15 دقيقة، أما النساء فقد بكت 43 بالمئة منهن لأقل من خمس دقائق و38 بالمئة ما بين 6 و15 دقيقة.
وذرفت 11 بالمئة من النساء الدموع لمدة أطول تراوحت ما بين 16 و30 دقيقة، مقابل 5 بالمئة من الرجال.
في ثقافتنا، البكاء مقبول اجتماعياً لدى النساء أكثر من الرجال، الذين يضطرون إلى كبح دموعهم.
هذا ينطبق في الأماكن العامة ولكن ليس في الأماكن الخاصة.
والمثير للدهشة أن الاختلافات تبدو أكبر في البلدان ذات المساواة بين الجنسين بدرجة أكبر منها في البلدان ذات المساواة الأقل.
من جانب آخر، يشجع علماء النفس الرجال على البكاء، باعتباره صفة فطرية وفيزيولوجية تحرر الإنسان من المشاعر الحزينة والسلبية، وتشعره براحة كبيرة، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي. وهم يرون إن اعتبار بكاء الرجل ضعف ونقص في رجولته، ظلم سافر يُمارسه المجتمع في حق الرجال، ويمنعهم من الترويحِ عن أنفسهم، ويعطي الحق فقط للنساء والأطفال.