تلميذ في صربيا عمره 14 عاماً يقتل 8 من زملائه وحارس المدرسة

قُتل 8 طلاب على الأقل بالإضافة الى حارس المدرسة وأصيب 6 تلاميذ آخرون ومعلمة في الهجوم ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، جراء إطلاق نار في مدرسة وسط العاصمة الصربية بلغراد يوم الأربعاء 3 مايو، نفّذه تلميذ في صربيا يبلغ من العمر 14 عاما أوقفته قوات الأمن.

يذكر أن معظم الضحايا كانوا من مواليد 2009، كما أعلنت صربيا حداد وطني استمر لثلاثة أيام، بالإضافة الى ان السلطات المعنية فتحت تحقيقا للوصول الى الدوافع وراء هذا الحادث.

 

 

تفاصيل الحادثة التي قام بها تلميذ في صربيا:

قام رجال شرطة يرتدون خوذات وسترات واقية من الرصاص بتطويق محيط المدرسة الكائنة في وسط حي فراكار بعد الساعة 08:40 بالتوقيت المحلي، بعد الحادثة التي سببت صدمة كبيرة للمجتمع الصربي، حيث تعد مثل هذه الأعمال نادرة جداً في صربيا.

كما قالت وزارة الداخلية الصربية في بيان لها: “قُتل 8 أطفال وحارس، وأصيب 6 أطفال ومدرّسة نقلوا إلى المستشفى بسبب حاثة إطلاق النار التي وقعت هذا الصباح في مدرسة فلاديسلاف ريبنيكار الابتدائية في حيّ فراكار”.

“وأرسلت الشرطة جميع الدوريات المتاحة فوراً إلى موقع الحادثة واعتقلت قاصرا ألقي القبض عليه في باحة المدرسة، يشتبه أنه ارتكب هذه الجريمة، يبلغ من العمر 14 عاما وهو طالب بالصف السابع وأنه قام بإطلاق عدة أعيرة نارية من مسدس والده في اتجاه الطلاب وأمن المدرسة”.

وأضافت أن “كل قوات الشرطة ما زالت تعمل بشكل حثيث على الأرض لتوضيح كل الحقائق والملابسات والظروف التي أدت إلى حدوث هذه المأساة”.

ذكرت بعض المصادر من الشرطة الصربية أن المراهق الذي قتل زملائه، كان قد خطط للهجوم لأسابيع كما كان لديه قائمة بأسماء الأشخاص الذين أراد قتلهم.

 

 

ميلان نيديليكوفيتش، رئيس بلدية فراكار، صرح خلال تفقّده الموقع أنّ حارس المدرسة الذي توفي “كان يحاول منع وقوع هذه المأساة ولكنه توفي.. ولكانت الفاجعة أكبر لو أن هذا الرجل لم يقف أمام الصبي الذي كان يطلق النار”. كما أوضح نيديليكوفيتش للصحفيين أن المدرسة التي أصيبت في الحادثة “حالتها خطرة”.

خلال إطلاق النار تحرك المعلمون بسرعة وخبؤوا الأطفال. وبعيده بقليل، قامت الشرطة بإغلاق محيط المدرسة، وحضرت عدة سيارات إسعاف لنقل المصابين أمام أعين الأهالي القلقين الذين كانوا ينتظرون خروج أولادهم.

ميليكا أسانين مدير أبرز مستشفى “KCS” في بلغراد قال إنه يتم إجراء عمليات جاحية على عدة مصابين من قبل الأطباء المختصين. وأن أحد التلاميذ في حالة خطرة وإصابات في عنقه وصدره وهناك آخر مصاب بقدمه، بينما هناك فتاة في حالة حرجة بسبب إصابة في الرأس، كما أوضح مدير المستشفى.

والد إحدى الطالبات في المدرسة التي جرى فيها الحادث ميلان ميلوسيفيتش قال، إن ابنته كانت في الغرفة التي حصل فيها إطلاق النار، لكنها تمكنت من الفرار.

 

 

ماذا سيحدث للمشتبه به؟:

تم القبض على التلميذ ذي الـ 14 عاماً عقب هجوم الأربعاء على مدرسة فلاديسلاف ريبنيكار في بلغراد، وكذلك الأمر تم القبض على والديه. وتقول وسائل إعلام صربية إن المسدس الذي استخدمه المشتبه به يعود لوالده، ولديه تصاريح قانونية ومسجل بأسم الوالد. ويقال أيضاً إن الفتى ذهب مع والده إلى ميدان الرماية أكثر من مرة قبل ارتكابه لهذه الجريمة.

وتقول الشرطة إن المشتبه به خطط للهجوم قبل شهر وأنه كان يحمل “قائمة أولويات” بالصفوف الدراسية التي سيذهب إليها أولاً وباسماء الطلاب المستهدفين.

وصف رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش الهجوم بأنه “أصعب يوم في تاريخ بلدنا الحديث”، في خطاب متلفز إلى البلاد. وذكر فوتشيتش أن المشتبه به سيرسل إلى عيادة نفسية.

حيث أنه لا يمكن تحميل المراهق المسؤولية الجنائية بموجب القانون الصربي الحالي، بسبب أن عمره 14 عاماً. ولذلك اقترح الرئيس فوتشيتش تخفيض سن المسؤولية الجنائية إلى 12 عاماً بسبب هذه الجريمة. كما اقترح إصلاحات أخرى عديدة، من بينها تشديد القواعد والقيود حول من بإمكانه الوصول إلى ميادين الرماية، بالإضافة الى مراجعة تراخيص الأسلحة النارية.

 

 

ما مدى ندرة عمليات إطلاق النار من هذا النوع؟

صربيا، وهي دولة في جنوب أوروبا يبلغ تضم حوالي 7 ملايين نسمة، تحتوي على أكثر من 2،700،000 سلاح مسجل كملكية خاصة – وهي نسبة ضخمة تعود إلى سنوات الصراع في التسعينيات.

تم تسجيل 44% فقط من هذه الأسلحة رسميًا، وفقًا لتحليل أجرته Small Arms Survey هيئة مسح الأسلحة الصغيرة عام 2018.

هذا يعني أن هناك 39 سلاح لكل 100 صربي، كما يشير مشروع البيانات في معهد جنيف للدراسات العليا. حيث يكون هذا المستوى هو أعلى مستوى لامتلاك الأسلحة من قبل المدنيين في أوروبا وخامس أعلى مستوى في العالم. تظهر البيانات أن أكثر من 1.5 مليون سلاح يمتلكه الناس في صربيا غير مسجل.

وبالرغم من ذلك، فإن عمليات إطلاق النار من هذا النوع نادر نسبيًا، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى قوانين الأسلحة الصارمة في البلاد والعفو عن أصحاب الأسلحة الذين يسلمون أو يسجلون الأسلحة النارية الغير قانونية.