جيمي كارتر: الرئيس الأمريكي السابق يقرر تلقي رعاية نهاية الحياة
الرئيس الأسبق الذي قاد الولايات المتحدة من عام 1977 حتى 1981 قرر "قضاء ما تبقى له من عمر في منزله مع عائلته"
يتلقى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر “رعاية تلطيفية” في منزله، وفق ما أعلنت مؤسسته “مؤسسة كارتر The Carter Center” في بيان يوم السبت.
حيث صرحت المؤسسة: “بعد سلسلة من الإقامات القصيرة في المستشفى، قرر الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر اليوم قضاء الوقت المتبقي في المنزل مع عائلته وتلقي رعاية صحية خاصة بدلاً من اي علاج طبي إضافي في المستشفى. حيث يحظى بالدعم الكامل من عائلته وفريقه الطبي. كما تطلب عائلة كارتر الخصوصية خلال هذا الوقت وهي ممتنة للقلق الذي أبداه العديد من المعجبين به”.
https://t.co/1auzIG0yqy pic.twitter.com/JJQMWgg8DW
— The Carter Center (@CarterCenter) February 18, 2023
جيمي كارتر يوقف العلاجات.. وبايدن “يصلي لأجله”:
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، أنه يصلي من أجل سلفه جيمي كارتر الذي قرر وقف أي علاج طبي إضافي في المستشفيات والانتقال إلى منزله لتلقي رعاية صحية خاصة هناك.
وقال بايدن على تويتر إنه وزوجته جيل “يصليان” لأجل كارتر، و”يرسلان له الحب”، معرباً عن إعجابه به لما أظهره “من قوة وتواضع في الأوقات الصعبة”. وتابع متوجهاً إلى الرئيس الأسبق البالغ 98 عاماً: “فلتكمل رحلتك برحمة وكرامة، وليمدك الله بالسلام”.
حيث نشرت مؤسسة كارتر تغريدة تتضمن رسالة شكر إلى بايدن. وقد كان اخر آخر لقاء لبايدن وزوجته مع كارتر في أبريل 2021 في منزل الأخير في بلينز، حيث يقيم كارتر، الأكبر سناً بين الرؤساء الأميركيين السابقين والحائز على جائزة نوبل للسلام، في بلدة بلينز في ولاية جورجيا الأميركية مع زوجته روزالين.

وقال جايسون كارتر، حفيد الرئيس الأمريكي السابق وعضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية جورجيا، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “زرت جدتي وجدي أمس”. وأضاف أنهما “يتمتعان بسلام – وكما هو الحال دائما – يملأ الحب منزلهما. شكرا لكم جميعا على كلماتكم الرقيقة”.
I saw both of my grandparents yesterday. They are at peace and—as always—their home is full of love. Thank you all for your kind words https://t.co/9rhG61sZEV
— Jason Carter (@SenatorCarter) February 18, 2023
ولد جيمي كارتر عام 1924 في ولاية جورجيا ودخل عالم السياسة في الستينيات من القرن العشرين عندما انتخب عضوا في مجلس الشيوخ عن الولاية ثم تولى منصب حاكم الولاية عام 1971. وبعد خمس سنوات، فاز في انتخابات الرئاسة الأمريكية على حساب الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق جيرالد فورد ليصبح الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة.
وأثناء فترة ولايته، واجه الرئيس السابق الكثير من التحديات على صعيد السياسة الخارجية. كما هُزم الديمقراطيون في انتخابات إعادة ترشحه للرئاسة لصالح الجمهوري رونالد ريغان.
وكان الحدث الأهم على الإطلاق في تاريخ كارتر كرئيس للولايات المتحدة هو توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 مع مصر. كما وقع اتفاقية كفلت لبنما استعادة السيطرة على قناة بنما.
ومنذ مغادرته البيت الأبيض، ظل كارتر فاعلا في البلاد، حيث أسس مركز كارتر عام 1982 لتعزيز التنمية والصحة وفضّ النزاعات في أنحاء العالم. وكان يعمل في أنشطة إنسانية مع المركز. كما ترأس وفدا لإقناع القادة العسكريين في هايتي بتسليم السلطة عام 1994 وتوسط من أجل وقف إطلاق النار في البوسنة، وهو ما مهد الطريق أمام إبرام معاهدة سلام في المنطقة.
كما اكتسب سمعة دولية جيدة لعمله في الارتقاء بحقوق الإنسان، وحصل على جائزة نوبل عام 2002. على خلفية “عقود من جهوده الدؤوبة لإيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية”.
أسس، بالتعاون مع نيلسون مانديلا، مجموعة “ذي إلدرز The Elders“، التي تتكون من عدد من القادة الدوليين كرسوا أنفسهم للعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان. كما كان يسافر كثيرا حول العالم حتى أوائل التسعينيات من القرن العشرين – وشارك في رحلات سنوية لبناء منازل مع مؤسسة هابيتات الخيرية للأعمال الإنسانية.

لكن الرئيس الأمريكي السابق دخل في معاناة مع المرض في السنوات الماضية. وفي أغسطس/ آب 2015، خضع كارتر لجراحة لإزالة ورم سرطاني من الكبد. وفي العام التالي، أعلن أنه لم يعد في حاجة إلى المزيد من العلاج، إذا قضى علاج تجريبي على السرطان في جسمه تماما. وطالما أظهر كارتر في الكثير من المناسبات هدوء مذهلا في التعامل مع التحديات الصحية التي يواجهها. وفي 2015، قال كارتر: “أشعر براحة كبيرة مهما يحدث لي، لقد عشت حياة مثيرة، وحافلة بالمغامرة والسعادة”.
عانى جيمي كارتر سلسلة من المشكلات الصحية تطلبت دخوله المستشفى مرات عدة عام 2019. كما احتفل الزوجان جيمي وروزلين كارتر، اللذان رُزقا بأربعة أبناء، بالذكرى الخامسة والسبعين لزفافهما عام 2021.
احتفل كارتر بذكرى ميلاده في أكتوبر الماضي في مدينة بلينز الصغيرة التي ولد فيها هو وزوجته في الفترة بين الحرب العالمية الأولى والكساد الكبير، وهي أيضا المدينة التي عادا للإقامة بها منذ أن ترك منصبه كرئيس للولايات المتحدة.
وأعرب عدد كبير من كبار السياسيين الأمريكيين، أبرزهم زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر وحاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول وعضو مجلس الشيوخ رافاييل وارنوك، عن تعاطفهم مع أسرة كارتر مع ورود الأنباء عن توقف علاجه في المستشفى مساء السبت.
ونشر وارنوك تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها: “في مثل هذا الوقت الحزين الذي يستعد فيه للرحيل، أنا متأكد أن الرب معه. أتمنى أن يشعر هو وروزلين وجميع أفراد الأسرة بالراحة والسلام بينما نحيطهم بمحبتنا وصلواتنا”.