دودة مجهولة تعود إلى الحياة
دودة تعود الى الحياة بعد 46 الف عام على تجمدها دودة تعود الى الحياة بعد 46 الف عام على تجمدها
نجح علماء في اكتشاف أنثى دودة أسطوانية وأعادوها إلى نشاطها الطبيعي، بل تمكنوا من تحفيزها على التكاثر بعد 46 ألف عام من السبات تحت التربة المتجمدة في سيبيريا.
وبحسب جامعة هاواي الأميركية، أمضت الدودة عشرات الآلاف من السنين في حالة تعرف علميا باسم “السبات” وهي:
- حالة “لا أيضية” يدخلها الكائن الحي استجابة لظروف بيئية صعبة، مثل الجفاف أو التجمد أو نقص الأكسجين.
- تتوقف خلالها جميع العمليات الحيوية القابلة للقياس، وبالتالي يتوقف التكاثر والتطور.
- عندما تعود الظروف إلى طبيعتها، فإن الكائن يمكن أن يعود من جديد إلى حالته كما كانت قبل السبات. وتمكن العلماء من إعادة الدودة إلى نشاطها وقدرتها على الإنجاب من خلال عملية تسمى “التولد العذري“، وهو مصطلح يشير إلى التكاثر من دون إخصاب
- وأوضح تيموراس كورزتشاليا، البروفيسور الفخري في معهد ماكس بلانك لأبحاث علم الخلية والجينات الجزيئي في دريسدن، وأحد العلماء المشاركين في البحث، أن الدودة الأسطوانية من نوع لم يُعرف من قبل، نجت على عمق 40 مترًا تحت سطح الأرض في طبقة الثلج الأبدي السيبيري وكانت في حالة السبات.
وأوضح كورزتشاليا أنه يمكن للكائنات الحية في حالة السبات تحمّل الغياب التام للماء والأكسجين وتحمّل درجات حرارة مرتفعة، وكذلك التجمّد أو الظروف المالحة للغاية. وهي تبقى في حالة “بين الموت والحياة”، حيث يقل معدل أيضها إلى مستوى لا يمكن اكتشافه.
جدول المحتويات :
عملية إعادة إحياء الدودة:
- تضمنت عملية إعادة إحياء الديدان الصغيرة، التي يقل طولها عن ملليمتر واحد، إذابتها في طبق بتري مليء بمحلول غني بالمغذيات، وبعد مرور أسابيع قليلة، ظهرت عليها علامات الحياة والحركة والأكل.
ويقدر عالم الأحياء هولي بيك أن هناك الملايين من أنواع الديدان الأسطوانية التي تعيش في بيئات متنوعة، مثل خنادق المحيطات والصحاري والتربة البركانية.
وقال ويليام كرو، عالم أمراض “النيماتودا” وهي آفة زراعية في جامعة فلوريدا، الذي لم يشارك في الدراسة، لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن هذه الدودة يمكن أن تنتمي إلى نوع انقرض تقريبا منذ 50 ألف عام.
و يشار إلى أن حقيقة أن الدودة بقيت على قيد الحياة طوال هذه الفترة الطويلة لا تشكل صدمة للعلماء، لأنهم توصلوا إلى اكتشافات سابقة مفادها أن الكائنات المجهرية، مثل الدودة التي تمت دراستها، يمكن أن توقف وظائفها الحيوية للبقاء حتى في أقسى الظروف.
حالة “كريبتوبيوسيس”
يلقي هذا الاكتشاف الضوء على قدرة الديدان الخيطية المذهلة على البقاء على قيد الحياة من خلال الحالة النائمة “كريبتوبيوسيس”، وهي حالة تشبه السبات تسمح لها بتحمل الظروف القاسية.
وبينما “تم إحياء كائنات أخرى من فترات طويلة من السكون”، إلا أنه يُعتقد أن هذه الديدان من العصر الحجري هي أقدم الكائنات المتعددة الخلايا، التي تم إنعاشها على الإطلاق.
يشار إلى أنه في السابق، كان أطول سجل معروف للديدان الخيطية في حالة “كريبتو بيوسيس” هو 39 عاما فقط، مما يجعل الديدان البالغة من العمر 46 ألف عام، اكتشافا غير عادي في هذا المجال.
وفي النهاية، أظهر تحليل الجينات الذي أجراه العلماء في مدينتي دريسدن وكولونيا أن هذه الديدان تنتمي إلى نوع جديد، وأطلق الباحثون عليها اسم “باناغروليموس كوليماينيس”.
وتوصل الباحثون أيضًا إلى أنّ نوع “باناغروليموس كوليماينيس” يشترك مع نوع الربداء الرشيقة – المستخدم في الدراسات العلمية بشكل متكرّر، في “مجموعة خصائص جزيئية” يمكنها أن تسمح له بالبقاء على قيد الحياة في حالة السبات. وينتج الكائنان مركّبًا يسمى التريهالوز، الذي يمكنهما من تحمل ظروف التجمّد والجفاف.
وقال فيليب شيفر، قائد المجموعة البحثية في معهد علم الحيوان بجامعة كولونيا وأحد العلماء المشاركين في الدراسة: “إنّ استخدام المسار الكيميائي الحيوي ذاته في الأنواع التي تبعد 200 إلى 300 مليون عام عن بعضها، فهذا مذهل حقًا”.
وتابع: “هذا يعني أن بعض العمليات في التطور محفوظة بعمق”.
وأضاف شيفر أن هناك نظريات أخرى قابلة للتطبيق يمكن اكتسابها من خلال دراسة هذه الكائنات.
وتابع قائلاً: “من خلال مراقبة وتحليل هذه الحيوانات، يمكن أن نساهم ربما في علم الحفظ الحيوي، أو ربما نستطيع تطوير جهود لحماية أنواع أخرى، أو تعلم كيفية حمايتها في الحد الأدنى، وسط الظروف القاسية الحالية”.