ملصقات في غرونوبل الفرنسية لمكافحة العنصرية ضد المحجبات والأقليات
عدد المسلمين في فرنسا بلغ نحو 6 ملايين حتى منتصف 2016 (رويترز)
تناقلت منصات التواصل الاجتماعي الفرنسية، صورا لملصقات في مدينة غرونوبل جنوب شرقي البلاد، تهدف إلى مكافحة العنصرية بجميع أشكالها ومن ضمنها العنصرية ضد المحجبات والأقليات، وتندد بتقليل فرص المستهدفين في الحصول على عمل بسبب اللباس أو اللون أو العرق.
وأظهرت الملصقات التي نُشرت في محطات النقل بالمدينة، التي يديرها العمدة البيئي، إريك بيول، صورة سيدة محجبة كتب عليها “لدي فرص أقل مرتين في الحصول عل مقابلة عمل. غرونوبل تلتزم ضد العنصرية”.
وتأتي الملصقات ضمن خطط المدينة للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة العنصرية المصادف لـ21 مارس/آذار من كل سنة، ويشمل عددا كبيرا من فئات المجتمع الذين باتوا يتعرضون للتمييز بشكل كبير وفق السلطات المحلية في المدينة.
وشملت الحملة عددا من الفئات على غرار ذوي البشرة السمراء الذين يملكون فرصة أقل بـ 31% لشراء عقار والقادمين من دول الصين وفيتنام وغيرها الذين تزيد فرص تعرضهم للعنصرية خلال أماكن العمل “5 مرات متتالية”.
واحتفت تنسيقية مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا بالمبادرة التي يقف خلفها إريك بيول عمدة غرونوبل وشكرته على تضمين النساء المسلمات المحجبات ضمن حملته وإنهاء محاولات عزلهن.
في المقابل، هاجم القيادي في حركة استرداد فرنسا اليميني المتطرف، داميان ريو، عمدة المدينة، وقال إنه يروج للملابس على طريقة الشريعة الإسلامية.
ويترأس إريك بيول السلطةَ المحلية في غرنوبل، وهو ينتمي لحزب الخضر البيئي، وقد سبق له أن أثار غضب اليمين المتطرف في فرنسا بعد أن أعلن اعتزامه تقديم مقترح للسماح بلباس البوركيني في كافة مسابح المدينة.
يشار إلى أن فرنسا إحدى أكبر الدول الأوروبية من حيث حجم الجالية المسلمة البالغة نحو 6 ملايين حتى منتصف 2016، أي ما يشكّل 8.8% من مجموع سكان البلاد.
قبل موقف المدينة الفرنسية اتجاه المحجبات…انتقادات لاذعة على موقف ماريون لاليس ضد العنصرية:
تعرضت منسقة المفوضية الأوروبية لمكافحة الكراهية ضد المسلمين ماريون لاليس لهجوم لاذع خلال الساعات الأخيرة الماضية، بعد أن نشرت مقطعاً مصوراً على صفحتها الرسمية على موقع تويتر بمناسبة اليوم العالمي ضد الإسلاموفوبيا.
وظهرت لاليس في الفيديو وهي تتحدث باللغة العربية، ما أثار ضجة واسعة على المنصات الرقمية وطالتها انتقادات عدة وصلت إلى حد وصفها بـ”عدوة أوروبا وعميلة للاجتياح الإسلامي”.
وفي المشهد المصور، قالت لاليس إن “الاتحاد الأوروبي لطالما ناضل وما زال يناضل يوميا من أجل احترام قيمه الأساسية التي تشمل حقوق الإنسان بما فيها حقوق الأشخاص الذين ينتمون للأقليات”.
وتابعت أن “مكافحة الكراهية ضد المسلمين والأشخاص الذين ينظر إليهم على أنهم مسلمون هي جزء لا يتجزأ من العمل الأوسع حول مكافحة العنصرية والتمييز”.
وأضافت أن الأمر يتعلق “بحماية حقوق الأفراد جميعاً وليس حماية ديانة معينة بشكل خاص”، مؤكدة على أن “أعمال العنف والتحريض على الكراهية ضد المسلمين لا تتماشى مع القيم التي بني على أساسها الاتحاد الأوروبي، بل إن هذه الأعمال تزيد من الشعور بعدم الأمان من جانب مواطنينا”.
وقالت لاليس إنها “تدرك تماماً ما تتعرض له النساء المسلمات من تمييز وتحرش في أوروبا، وهذا ينطبق على بعض الأقليات والمجموعات ضمن الجالية المسلمة التي تمثل عموماً الأقلية الدينية الأكبر في أوروبا، من المهم أن نجمع معلومة غير منحازة عن الكراهية والتمييز ضد المسلمين”.
علينا ان نكافح الكراهية ضد المسلمين والتمييز في كل يوم من أيام السنة. يجب أن نكافح جميع أشكال العنف والكراهية ضد الضحايا من جميع الأديان والمعتقدات. @EU_Justice @EU_Commission @EUinArabic pic.twitter.com/zULSUik23i
— Marion Lalisse ماريون لاليس (@MarionLalisse) March 14, 2023
وانتقدت النائبة الأوروبية ماتيلد أندرويت في تغريدة نشرتها عبر حسابها على تويتر، كلام لاليس باللغة العربية وعلقت قائلة: “لم أكن أعلم أن اللغة العربية أصبحت لغة رسمية في الاتحاد الأوروبي”.
J'ignorais que la langue arabe était devenue une langue officielle de l'Union européenne… ???? Dois-je traduire, Madame Lalisse ?#Soumission https://t.co/A7HnBqVpNo
— Mathilde Androuët (@MAndrouet) March 15, 2023
وكتبت أوريليا بينيو: “في وقت تتكاثر فيه الأعمال العدائية ضد المسيحيين يجعل الاتحاد الأوروبي الكراهية ضد المسلمين ضمن أولوياته”.
????????Alors que les actes anti-chrétiens se multiplient, @UEFrance fait de la haine antimusulmans sa priorité.
❌ Le fait que @MarionLalisse s'adresse aux musulmans de l'#UE en arabe démontre bien l'échec de l'intégration arabo-musulmane sur notre continent !https://t.co/QBviOVnuyl
— Aurélia Beigneux Ⓜ️???? (@AureliaBeigneux) March 15, 2023
بدوره، قال سمعان بطرس: “منذ متى أوروبا إسلامية؟ أوروبا مسيحية وكل من يريد العيش في هذه القارة عليه أن يحترم ويعيش كالمسيحيين، أوروبا لن تكون دار الحرب للاجتياح الإسلامي، وأنت يا لاليس عميلة لهاذا الاجتياح الإسلامي في أوروبا”.
من اي متى أوروبا إسلامية ? ، أوروبا مسيحية و كل من يريد العيش في أوروبا عليه ان يحترم و يعيش متل المسيحيين ٫ أوروبا لن تكون دار الحرب للاجتياح الإسلامي ، إنتي يا ماريون لاليس عميلة لهاذا الاجتياح الاسلامي في أوروبا https://t.co/bixULyVrW0
— Dr Semaan Boutros سمعان بطرس (@maronite001) March 16, 2023
وتعليقاً على الفيديو، قال القيادي في حزب اليمين المتطرف الفرنسي داميان ريو: إن “الاتحاد الأوروبي يسير يومياً من سيئ إلى أسوأ. مدام “إسلاموفوبيا” ماريون لاليس تنشر الآن فيديوهات باللغة العربية رغم أنها ليست لغة معتمدة داخل الاتحاد”.
???????? À #Bruxelles c’est de pire en pire chaque jour. Désormais la madame « islamophobie » @MarionLalisse fait des vidéos en arabe, qui n’est pourtant pas (encore) une langue officielle de l’UE. pic.twitter.com/Utuo5eECjs
— Damien Rieu (@DamienRieu) March 14, 2023
وتم تعيين لاليس من قبل المفوضة الأوروبية في الأول من شباط/ فبراير الماضي، كمنسقة لمحاربة الكراهية ضد المسلمين ولمكافحة “التمييز الهيكلي والفردي ضد المسلمين”.