دعاوي بالترويج للمثلية…”القفطان الأزرق” يثير غضب حزب إسلامي في المغرب
على الرغم من الجدل، شهد العرض الأول للفيلم حضورًا لعدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك كبير مستشاري الملك محمد السادس، أندريه أزولاي، وغيرهم.
حزب العدالة والتنمية في المغرب دعا إلى حظر عرض الفيلم المغربي الحائز على جوائز “القفطان الأزرق” في دور العرض الوطنية بسبب ادعائهم بأنه يشجع المثلية الجنسية و ينتهك المبادئ الدينية للبلاد.
وأضاف “الأمانة العامة تستنكر السماح بعرض فيلم يروج للمثلية الجنسية في دور السينما المغربية، وهو انتهاك خطير للقيم الدينية والوطنية والأخلاقية للشعب المغربي المسلم”، وفقًا لبيان صدر عن الحزب يوم الجمعة.
جدول المحتويات :
بسبب المثلية يواجه دعوات بمنعه في المغرب
جال المهرجانات السينمائية الدولية كما أعلن المركز السنمائي المغربي عن اختياره لتمثيل المغرب في القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار لعام 2023 عن فئة «أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنكليزية». من إخراج مريم توزاني.
يروي فيلم “القفطان الأزرق” قصة حليم، خياط في محل تقليدي خياط متخصص في صنع القفاطين في مدينة سلا المغربية، حيث يعمل بجد مع زوجته مينا التي تصاب بمرض السرطان الذي يُنهكها ويقضي على صحتها شيئًا فشيئًا. في حين يعمل حليم بحب وعناية مع زوجته، يعيش الزوجان مع سر ميوله الجنسية المثلية – شيء قد قبلته مينا، ولكنه لا يزال يثير مشاعر الغيرة في داخلها بين الحين والآخر.
يتتبع الفيلم الأحداث التي تجري بين الزوجين ويوسف، الشاب المتدرب المبتدئ الذي ينضم إليهما للعمل لديهما مساعدتهما في المحل.
أثار الفيلم غضب حزب العدالة والتنمية
وقد دعا حزب العدالة والتنمية السلطات “لمنع عرض الفيلم، وفقًا للقانون النافذ المعتمد في مايو 2015”. وأضاف البيان الصحفي للحزب أن هذا الإطار القانوني، الذي تم تبنيه في ظل حكومته في ذلك الوقت، كان بمثابة أساس لفرض رقابة على “فيلم من نفس الفئة، المعروف بميوله العدائية للثوابت والمقدسات الوطنية”.
ويشير الحزب الإسلامي إلى فيلم “Much Loved” للمخرج نبيل عيوش، الذي هو أيضًا منتج فيلم “القفطان الأزرق” وزوج المخرجة مريم توزاني. وعلى الرغم من الجدل المحيط، شهد العرض الأول للفيلم في الرابع من يونيو حضور عدد من الشخصيات العامة، بما في ذلك كبير مستشاري الملك محمد السادس، أندريه أزولاي، وغيرهم.
ردود فعل مختلفة من الجمهور
منذ السابع من يونيو، تم عرض الفيلم في دور العرض في الدار البيضاء والرباط وطنجة. ومع ذلك، أثار عرضه ردود فعل مختلفة بين الجمهور المغربي. عبَّر العديد من المشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي عن خيبة أملهم في المفهوم “المثير للفضيحة” وراء الفيلم، وانضموا إلى حزب العدالة في مطالبته بحظر الفيلم من دور السينما في البلاد. بينما دافع آخرون عنه وعبروا عن رفضهم لأي محاولة لفرض قيود على “حرية الإبداع الفني”.
المثلية الجنسية لا تزال قضية محظورة وجريمة في المغرب. المادة 489 من القانون الجنائي المغربي تجرم “الأعمال الشاذة أو غير الطبيعية مع فرد من نفس الجنس”. ومع ذلك، تزداد حركات الدفاع عن حقوق المجتمع المثلي ومجتمع الميم عين في المغرب أعلى صوتًا وجرأة، ويعتبر عرض فيلم “القفطان الأزرق” خطوة إيجابية في معركة المجتمع للظهور بشكل مرئي.
صرحت سفاء، عضوة في مجتمع الميم LGBTQ + في المغرب، قائلة: “عرض فيلم حول مجتمع الميم LGBTQ + في دور السينما في البلاد هو بالتأكيد انتصار لنا ونتيجة لصراع طويل ضد رهاب مثليي الجنس. نأمل أن يستمر عرضه”.
على الرغم من الجدل المحيط به، حصل الفيلم على جائزة النقاد الدوليين في الدورة الـ75 من مهرجان كان السينمائي وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان مراكش الدولي.