كليوباترا: وثائقي لنيتفليكس يثير غضباً وجدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

سادت حالة من الغضب وسيل من الانتقادات بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر بسبب الفيلم الوثائقي الذي سمي بـ"الملكة كليوباترا".

62

أصدرت Netflix برومو الوثائقي “الملكة كليوباترا”، يوم الأربعاء الماضي، وهي قصة ملحمية ترويها جادا بينكيت سميث زوجة النجم الأميركي الشهير ويل سميث، وكتبها بيريس أوينو ونني إيوجي، وقامت خدمة البث بمشاركة البرومو لأول مرة مع المشاهدين، معلنة عن إصدار الفيلم كاملاً في 10 مايو/أيار المُقبل.

الفيلم الذي يحمل عنوان Queen Cleopatra “الملكة كليوباترا” يتناول الحروب التي خاضتها الملكة الفرعونية، آخر الملكات التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد لحماية عرشها وعائلتها وإرثها.

حيث طالب الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بمنع الفيلم من العرض، فيما سخر آخرون من صناع الفيلم لما يحتويه من أكاذيب ومزاعم. فقد أثار تجسيد الممثلة أديل جيمس ذات البشرة السمراء لشخصية كليوبترا وهي من أصول مقدونية، بوثائقي لنيتفليكس جدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وأعاد الفيلم النقاش حول أفكار حركة “الأفروسنتريزم”، التي تنشر فكرة أن جميع حضارات العالم كانت تضم ذوي البشرة السوداء قبل تشتتهم. كما اتهم مغردون منصة نيتفليكس “بتغيير تاريخ مصر القديم” و “تزوير المعطيات التاريخية الثابتة”.

 

كليوباترا: وثائقي لنيتفليكس يثير غضباً وجدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

 

تعرضت الممثلة أديل جيمس لانتقادات واسعة لأنها سمراء البشرة، وكليوبترا كانت يونانية الأصل، بعد الإعلان عن فكرة الفيلم “Queen Cleopatra” المقرر عرضه على نتفليكس. فعلقت الممثلة أديل على هذه الانتقادات، من خلال منشور عبر حسابها على “تويتر”، وكتبت فيه: “لعلمكم، لن أتسامح مع هذا السلوك على حسابي الخاص. سيتم حظركم دون تردد. إذا لم يعجبك اختيار الممثلين، فلا تشاهد المسلسل”.

وتابعت الفنانة أديل جيمس في تصريحاتها: “أو شاهده وتعرف على رأي الخبراء الذي يختلف عن رأيك. على أي حال، أنا سعيدة وسأظل كذلك”. وأضافت لقطات شاشة للتعليقات المسيئة التي تضمنت إهانات عنصرية.

جدول المحتويات :

ما السبب وراء هذا الجدل؟

قالت شركة “Netflix” إنه ضمن سلسلة وثائقيات لاستكشاف حياة الملكات الأفريقيات البارزات ستبدأ بوثائقي تحت عنوان ” الملكة كليوباترا”، فبدأت الترويج للفيلم إذ “ستخصص الموسم الأول من السلسلة لأشهر امرأة في العالم وأكثرها قوة”.

وأشارت الشركة إلى أنه “أسيء فهمها، إذ طغت شهرتها كملكة جريئة وجميلة ورومانسية على معدنها الحقيقي، المتمثل في ذكائها الشديد”. ويتضمن الإعلان الترويجي للوثائقي الحديث أن تراث “كليوباترا كان موضع الكثير من الجدل الأكاديمي ثم يتبعه تأكيد على لسان أحد المعلقين في الوثائقي أن كليوباترا كانت ذات بشرة سمراء على عكس الشائع”.

 

كليوباترا: وثائقي لنيتفليكس يثير غضباً وجدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

 

وأوضح نص للفيلم المنتظر، أن تراث كليوباترا كان ولايزال “موضوع الكثير من الجدل الأكاديمي، والذي غالبا ما تم تجاهله من قبل هوليوود”، مشيرا إلى أن السلسلة الجديدة ستعيد تقييم هذا الجزء الرائع من قصتها.

ومن التصريحات المثيرة للجدل والتي وردت في مقطع الفيلم الإعلاني “لا يهمني ماذا تعلمت في مدرستك…كليوباترا كانت مصرية سوداء تدافع عن شعبها وبلدها”، في إصرار على أنها كانت من أصحاب البشرة السمراء الداكنة ما يضرب بعرض الحائط الفرضيات الأخرى.

هذا وقد عاد النقاش حول المركزية الأفريقية أو “الأفروسنتريك” بسبب هذا الفيلم، وهي حركة أو تيار ثقافي وسياسي يسعى إلى إبراز الهوية والمساهمات الثقافية الأفريقية في تاريخ العالم، ونشر فكرة أن جميع حضارات العالم كانت تضم أشخاص من أصحاب البشرة السمراء.

كما اتهم كثيرون منصة نتفليكس بتغيير تاريخ مصر القديم وتزوير التاريخ، ومحاولة طمس الهوية الفرعونية المصرية، مشيرين إلى أن كليوباترا من أصول مقدونية، وبالتالي بشرتها بيضاء وليست سمراء داكنة كما يحاول أن يصورها فيلم نتفليكس

تعددت مظاهر غضب المصريين من الفيلم الوثائقي للملكة كليوباترا، إذ جمع توقيعات على عريضة تطالب بوقف عرض الفيلم، رافضين ما تردده جماعة المركزية الإفريقية، حول نسب الحضارة الفرعونية إلى الأفارقة السود، كما تراجع تقييم منصة نتفليكس على المتاجر الإلكترونية، وفقًا لما تناقلته وسائل إعلام محلية.

كليوباترا: وثائقي لنيتفليكس يثير غضباً وجدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

 

تصريحات زاهي حوّاس وزير الآثار الأسبق:

أكّد زاهي حواس، مفسرًا وجهة نظره بأن الفيلم عرض الملكة ببشرة سمراء، رغم أنها من أصول مقدونية، ومن المعروف أن الملكات والأميرات من هذه الأصول شقراوات،  بأن العملات التي تم العثور عليها داخل معبد تابوزيريس ماجنا غرب مدينة الإسكندرية، خلال البحث عن مقبرة الملكة كليوباترا، لم تتضمن أي سمات سمراء، كما أن الرسم الوحيد لكليوباترا مع نجلها على واجهة معبد حتحور بدندرة، لا يوجد فيه أية سمات تثبت أنها من أصحاب البشرة الداكنة.

وأشار إلى أن الاعتراض على فيلم كليوباترا بسبب ظهورها سمراء، لا يعني تعاملنا بعنصرية أو رفض لأصحاب هذه البشرة، لكن الأمر متعلق بتزييف وتشويه التاريخ والحقائق، مضيفًا أن المصريين القدماء لم يكونوا ذوي بشرة سمراء على الإطلاق، وكدليل على ذلك وجودلرسومات على المعابد، التي تجسد حروب المصريين القدماء ضد الأعداء من إفريقيا وآسيا، تظهر اختلاف شكل ملوك الحضارة المصرية عن الأفارقة من أصحاب البشرة السمراء.

لمحة عن الملكة كليوباترا :

كليوباترا هي الملكة السابعة وهي آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قبل روما عام 30 قبل الميلاد.

كانت كليوباترا ابنة بطليموس الثاني عشر. وقد خلفته كملكة سنة 51 ق.م مشاطرة العرش أخاها بطليموس الثالث عشر. وقد وصُفـت بأنها كانت جميلة وساحرة. على نقيض ماتبرزها الصور التي وصلت إلينا. أما الرجال الذين وقعوا في غرامها فقد أسرتهم بشخصيتها القوية الظريفة وبذكائها ودهائها.

حكمت كليوباترا بضع سنوات، وفي سنة 40 ق.م كانت مملكتها جزءاً من نصيب الإمبراطور، ماركوس انطونيوس عندما اقتسم العالم الروماني مع كل من اوكتافيوس وماركوس ليبيدوس بعد مصـرع يوليوس قيصر. وقد أحب ماركوس أنطونيوس كليوباترا، وكلّفته علاقته الغرامية هذه فقدان حظوته في روما.

وانتهى أمر أنطونيوس بالانتحار إثر الهزيمة التي أنزلها به أوكتافيوس في معركة أكتيوم سنة 31 ق.م. فلما سمعت كليوباترا بالخبر انتحرت هي الأخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.