محمد الفايد…رحيل الملياردير المصري عن عمر 94 عاماً
أعلنت عائلة رجل الأعمال المصري محمد الفايد الجمعة أن الملياردير المثير للجدل توفي عن 94 عاما، والذي جمعت علاقة غرام بين ابنه دودي الفايد والأميرة ديانا، انتهت بمقتلهما سويا في حادث سير شهير بباريس في 1997.
توفي رجل الأعمال المصري محمد الفايد عن 94 عاما وفق ما أعلنته عائلته الجمعة. وكان الفايد، وهو والد دودي الفايد الذي ربطته علاقة حب مع الأميرة ديانا قبل مقتلهما في حادث سير شهير بباريس، يملك “امبراطورية” اقتصادية شملت عدة قطاعات. وعرف الفايد بتصريحاته الصريحة، و”معاركه” للاستحواذ على مؤسسات تجارية وسياحية.
وقالت العائلة في بيان “ترغب السيّدة محمد الفايد، وأبناؤها وأحفادها أن يؤكدوا أن زوجها الحبيب ووالدهم وجدهم محمد قد وافته المنية بسلام يوم الأربعاء 30 آب/أغسطس 2023″. وطلب أفراد العائلة في بيانهم “احترام خصوصيتهم في هذا الوقت”. ونشر البيان نادي فولهام لكرة القدم الذي كان الراحل يملكه سابقا.
جدول المحتويات :
بداية محمد الفايد في عالم الأعمال
ولد محمد فايد في مدينة الاسكندرية في مصر عام 1929، وليس معروفاً يوم ميلاده على وجه الدقة.
وقد بدأ حياته في عالم الأعمال بائعا متجولاً للمشروبات الغازية في ميناء الإسكندرية، لكن الحظ حالفه في منتصف خمسينيات القرن الماضي، حين التقى بالكاتبة السعودية سميرة خاشقجي، شقيقة الملياردير وتاجر السلاح المعروف عدنان خاشقجي، وتزوجها بعد ذلك.
وبعد زواجه بسميرة، منحه عدنان، عملاً مكّنه من دخول أكبر وأكثر الدوائر الاجتماعية نفوذاً في لندن وفي دول الخليج.
وفي ستينيات القرن الماضي، بات محمد الفايد يملك ثروة جمعها بنفسه بعد صفقات وتعاملات مع أثرياء حول العالم، بدء من شيوخ الخليج مروراً ببابا دوك دوفالييه، ديكتاتور هاييتي الشهير.
وأسس بعد ذلك شركة شحن خاصة به في مصر، كما أصبح المستشار المالي لسلطان بروناي. ثم انتقل إلى دبي عام 1960 ليتخصص في مجال العقارات والتنمية،
انتقل محمد فايد للإقامة في بريطانيا عام 1974، وأضاف “أل” التعريف لكنيته ليصبح اسمه محمد الفايد، هذه الإضافة التي تناولتها مجلة “برايفيت آي” الساخرة بسخرية لاذعة مطلقة عليه لقب “الفرعون المزيف”.
وفي عام 1979، اشترى محمد وشقيقه علي فندق “ريتز” الفاخر في باريس، وبعدها بست سنوات تغلب محمد الفايد على مجموعة “لونرو” الاقتصادية في معركة شراء متجر “هارودز” العريق في قلب لندن.
وشملت إمبراطورية الفايد قطاعات تتنوّع بين الشحن والعقارات والخدمات المصرفية والنفط وتجارة التجزئة والبناء، لكنّه كان أيضا فاعل خير، إذ ساعدت مؤسّسته الأطفال في المملكة المتّحدة وتايلند ومنغوليا.
واشتهر بأسلوبه الصريح وانتقاده حزب المحافظين البريطاني. وتردد اسمه كثيرا مع ارتباط نجله دودي الفايد بالأميرة ديانا الزوجة السابقة للأمير تشارلز (ملك بريطانيا حاليا)، واللذين توفيا معا في حادث سير بالعاصمة الفرنسية باريس يوم 31 أغسطس/آب 1997.
مشاكل حصوله على الجنسية البريطانية
في عام 1990 شن، “تيني رولاند”، رئيس مجلس إدارة مجموعة “لونرو” حربا شعواء على الفايد ونشب بينهما نزاع، وخلص تقرير لوزارة التجارة والصناعة حول النزاع، إلى أن اسرة الفايد، كذبت بشأن خلفيتها الاجتماعية ومصدر ثروتها.
وعلى الرغم من أن النزاع مع رولاند انتهى عام 1993، إلا أنه على الأرجح قد ساهم في منع حصول محمد الفايد على الجنسية البريطانية. ورأى الفايد في قرار رفض منحه الجنسية إهانة لكرامته.
دفعت خيبة الأمل، الناجمة عن عدم حصوله على الجنسية، بالفايد إلى التصريح في الصحافة بأن وزيرين محافظين هما نيل هاملتون وتيم سميث، تلقيا مبالغ مالية منه لقاء طرحهما أسئلة تخدم مصالحه في مجلس العموم.
ونتيجة لذلك، اضطر كلا الوزيرين إلى ترك الحكومة بسبب هذه الفضيحة، وخسر هاملتون، الذي أنكر ادعاءات الفايد، قضية تشهير ضد مالك متجر “هارودز” أمام المحكمة.
كما استقال وزير الدولة حينها، جوناثان إيتكن، بعد كشف الفايد أنه أقام مجانا في فندق “ريتز” بباريس، تزامنا مع وجود مجموعة من تجار السلاح السعوديين.
وانتهى الأمر بالوزير “إيتكن” إلى السجن بسبب إدلائه بشهادة كاذبة في المحكمة، وبذلك يكون ثأر الفايد من حزب المحافظين قد ألحق بالحزب ضرراً طويل الأمد.
وصيته
في مارس من عام 2006 م أعلن مالك سلسلة متاجر هارودز البريطانية محمد الفايد أنه أوصى بتحنيط جثمانه بعد وفاته واستخدام المومياء كعقرب من عقارب الساعة العملاقة التي تزين قمة متجر هارودز الرئيسي الكائن في منطقة نايتسبرج اللندنية الراقية.
نقلت صحيفة ذا صن عن بيل ميتشل، الذي يعمل كمخرج فني لدى الفايد، قوله إن محمد الفايد اتخذ ذلك القرار «من منطلق حرصه على أن يبقى جزءاً مهماً من أجزاء متاجر هارودز بعد وفاته»، وأضاف ميتشل قائلاً: «أعتقد أن هذا المشروع سيكون ممتعاً للغاية بالنسبة لي شخصياً، لقد اختار السيد الفايد أن يتم استخدام جثمانه المحنط كعقرب للساعات لكي يبقى في حركة دائمة مع الزمن لسنوات طويلة بعد وفاته».
وفاته
توفي الفايد يوم 30 أغسطس 2023) عن عمر يناهز 94 عاما و دفن يوم الجمعة 1 ستبمبر إلى جوار ابنه دودي الفايد في بارو جرين كورت بمقاطعة سري، وأقيمت مراسم العزاء في مسجد لندن المركزي في ريجنتس بارك يوم الجمعة.