يوم أسود…أسوأ كارثة صاروخ في التاريخ السوفييتي
عام 1960، شهد الاتحاد السوفييتي كارثة كبيرة تعتبر واحدة من أسوأ الكوارث الصاروخية في التاريخ. هذا الحادث أسفر عن وفاة عدد كبير من الأشخاص، من بينهم المارشال ميتروفان نيديلين (Mitrofan Nedelin)، الذي كان المسؤول عن سلاح المدفعية السوفييتي.
جدول المحتويات :
تجهيز الصّاروخ
في يوم 24 أكتوبر 1960، قام خبراء الاتحاد السوفيتي بتجهيز نموذج من الصاروخ الباليستي R-16 في ميناء بايكونور الفضائي، حيث أجروا الاختبارات النهائية عليه تمهيداً لإطلاقه. يتميز هذا الصاروخ بأبعاده الضخمة حيث يبلغ طوله أكثر من 30 متراً وقطره حوالي 3 أمتار، وزنه عند الإطلاق يقارب 141 طناً، وتم تزويده بمواد سريعة الاشتعال كوقود لضمان أداءه الأمثل.
أثناء الاستعدادات في ميناء بايكونور، أمر المارشال ميتروفان نيديلين بتسريع الاختبارات وتجهيز الصاروخ R-16 بأسرع وقت ممكن. قام هذا المارشال بجهود كبيرة لضمان أن يكون الصاروخ جاهزًا للإطلاق في موعد ذكرى الثورة البلشفية الموافق في 7 نوفمبر 1960
انفجار الصاروخ تسبب بكارثة حقيقية
فيما يخص الحادثة التي وقعت خلال الانفجار، انتشرت الغازات السامة التي نجمت عن احتراق الوقود في الموقع، مما زاد من وحشية الكارثة. تسببت هذه الغازات في حالات اختناق ووفاة عدد كبير من الأشخاص الذين كانوا متواجدين هناك، بما في ذلك المارشال ميتروفان نيديلين الذي تعرضت أجزاء من جسمه للتفحم عند وقوع الكارثة.
على موقع الإطلاق، قتل وتفحم أكثر من 70 مسؤولًا ومهندسًا سوفيتيًا في لحظة انفجار الصّاروخ بسبب وجودهم على مقربة منه. ومن بين الناجين من هذه الكارثة الرهيبة كان مصمم الصواريخ السوفيتي الشهير ميخائيل يانغيل (Mikhail Yangel) الذي نجا بأعجوبة. قبل وقوع الكارثة بفترة قصيرة، حيث ابتعد يانغيل مئات الأمتار عن موقع الإطلاق ليدخن سيجارة.
تقارير متضاربة وتعتيم
خلال العقود اللاحقة، اختلفت التقارير بشأن عدد الضحايا لهذه الحادثة وكانت متضاربة بشكل كبير. في حين اكتفى الإعلام السوفيتي بالإشارة إلى “عدد هائل من القتلى”، قدمت المصادر الغربية – استناداً إلى معلومات استخباراتية – تقديرات تتحدث عن مقتل حوالي 300 شخص وإصابة المئات نتيجة لهذه الكارثة التي أصبحت معروفة باسم “كارثة نيديلين” نسبة إلى المارشال ميتروفان نيديلين.
بعد حادثة انفجار الصّاروخ، قام الاتحاد السّوفييتي بتطبيق تعتيم إعلامي شديد، واتجه لإخفاء عدد الضحايا بناءً على قرار مباشر من نيكيتا خروتشوف. بالإضافة إلى ذلك، تلقت عائلات الضحايا، بما في ذلك عائلة نيديلين، توجيهات بعدم التحدث عن الكارِثة وأُخطرت بأن أقربائهم توفوا نتيجة حادث سقوط طائرة.