الطعام الصحي بين الموضة والحقيقة

بات الطعام الصحي حديث الساعة، لكن هل هو ضرورة حقيقية أم مجرد موضة عابرة؟ تكشف دراسة حديثة شملت 2000 شخص بالغ في الولايات المتحدة، أن 30% من الأمريكيين يشترون الأطعمة الصحية ليس لأنها صحية، بل لأنها عصرية أو لأن مشاهيرهم المفضلين يتناولونها، بينما احتلت الصحة المرتبة الرابعة فقط كأولوية عند شراء البقالة، بعد التكلفة والجودة والتفضيلات الشخصية.

تؤكد خبيرة التغذية رزان شويحات على خطورة هذا السلوك، مشيرة إلى أن “المشكلة تكمن في عدم اتباع أسس علمية لاختيار الطعام، بل الاعتماد على الدعاية والشائعات.”

مخاطر التقليد الأعمى

قد يؤدي التقليد الأعمى إلى مفاهيم خاطئة، حيث يميل البعض إلى اتباع صيحات دون وعي أو فهم لماهيتها، مثل الاعتقاد بأن المنتجات الطازجة دائماً أكثر فائدة من المعلبة أو المجمدة أو أن بدائل الألبان مثل حليب اللوز أو الصويا هي خيارات صحية دائماً، بينما قد لا يكون ذلك صحيحاً.
كما تحذر خبيرة التغذية رزان شويحات من مخاطر اختيار الطعام بناءً على “الدعاية” دون معرفة علمية، وتُشير شويحات إلى انتشار مصطلح “صحي” بشكل مبالغ فيه، دون مراعاة للمعايير العالمية لمنظمة الصحة العالمية.

كيف نتناول الطعام الصحي بوعي؟

• التحقق من المصادر: قبل اتباع أي نظام غذائي أو شراء منتجات غذائية، تأكد من صحة المعلومات من خلال استشارة أخصائي تغذية أو الاعتماد على مصادر موثوقة مثل منظمة الصحة العالمية.
• قراءة الملصقات الغذائية: تحتوي الملصقات على معلومات مهمة عن محتوى السعرات الحرارية والدهون والسكريات والمعادن وغيرها. استفد منها لاختيار المنتجات الصحية.
• التوازن هو المفتاح: لا تفرض على نفسك قيوداً صارمة. تناول الطعام الصحي بانتظام، لكن لا تستبعد بعض الأطعمة اللذيذة من وقت لآخر.
• استشارة الطبيب: إذا كنت تعاني من أي أمراض، استشر طبيبك أو أخصائي تغذية لوضع خطة غذائية مناسبة لك.

دور الحكومات

يجب على الحكومات مراقبة المنتجات الغذائية وضمان وضوح المعلومات على الملصقات، كما يجب التصدي للممارسات المضللة في إعلانات الأطعمة الصحية.

بينما يُعدّ الأكل الصحي ضرورة حقيقية لا غنى عنها لصحةٍ جيدة ونشاطٍ دائم، يجب الحذر من اتجاهات “الموضة” دون وعي، والحرص على اتباع مبادئ غذائية سليمة بناءً على معلومات موثوقة واستشارة مختصين عند الحاجة.