مرض السكري ودور العنصرية في انتشاره

يرى خبراء الصحة العالمية أن العنصرية وعدم المساواة في توفير التشخيص والعلاج المناسبين للمرضى المصابين بمرض السكري قد يؤدي إلى تفاقم نسبة الإصابة بهذا المرض المزمن والخطير، حيث أشارت تقارير طبية عالمية إلى احتمالية إصابة أكثر من مليار شخص حول العالم بمرض السكري خلال السنوات القادمة.

تشهد تقديم الرعاية الطبية لمرضى السكري اختلافًا واضحًا بين منطقة وأخرى حول العالم، وفقًا لمجلة “ذا لانسيت The Lancet” الطبية. ويتوقع خبراء الصحة العالمية أن يتسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري، الذي سيصيب أكثر من 13% من سكان العالم بحلول عام 2050، في زيادة الأعباء على نظم الرعاية الصحية والمالية في مختلف دول العالم، نظرًا للمضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يتسبب بها هذا المرض المزمن.

 

 

العنصرية الديموغرافية تسبب زيادة الإصابات بمرض السكري

ويشير تقرير المجلة إلى أن التزايد المتسارع في عدد الإصابات بمرض السكري في جميع الفئات العمرية في العالم يشكل خطرًا حقيقيًا، ويزيد من الحاجة إلى توفير رعاية صحية ملائمة للمرضى. ويعزو التقرير هذا الأمر إلى وجود تحيزات ديموغرافية عنصرية في تقديم الرعاية الصحية والتشخيص، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة والتأثير على جودة الحياة للأفراد المصابين بالسكري.

ويؤكد الخبراء أن عدم المساواة الجغرافية وزيادة معدلات الإصابة بين الأقليات العرقية في البلدان الغنية يساهمان في تفاقم أزمة السكري على مستوى العالم. ويشير فريق الباحثين في كلية آلبرت أينشتاين للطب في نيويورك إلى أن المجتمعات الأقل حظوة هي الأكثر تضررًا، حيث تفتقر إلى الوصول إلى الأدوية الأساسية والعلاجات الجديدة للسكري وتعاني من مضاعفات خطيرة، مثل تدهور جودة الحياة وزيادة خطر الوفاة المبكرة.

 

 

ويعزو الباحثون ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري إلى عدة عوامل خطر شائعة، مثل سوء التغذية وعدم ممارسة النشاط البدني والتدخين، فضلاً عن إهمال التشخيص.

وعلى الرغم من أن معظم الزيادات العالمية في حالات الإصابة تعود إلى السكري النوع الثاني، فإن الخبراء يرون أن هذا المرض لا يزال هو الداء الوحيد الذي يتأثر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية، مع ضعف المقدرة على التعامل معه والتحكم فيه في بعض دول العالم مما يتطلب تعزيز جهود التشخيص والعلاج.

 

 

وفي حديث مع الدكتور وائل صفوت، الاستشاري السابق لمنظمة الصحة العالمية مع إحدى القنوات الاخبارية، يؤكد على أن عدم العدالة في توزيع الدواء يعود إلى سيطرة شركات الأدوية على توجه المرضى لتلقي العلاج، وتقدم العلاج للطبقات والدول الأغنى. وتشير تكلفة علاج الأمراض والمضاعفات الناجمة عنها إلى أنها باهظة وتؤثر على الفئات الأكثر فقراً في المجتمع.

وتشدد المنظمة العالمية للصحة على أن التغذية السليمة والنشاط البدني يمكن أن يساعدان في الوقاية من السكري، ويؤكد الدكتور صفوت على أن شركات الأغذية تساهم في تشجيع المستهلكين على تناول الأطعمة غير الصحية، مثل السكريات التي تجهد البنكرياس، وبالتالي يزيد انتشار السكري من النوع الثاني.

ويشير الدكتور صفوت أيضًا إلى أن بعض الأشخاص يلجأون لتناول أدوية السكري رغبة في تخفيف الوزن، مما يمنع الوصول إلى الأدوية للمرضى الفعليين الذين يحتاجون إليها.

وتشكل الأزمة الاقتصادية العالمية عائقًا أيضًا في توفير الأدوية للمرضى الفقراء، حيث تؤثر على قطاع صناعة الأدوية وتجعل من الصعب تأمين الأدوية للمستحقين.