وفاة ماثيو بيري : شبكة الكيتامين وعمليات التستر تثير الجدل

عندما وُجد الممثل ماثيو بيري، نجم المسلسل الشهير "فريندز"، غارقًا في حوض السباحة الساخن بمنزله في لوس أنجلوس العام الماضي، بدا للوهلة الأولى أنه مجرد حادث عرضي. كانت الشكوك الأولى تشير إلى غرق غير مقصود، حيث لم تُعثر على أي مواد مشبوهة أو دلائل تشير إلى جريمة. لكن ما ظهر لاحقًا في التحقيقات كان أكثر تعقيدًا وغموضًا.

مفاجأة التحقيق: الكيتامين في دم ماثيو بيري

خلال التحقيقات، اكتشف الطبيب الشرعي مستويات مرتفعة من عقار "الكيتامين" في دم بيري، وهي نسبة تُستخدم عادة في التخدير خلال العمليات الجراحية. هذا الكشف أضاف بُعدًا جديدًا للتحقيق، خاصة وأن بيري كان يتلقى علاجًا باستخدام الكيتامين لعلاج الاكتئاب.

شبكة الكيتامين السرية: تورط واسع النطاق

بعد مرور عام على وفاة بيري، كشفت التحقيقات عن شبكة سرية لتوزيع الكيتامين، يُعتقد أنها وراء وفاته. التحقيقات أدت إلى اعتقال خمسة أشخاص، بينهم طبيبان ومساعد بيري، إلى جانب سيدة تُعرف بلقب "ملكة الكيتامين". وقد اعترف المتهمون بتورطهم في توزيع المخدرات بشكل غير قانوني، ما أسفر عن وفاة بيري.

" ملكة الكيتامين ": شخصية رئيسية في القضية

كانت جاسفين سانغا، الملقبة بـ"ملكة الكيتامين"، من الشخصيات المركزية في التحقيقات. سانغا، البالغة من العمر 41 عامًا، تُتهم بتوريد الكيتامين لبيري بصفقة بلغت 11 ألف دولار. ووصفتها السلطات بأنها تاجرة مخدرات على علم تام بخطورة العقار الذي كانت تبيعه، والذي أدى في النهاية إلى وفاة النجم.

أطباء وتجار: استغلال لإدمان بيري

تشير التحقيقات إلى أن بيري، بسبب إدمانه الشديد، كان يسعى للحصول على الكيتامين بأسعار منخفضة، ما دفعه إلى التواصل مع تجار الشوارع. وقد كشفت الرسائل النصية بين المتهمين عن نية استغلال النجم، حيث كان يدفع ما يصل إلى 2000 دولار مقابل زجاجة كيتامين تُباع في السوق بسعر لا يتجاوز 12 دولارًا.

محاولات التستر واكتشاف وفاة سابقة

بعد وفاة بيري، حاول المتهمون التستر على فعلتهم. تم العثور على رسائل مشفرة بين المتورطين تشير إلى محاولاتهم لإخفاء الأدلة. ولم تكن هذه الحادثة الأولى التي تورطت فيها "ملكة الكيتامين"، حيث أظهرت التحقيقات تورطها في وفاة أخرى نتيجة جرعة زائدة من الكيتامين في عام 2019.

مساعد بيري: دور أساسي في الحقن المميت

كان كينيث إيواماسا، مساعد بيري، الشخص الذي وجد النجم متوفياً، وهو نفسه من كان يقوم بحقن بيري بالكيتامين بصفة منتظمة. وتشير الوثائق إلى أن إيواماسا لم يكن لديه أي تدريب طبي، ومع ذلك، قام بإعطاء بيري أكثر من 20 حقنة كيتامين خلال الأيام الأربعة التي سبقت وفاته.

مساعدة الآخرين حتى النهاية

على الرغم من صراعه مع الإدمان، كان بيري يأمل في استخدام تجربته لمساعدة الآخرين. وقد عبّر عن رغبته في مذكراته المنشورة عام 2022، حيث كتب عن رحلته مع الإدمان وكيف أراد أن يُذكر كمساعد للآخرين. بعد وفاته، تأسست مؤسسة تحمل اسمه، تعمل على تحقيق هذا الهدف، مما يحقق رغبة النجم الراحل في أن تكون مساعدة الآخرين جزءًا من إرثه.