بين القومية والأفروسنتريك إلغاء حفل كيفن هارت بالقاهرة 21 شباط

«غير مرحب بك في مصر»، و«تاريخ مصر خط أحمر»، كانت عناوين هاشتاج تصدر جميع وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، على مدار شهر كامل منذ اللحظة الأولى لإعلان حفل الاستاند آب كوميدي كيفن هارت Kevin hart باستاد القاهرة الدولي.

إلغاء حفل الاستاند آب كوميدي كيفن هارت في مصر قبل بضع ساعات من موعده المقرر:

فاجات الشركة المنظمة للحفل الجمهور بإصدار بيانًا أعلنت من خلاله عن الغاء حفل كيفن هارت وهو الحفل المُعلن عنه بعنوان «Reality Check» بشكل مفاجئ، فقالت في البيان: “نشارككم هذه الاخبار بقلب مثقل وبسبب مشاكل لوجستية محليّة، فإنه تقرر الغاء حفل هارت الذي كان من المقرر اقامته خلال يوم 21 فبراير”.

وتابعت الشركة المنظمة في البيان الرسمي: “لقد اظهرتم الدعم الكامل ونحن ممتنون لهذا الشيء، ولذلك نطلب منكم التحلّي بالصبر من أجل استرداد جميع اموالكم التي دفعتوها في اقصر وقت”.

كشفت مصادر بان السبب الرئيسي لإلغاء حفل النجم العالمي هو الضغوط الشعبية التي تعرّض لها منظمين الحفل وذلك بسبب مواقف هارت العنصرية ضد الفراعنة التي كان قد أطلقها في وقت سابق. حيث ان كيفن Kevin hart الذي عُرف كواحد من أبرز الداعمين لحركة الأفروسنتريك Afrocentrism «المركزية الإفريقية» قد تحدث في وقت سابق حول اصول الفراعنة مشير إلى أنهم من أصول أفريقية وليست مصرية.

في فبراير من العام الماضي انتشر حدث مُشابه بعنوان «العودة إلى الأصول»، في أسوان، نظمته حركة تُسمى «الأفروسنتريك»، (المركزية الإفريقية)، وهي حركة تتبنى فكر يزعم أن الحضارة المصرية في الأصل كانت ذات أصل «إفريقي زنجي»، وفقًا لكتاب «الأصول الزنجية للحضارة المصرية» لواحد من أشهر الداعمين للحركة «أنتاديوب»، فلقى المؤتمر حينها الاعتراض ذاته، من ثم جرى إلغاؤه الطريقة ذاتها قبل ساعات من إقامته.

الغاء الحفل والوعي اتجاه خطر انتشار الأفروسنتريك:

بين الهاشتاج والمؤتمر كان الرفض لأفكار تبناها الممثل العالمي هارت، تشكك في الأصول المصرية ما رفضه الشباب المصري رفض قطعي بأكثر من طريقة عبروا خلالها عن هويتهم المصرية واعتزازهم بانتمائهم لأصول لا تقبل التشكيك.

كانت صفحة «وعي مصر» واحدة من أوائل الصفحات على وسائل التواصل التي تبنت القضية وبدأت في توضيحها في سلسلة تعبر باستفاضة عن خطورة الأمر، وفي حديث مع أحد مؤسسي الصفحة «زياد زين» قال: “إن خطوة إلغاء الحفلة شعور يصعب وصفه، هو شعور بالفخر والتفاؤل وبالقوة، لأن صاحب الحق دائماً صوته أعلى من صاحب الإدعاء الباطل، شعرنا أن جهودنا كُللت بالنجاح، وواجب علينا شُكر المسؤولين على خطوة منع هذا الفيروس الخبيث من الانتشار، في الواقع تلقينا دفعة تشجيع كبيرة لبذل المزيد من الجهد للتوعية والتصدي للفكر المُشكك بالهوية المصرية”.

وأضاف: “أن إلغاء مؤتمر أسوان العام الماضي وحفل كيفن العام الجاري، مع حفل عشاء منذ عدة أيام حمل اسم «بلاك ايجبت»، دليل على أن شريحة كبيرة بدأت تنتبه لخطر انتشار مثل هذه الأفكار”.

ما حقيقة الأصول الأفريقية للحضارة المصرية:

في حديث مع الباحث في تاريخ مصر القديمة ومتخصص بعلم المصريات دكتور وسيم السيسي، قال: «إنهم يدعون أننا أحفاد الغزاة العرب، ولكن الرد هنا يجب أن يكون علميا، فوفقاً لبحوث Margaret Kendall مارجريت كندل، عالمة الجينات الأمريكية، في دراسة عن جينهات المصريون، حصلت خلالها على عينات من جميع أنحاء مصر تبين نتيجتين:

97.5% من جينات جميع المصريين مسلمين ومسيحين بجميع أنحاء الدولة واحدة.
87.6% من جينات المصريين يحملون نفس جينات توت عنخ أمون
«نحن أحفاد توت عنخ آمون»”.

تابع «السيسي»: «أن الأبحاث لم تقف هنا وتابعها باحثون مصريون أبرزهم كان اللواء الطبيب طارق طه، رئيس قسم البصمة الوراثية والمناعة بالقوات المسلحة، الذي أعاد بحوث مارجريت كندل، على أعداد أكبر من المصريين، وحصل منها على النسبة ذاتها أن 97.5 ٪ من جينات المصريين واحدة، وجميعها تعود لملوك مصر القديمة، إذاً الدم المصري كله نقي، بلا استثناءات وجميعهم منسوبين للجد توت عنخ آمون».

“المركزية الأفريقية” أو “الأفروسنتريك”:

وهو نهج لدراسة تاريخ العالم يهدف إلى تسليط الضوء على دور الأفارقة السود في تشكيل التاريخ الإنساني، والذي يزعم مؤيدوه أن ملوك مصر القديمة الذين أسسوا حضاراتها قبل آلاف السنين هم من الأفارقة السود وأن سكان مصر المعاصرين ليسوا من أحفاد المصريين القدماء بل هم جماعات غزاة أتوا إلى مصر.