ارتفاع درجات الحرارة والكلاب الغاضبة: كيف تؤثر العوامل البيئية على العدوانية عند الكلاب؟
م منوعات

ارتفاع درجات الحرارة والكلاب الغاضبة: كيف تؤثر العوامل البيئية على العدوانية عند الكلاب؟

Layal Shalish يوليو 26, 2023

إن ارتفاع درجات الحرارة تزيد من حوادث عقر الكلاب بنسبة 11% فقد يعضك أو يعض شخصًا آخر في الأيام الحارة والمشمسة. دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة هارفارد ميديكال سكول، وأشارت إلى أن سلوك الكلاب يزداد شراسة في الأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة.

ارتفاع درجات الحرارة تزيد من السلوكيات العدوانية

في دراسة حديثة نُشِرت في مجلة ساينتيفيك ريبورتس “Scientific Reports”، قام الباحثون بدراسة الارتباط بين تغير نسبة شراسة الكلاب في ثماني مدن في الولايات المتحدة مع ارتفاع معدل الأشعة فوق البنفسجية وتغير نسبة الأوزون، بالإضافة الى مستويات التلوث في الهواء بالجسيمات العاكسة للضوء بحجم أقل من 2.5 ميكرون (PM2.5)، مع ضبط العوامل الموسمية والتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV) وكمية الهطول المطري والتقويم.

وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن الطقس الحارّ وزيادة التلوُّث عادة ما يقترنانِ بسلوكيات عدوانية لدى البشر وبعض فصائل القرود والفئران، غير أنه لم يكن من الواضح أنَّ الطقس الحار يؤدِّي أيضًا إلى سلوكيات حادَّة من الكلاب تجاه البشر.

ومع ذلك، فإن الارتباط بين مختلف العوامل البيئية، بما في ذلك تلوث الهواء، والسلوكيات العدوانية عند الأنواع المختلفة من الكائنات، مثل حوادث عقر الكلاب، يبقى مجهولًا. هذا يشير إلى أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تلك العلاقات والتأثيرات المحتملة للعوامل البيئية على السلوكيات العدوانية.

 

دراسة: الحرارة والأوزون تزيد من حوادث عقر الكلاب

 

ازدياد حوادث عقر الكلاب مع ارتفاع درجات الحرارة

أفاد بيان صحفي نُشِر على موقع “فيز دوت أورغ” (Phys.org) بأن الباحثين قاموا بدراسة شاملة للعلاقة بين عضات الكلاب وعوامل البيئة المختلفة. تضمنت الدراسة تحليل مستويات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) والأوزون ودرجات الحرارة، بالإضافة إلى مستويات الأشعة فوق البنفسجية وهطول الأمطار.

وقد أظهرت نتائج البحث أن هناك زيادة تصل إلى 11% في حوادث عضات الكلاب في الأيام التي يرتفع فيها مستوى الأشعة فوق البنفسجية. كما تبيّن أن هناك زيادة بنسبة 4% في الأيام الحارة الأكثر سخونة، وزيادة بنسبة 3% في الأيام التي تشهد ارتفاعاً في مستوى الأوزون. على الجانب الآخر، لوحظ انخفاض طفيف في حوادث عضات الكلاب خلال الأيام الممطرة.

من الملفت أن الدراسة لم ترصد أي ارتباط بين حوادث عضات الكلاب ومستويات الجسيمات الدقيقة المعروفة بـ “بي إم 2.5” (PM2.5)، والتي تشمل مجموعة من الملوثات مثل المواد الكيميائية والرماد والغبار والمعادن وتتميز بقُطرها الذي يصل إلى 2.5 بوصة (6.35 سم) وفقًا لتعريف وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA).

تُظهِر هذه الدراسة أهمية فهم العلاقة بين تلك العوامل البيئية وحوادث عضات الكلاب، مما يساعد على تحسين التدابير الوقائية والتوعوية لتقليل هذه الحوادث في المستقبل.

النتائج

زاد عدد الحوادث المتعلقة بعض الكلاب للبشر مع زيادة كل من الأوزون ودرجات الحرارة. ومع ذلك، لم يبدو أن تلوث الهواء الناتج عن جسيمات PM2.5 مُأثّراً على العدوانية لدى الكلاب. على النقيض من ذلك، كانت مستويات عالية من الإشعاع فوق البنفسجي مرتبطة بزيادة في حوادث عض الكلاب. وظلت العلاقة بين هذه الحوادث والأوزون والإشعاع فوق البنفسجي ثابتة عبر خلال أشهر الشتاء، وغيرها.

كما أشارت تحليلات الحساسية أيضًا إلى أن العلاقات الفردية بين حوادث عض الكلاب للبشر وعوامل مثل درجة الحرارة وكمية هطول الأمطار والأوزون ومستويات الإشعاع فوق البنفسجي كانت مستقرة ولم تتأثر بترافق هذه المتغيرات. تتوافق النتائج حول زيادة العدوانية لدى الكلاب مع زيادة التعرض للإشعاع فوق البنفسجي مع دراسات أخرى أظهرت زيادة في الهرمونات الجنسية الستيرويدية لدى الرجال ونماذج الفئران بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

 

دراسة: الحرارة والأوزون تزيد من حوادث عقر الكلاب

 

يمكن أن يكون الارتباط بين العدوانية والأوزون ناجمًا عن دخول الأوزون إلى المجاري التنفسية ومن ثم تحفيز الإجهاد التأكسدي وتدني وظيفة الرئة. في البشر، يؤدي ذلك إلى تفعيل مسارات رسولية مختلفة، مثل تلك المتعلقة بالإنترلوكينات وبروتين سيريوم أميلويد A، مما يؤدي إلى تفعيل محور الغدة النخامية والتأثير على السلوك.

نظرًا لأن الدوائر العصبية المسببة في العدوانية محفوظة عبر أنواع الثدييات، فقد يؤدي التعرض للأوزون لدى الكلاب إلى تحويل الدوبامين في المخ والفصوص، على غرار البشر، مما يؤدي فيما بعد إلى العدوانية.

 

راف كوليز “Rough Collies” النوع الأكثر شراسة

وبحسب دراسة سابقة أجرتها جامعة هلسنكي بفنلندا، ونشرت أيضا في مجلة “ساينتفيك ريبورتس” عام 2021، فقد تكون هناك عوامل أخرى تؤثر على خطر التعرض لعضة كلب، مثل السلالة أو الجنس. وأفادت أن من المرجح أن الكلاب من نوع “راف كوليز” (Rough Collies) هي أكثر سلالات الكلاب عدوانية في الطقس الحار.

 

دراسة: الحرارة والأوزون تزيد من حوادث عقر الكلاب

 

ويشرح مؤلفو الدراسة الحالية أن ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستويات تلوث الهواء قد تزيد من العدوانية لدى الكلاب إلى حد يصل إلى العض. ومع ذلك، فقد لفتوا إلى الحاجة إلى مزيد من البيانات والأبحاث لتأكيد هذه النتائج.

وتكمن أهمية تلك النتائج في كونها إيضاح لكيفية تأثير العوامل البيئية على سلوك الكلاب، وهو ما قد يشكل خطرا على الصحة العامة، كما  يشكل تذكيرا بضرورة الحذر عند التعامل مع الكلاب، خاصة في الأيام الحارة.

فالكلاب هي أكثر الحيوانات إخلاصا ووفاء لنا، لكنها أيضا قد تؤذينا إذا شعرت بالتوتر أو التهديد بسبب الطقس أو ظروف أخرى.

شارك هذه المقالة

تم النسخ

https://alaanplus.com/ارتفاع-درجات-الحرارة-تزيد-من-حوادث-عقر

انسخ الرابط

LS Layal Shalish

اقرأ ايضا