الأحلام وارتباطها بالواقع
م منوعات

الأحلام وارتباطها بالواقع

sahar Issi أغسطس 3, 2023

الأحلام طبقاً لمعظم الأطباء هي العمليات التي تنشأ إستجابةً لمُحفزات فسيولوجية مركزها قشرة المخ.

وهي نشاط تفكيري قد يحدث نتيجة استجابة لمنبهٍ ما أو دافعٍ معيَّن، وهي عادة تكون ناتجة عن أحداث أو مواقف غير مترابطة وغير منطقية، ولكنها تبدو منطقية بشكلٍ كبير أثناء الحلم، ويلغي هذه المنطقية والترابط استرجاعها من قِبل الشخص بعد أن يستيقظ من نومه ويستذكر الحلم.

اختلف العلماء بالسبب المباشر الذي يؤدي إلى رؤية الاحلام، ففرويد قال “إنها وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون إشباعها صعبا في الواقع” فمن كان يرجو أن يكون غنيَّاً أو أن يتزوَّج امرأة معيَّنة ولا يستطيع تحقيق ذلك في واقعه؛ فإن هذه الرغبات تصبح حقيقة في هذا الحلم الذي يعيشه. ومنهم من قال إنها عبارة عن تذكُّر أحداثٍ سابقة تركت أثراً على نفسية الحالم. ومنهم من قال إنها نتيجة التفكير في موضوعٍ معيَّن كان يشغل بال الحالم قبل النوم، فعند الدخول في النوم تأتيه تلك المسألة على شكل حلم.

 

الأحلام وارتباطها بالواقع

 

متى تحدث الأحلام:

وتحدث الاحلام أثناء مرحلة حركة العين السريعة من النوم، ويرى عالم الأعصاب الفنلندي آنتي ريفونسو أن معظم المشاعر التي تخالجنا خلال الحلم تكون سلبية، وتشمل في معظمها الخوف والعجز والقلق، وهو ما يدعم المعتقد السائد بأن الأحلام تتيح لنا إمكانية التخلص من هذه المخاوف في بيئة يكون الخطر فيها منخفضا.

دائماً ما تكون حركة الجسم مشلولة تماماً خلال هذه المرحلة من النوم (باستثناء حركة العينين)، لكن هناك بعض الاضطرابات أو الأمراض التي يمكن أن تُسبب ضرراً في هذا التأثير المُثبط على حركة الجسم، مما ينتج عنه نشاط عضلي للشخص أثناء اختباره للحلم (يُعرف ذلك بالسير نائماً).

ووفقا للدكتور ريفونسو، تمثل هذه المعضلة لغزا كبيرا، لا سيما أن معظم أحلامنا تكتسب طابعا سلبيا. لكن الأمر الإيجابي في هذه الأحلام يتمثل في كون التعامل مع المواقف الخطيرة أثناء النوم يساعدنا على معالجة مواقف مماثلة عندما يحين وقت مواجهتها في الحياة الواقعية.

 

 

وفي بعض الأحيان، لا تعكس الأحلام ما يواجهه الشخص في حياته اليومية، بيد أنها قد تشير إلى مشاكله بطريقة ما، إذ بإمكان كابوس يتضمن خوضن اختباراً كتابياً في المدرسة أن يعكس بعض المشاكل التي نواجهها في العمل.

كما أن الحلم هو عبارة عن فكرة محددة واوقات كثيرة تعكس حالتنا النفسية واشتياقنا لأشخاص ماتوا أو أشخاص نرغب في التواصل معهم فى الحياة العادية ولسنا قادرين، بمعنى أدق سرد لأحداث الحياة الواقعية لكن ونحن نائمين،كما أن هناك مثل صيني يقول أن حتى الثعلب يأكل الدجاج فى أحلامه يعني مجرد تحقيق لأشياء نتمنى حدوثها ونحن مستيقظين.

هلاوس العقل الباطن:

سيجموند فرويد عالم النفس الشهير قال إن بعض الأحلام هى تفريغ للعقل اللاواعي حتى لا نصاب بالجنون، لذا أوضحت مفسرة الأحلام أن هناك رؤى في الحلم وهي عباة عن تفريغ العقل لبعض الأحداث التي لا يقدر على الخوض فيها وهو مستيقظ.

كما أن الدماغ قد يعمد أحيانا إلى تذكير الشخص ببعض الأوقات التي عانى خلالها نفسيا بسبب عدم قدرته على القيام بشيء يخشاه، مثل خشيته من خوض اختبار دون استعدادٍ كافٍ أو شيء من هذا القبيل، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى منح الشخص المزيد من الثقة لمساعدته على تجاوز المحن.

نظرية التعويض:

تحدث الأحلام عندما يقوم نوم حركة العين السريعة  بتمثيل الحقيقة ظاهرياً وذلك ليُنهي حالة عدم التوازن التي تضر بالحالة العقلية.

عناصر الأفكار الخاصة الموجودة في أي حلم هي:

  • عدم التوازن أو الأحداث الإدراكية السلبية.
  • التفسير المحتمل لعدم التوازن هذا.
  • وأخيراً الوسائل الممكنة للتعويض أو التخلص من هذه الأفكار السلبية.

 

الأحلام وارتباطها بالواقع

 

الأحلام التي تحدث خلال نوم حركة العين السريعة تسعى بالأساس لإنهاء حالة عدم التوازن الضارة، لذا فإن منع نوم حركة العين السريعة يؤدي إلى مزيد من القلق والعدوانية. الأكثر من ذلك أن مُقاطعة الأحلام الحادثة في هذه المرحلة من النوم سيؤدي إلى مُضاعفة المشاعر السلبية وذلك بسبب عدم إكتمال مُعالجتها عن طريق الحلم (أي عدم إكتمال التعويض).

في عام 2014 قادت أخصائية الأمراض العصبية إيزابيل آرنولف مجموعة من الباحثين في جامعة السوربون لإجراء بحث حول الأحلام التي تراود الطلاب الطامحين إلى أن يصبحوا أطباء، ليتضح أن نحو ثلاثة أرباع هؤلاء الطلاب البالغ عددهم 719 حلموا بخوضهم اختبارا مرة واحدة على الأقل خلال الفصل الدراسي، بينما تضمنت أحلام الطلاب عجزهم عن حل بعض المسائل أو عدم تمكنهم من الوصول إلى مركز الامتحان بعدما تاهوا في طريقهم إليه.

وتوصلت الدراسة الطبية إلى استنتاج مفاده أن الطلاب الذين يحلمون بالاختبار يقدمون أداءً أفضل في الحياة الحقيقية، حيث راودت الطلاب ذوي المراتب الخمس الأولى كوابيس تتعلق بمضي وقت الامتحان قبل تمكنهم من إتمامه وغيرها من الكوابيس المماثلة.

يقضي المخ وقتاً طويلاً في التدريب الإدراكي على كل حدث مُمكن وذلك ليضمن تكيفاً مرناً مع البيئة المُحيطة. يُبين التصوير العصبي باستخدام تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (Positron Emission Tomography) أن مجرد “تخيل” المحفز العصبي سيقوم بتنشيط منطقة المعالجة البصرية ، وكذلك فإن مجرد تخيل أي مهمة حركية سيقوم بتنشيط منطقة المُعالجة الحركية في الفص الجبهي و تنص فرضية محاكاة الخطر على أن هذه العمليات تحدث في الأحلام أيضاً وتُحسن من قدرة الشخص على التصرف في المواقف الحقيقية (أي خارج الحلم).

شارك هذه المقالة

تم النسخ

https://alaanplus.com/الأحلام-وارتباطها-بالواقع

انسخ الرابط

SI Sahar Issi

اقرأ ايضا