اللوكاندة الحمراء وحكاية أقدم بيت عصابات في الإسكندرية

تعج المحافظات المِصرية بكم هائل من المباني التراثية التي تتسم بتاريخ فريد، ومن بين هذه الآثار الفريدة تبرز “اللوكاندة الحمراء”، الموجودة في منطقة المكس بمحافظة الإسكندرية.

يُعتبر هذا المبنى القديم والمتهالك شاهدًا على التاريخ، إذ يقع على بُعد قليل من البحر، ورغم حالته المتدهوة، إلا أنه يحمل في زواياه قصة تربت أجيال المكس بالإسكندرية على معرفتها.

تأخذ اللّوكاندة الحمراء اسمها من لونها الأحمر الساطع، وهي تتألف من أربعة طوابق. تميزت بتصميمها الهندسي الفريد الذي يجمع بين العناصر الإسلامية واليونانية، ويعود تاريخ بنائها لأكثر من 200 عام.

 

 

وفي سياق متصل، أكد الباحث التاريخي تامر الطباخ أن “اللّوكاندة الحمراء” تحمل تاريخًا عريقًا يتجاوز القرن ونصف، وهي تمثل إحدى أقدم المواقع في غرب الإسكندرية. تم بناؤها على يد صاحبها اليوناني كوستا كومبونوس، الذي أسسها باستخدام شركة هندسية قامت بتشييد المبنى بمستوى هندسي فائق، مصممة خصيصًا لتحمل تأثيرات البيئة البحرية المباشرة. يُشير إلى أن خشب اللوكاندة جميعه مستورد من خارج حدود مِصر.

اللوكاندة الحمراء وكر للعصابات

كانت “اللوكاندة” في السابق مركزًا لإقامة الحفلات الفنية خلال فترة الاحتلال الإنجليزي لمِصر في عهدي الملك فؤاد والملك فاروق. ورغم أنها تحولت في الخمسينيات إلى مسكن، إلا أنه تم التخلي عنها لاحقًا في التسعينات.

يُشار إلى أن هذا المبنى كان شاهدًا على تصوير العديد من الأفلام خلال فترة “الأبيض والأسود” في صناعة السينما المِصرية، وتمتع بشهرة واسعة من خلال المشاهد التي أُخرجت وسُجلت في ذاكرة المصريين.

 

 

شهدت تصوير عدد من الأفلام القديمة، كفيلم “رصيف نمرة 5” والذي كان من بطولة الفنان محمود المليجي، وقام بدور رئيس العصابة ولذلك لقبوه “ببيت العصابة”، وأفلام أبيض وأسود شهيرة أخرى كفيلم “الهجامة” ببطولة الفنان هشام سليم والفنانة ليلى علوي.

دائمًا ما كانت اللّوكاندة الحمراء وكرا للعصابة بالأفلام، ولكن مع مرور الزمن اندثرت وأهملت حتى أصبحت الآن مبنى غير نافع وآيل للسقوط، رغم أن له قيمة تاريخية ويعتبر أثرًا من الزمن الجميل ومن المبان العريقة والطرازية بالإسكندرية.