برج سكوال: ناطحة سحاب في دبي تدور بقوة الرياح

تم تصميم برج سكوال بواسطة استوديو المصمم المعماري التركي “خيري أتاك”، فكرة تصميم ناطحة السحاب المحورية هذه الفريدة من نوعها والموجودة في دبي “الكهربائية” استوحاها من توربينات الرياح العمودية.

برج سكوال في دبي للدوران مع الرياح:

من ناحية المعنى الحرفي، يُشير مصطلح “سكوال squall” إلى عاصفة مفاجئة مصحوبة برياح قوية. تسميته هذا البرج “سكوال” متناسب في السياق مع التصميم، حيث يجمع بين الجماليات الحديثة المميزة للأبراج السحابية وخاصية فريدة مستدامة.

ناطحة السحاب المحورية تطرح مزيجاً في التصميم مثيراً للاهتمام: فهي تستمد شكلها ووظيفتها، بشكل أساسي من الطواحين الهوائية أو توربينات الرياح العمودية الدوارة، وهي آلات موجودة منذ عقود.

 

 

ينذر برج سكوال بهذا الإلهام في العصر الحديث للمباني الذكية باستخدام أدوات محورية متطورة للتصميم، ولا ينظر فقط إلى محاكاة هذه الآلية وصنعها لتوليد الكهرباء الخاصة به، بل يتطلع إلى القيام بذلك بأسلوب حاد. بدلاً من عنصر دوار واحد أو مجموعة من العناصر، يبدو التصميم وكأن المبنى يدور على طول محور مركزي من أجل تشغيل التوربينات في قاعدته لتوليد الكهرباء.

لقد كان مفهوم BAPS (المباني كمحطات توليد الطاقة Buildings as Power Stations) بمثابة حيلة في مجال الاستدامة وتأثير مبانينا على أنظمتنا البيئية منذ فترة طويلة، حيث أصبح مركز البحرين التجاري العالمي مؤخرًا محط أنظار الجمهور لأنه أدمج مجموعة ثلاثية من مراوح الطواحين الهوائية الدوارة على واجهته. على الرغم من أنه حاليًا في مرحلة التخيل وتطوير المفاهيم، فإن برج سكوال الذي يلتف يحاول أيضًا دمج جمالية جريئة.

 

 

يتكون المبنى من ثلاث كتل حلزونية ملتوية مكسوة بالزجاج، متماسكة معًا بواسطة عمود مركزي متفرع لامع يشبه الشجرة. يحمل كل فرع ما يمكن تسميته بـ “لوحة أرضية” مميزة، والتي تكون في تتابع عمودي متصلة بأرضيات أخرى ومرتبطة بقاعدة دوارة. في جوهر الأمر، يمكن للبرج الدوار الذي يتناسب بسهولة مع فئة المباني التجارية أن يسهل تغيير المناظر لأفق دبي المذهل، بصرف النظر عن توليد الطاقة من الناحية النظرية.

تضفي الكتل الملتوية التي تشبه الشريط أيضًا زاوية خاصة أساسية في تصميم المبنى. على عكس المراوح في الطواحين الهوائية التي تعتمد بشكل كبير على اتجاه الرياح، يسمح الحلزون القطاعي لبرج “سكوال” بالدوران بسرعة ثابتة بغض النظر عن اتجاه الرياح، وإكمال جولة دورانية واحدة خلال 48 ساعة.

 

 

وبتحسينات إضافية، يمكن رؤية إمكانية أن يكون مثل هذا المبنى ليس فقط قائمًا بذاته من حيث توليد الطاقة واستهلاكها، بل يمكن أن يكون له أثر سلبي على الكربون، كما هو مطلوب في هذا الوقت، من خلال إعادة توجيه الطاقة الفائضة لمناطق المدينة المجاورة. الإمكانيات لا حدود لها، ولكن هناك جسر يجب تخطيه بين التصميم والتنفيذ قبل أن يمكن أن يصبح شيء مثل برج سكوال، الذي يعتبر فكرة ولكنه خيالي، حقيقة.