بعد 20 عاماً في السجن…العلم يبرئ أماً اتُّهمت بخنق أطفالها الأربعة

بعد 20 عاماً من السجن، حصلت الأسترالية كاثلين فولبيغ على عفو كامل، حيث بُرأت من جريمة قتل أطفالها الأربعة بعد العثور على السبب الحقيقي لوفاتهم.

كانت كاثلين فولبيغ قد قضت عشرين عاما في السجن بعد أن توصلت هيئة محلفين إلى أنها قتلت ابنيها كالب وباتريك وبنتيها سارة ولورا على مدى عشر سنوات.

وصفت قضية المرأة البالغة من العمر 55 عاما بأنها واحدة من أكبر حالات الإخفاق في تطبيق العدالة في أستراليا.

حكم على فولبيغ، التي ظلت تقول إنها بريئة، بالسجن في عام 2003 لمدة 40 عاماً بسبب ثلاث تهم بالقتل المتعمد وتهمة واحدة بالقتل غير العمد خُفِّضت فيما بعد الى 30 عاماً وأصبحت تعرف باسم “أسوأ قاتلة متسلسلة” في أستراليا فيما تشبثت هي ببراءتها.

كان الأطفال يموتون فجأة على مدى عشر سنوات بين عامي 1989 و1999، تراوحت أعمارهم بين 19 يوما و19 شهرا، وقالت النيابة العامة في محاكمتها إنها خنقتهم. فقد ركزت الإدانة حينها على أدلة ظرفية فقط، ومنها مذكرات فولبيغ، التي كتبت فيها أن “الشعور بالذنب تجاههم يطاردني”.

لكن تحقيقا حديثا استمعت فيه المحكمة إلى آراء بعض العلماء الذين يعتقدون أن الأطفال ربما ماتوا بشكل طبيعي، حيث ويُعتقد أن طفرة في جين CALM تؤثر على واحد من كل 35 مليون شخص تسببت في وفاة ابنتيها عبر متلازمة نادرة تسمى اعتلال الهدوء، بحسب تقرير لموقع “لايف سيانس”.

النيابة وافقت في التحقيق الجديد، الذي رأسه القاضي المتقاعد، توم باثورست، على أن الأبحاث بشأن الطفرات الجينية غيرت فهمهم لوفيات الأطفال.

300 مليون دولار!

في المقابل، كان من الممكن فحص الحمض النووي للأطفال بحثاً عن طفرات يمكن أن تفسر وفاتهم المفاجئة، لكن ثمن الفحص آنذاك كان يصل إلى 300 مليون دولار. فيما لا يتجاوز في الوقت الحالي 1500 دولار وبفضل ذلك أجريت بعض الأبحاث على طفرات لجين CALM التي يمكن أن تساعد في تفسير ما حدث لأطفال فولبيغ.

يحتاج الجسم البشري إلى جينات CALM1 و CALM2 و CALM3 لإنتاج بروتين يدعى الكالمودولين، وهو ضروري للحياة، ويتحكم في حركة الكالسيوم حول الخلايا. كما يساعد بروتين كالمودولين على التحكم في الانقباض الإيقاعي للقلب عن طريق فتح وإغلاق قنوات الكالسيوم في خلايا عضلة القلب.

بعد 20 عاماً السبب طفرة في حمض أميني

وجد العلماء في عائلة سويدية كبيرة عام 2012 أن طفرة في حمض أميني واحد في جين CALM1 تسببت في عدم انتظام ضربات القلب والوفيات القلبية في العائلة.

اعتماداً على ذلك، في عام 2019 حاول خبراء الوراثة معتمدين على هذه البيانات، تبرئة فولبيغ، لكن ذلك لم يكن كافياً، وكان عليها الانتظار حتى عام 2020 عندما توصل الخبراء إلى أن ابنتيها لورا وسارة كانت لديهما طفرتان جديدتان في CALM2 غيرتا هيكليا بروتينات الكالمودولين.

عانت لورا وسارة من مشاكل في الجهاز التنفسي قبل وفاتهما، وهي حالة يمكن أن تسبق الموت القلبي المفاجئ عند الأطفال.

في حين توصل الخبراء إلى أن الطفلين الآخرين، كيليب وباتريك، لم تكن لديهما طفرات في CAL، مع ذلك كانت لديهما نسخة واحدة من جين BSN المتحور، وهي طفرة جينية قد تكون مسؤولة عن عمى باتريك ونوبات الصرع ويمكن أن تفسر وفاته المبكرة.

تقديم الأدلة

بعد ذلك وقع علماء عريضة تشير إلى أن وفاة الأطفال كانت طبيعية بسبب طفرة جينية نادرة، حيث أدت كل هذه الأدلة بالتماس للعفو عن فولبيغ.

قام 90 عالم بتوقيع هذه العريضة وأرسلت إلى حاكم نيو ساوث ويلز عام 2021، لتطلق الولاية تحقيقاً جديداً ترأسه القاضي المتقاعد، توم باثورست، حيث أعلن المدعي العام لولاية نيو ساوث ويلز، مايكل دالي، يوم الاثنين أن باثورست توصل إلى “وجهة نظر حازمة”، لأن هناك شكا معقولا في أن تكون فولبيغ مذنبة، أو في ارتكابها لتلك الجرائم.

وقع حاكم ولاية نيو ساوث ويلز، نتيجة لذلك، على عفو كامل، وأمر بالإفراج الفوري عن فولبيغ من السجن وذلك في 5 يونيو من هذا العام. وبذلك لن تقضي فولبيغ السنوات العشر القادمة من عقوبتها، البالغة 30 عاماً.

وقال دالي إن العفو غير المشروط لا يلغي إدانات فولبيغ. وسيترك هذا لمحكمة الاستئناف الجنائي لتقرره، إذا أراد القاضي باثورست إحالة القضية إليها وهي مسألة قد تستغرق ما يصل إلى عام.

وإذا تم إلغاء إدانتها في محكمة الاستئناف الجنائي، يمكنها مقاضاة الحكومة للحصول على تعويضات قد تبلغ ملايين الدولارات.