جوليان أسانج حراً طليقاً: القصة الكاملة لمؤسس ويكيليكس

توصل جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس"، إلى اتفاق مع القضاء الأميركي يقضي باعترافه بذنبه في التهم المتعلقة بفضح أسرار عسكرية، مقابل إطلاق سراحه. هذا الاتفاق يختتم فصولاً طويلة من المسلسل القانوني الذي استمر لسنوات عديدة.

وبموجب هذا الاتفاق، يعترف أسانج بالتآمر للحصول على معلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني والكشف عنها. وسيتم تقديمه غداً الأربعاء أمام محكمة فيدرالية في جزر ماريانا، المنطقة الأميركية الواقعة في المحيط الهادئ، لتأكيد اعترافه.

وفي دقائق معدودة بعد نشر هذه الوثائق القضائية، أعلن "ويكيليكس" أن جوليان أسانج قد أصبح حراً وغادر بريطانيا عصر الاثنين. أسانج، الأسترالي البالغ من العمر 52 عاماً، خرج صباح الاثنين من سجن بيلمارش، وتم إطلاق سراحه عصراً من مطار ستانستد اللندني حيث استقل طائرة مغادراً المملكة المتحدة.

من هو جوليان أسانج؟ 

وُلد جوليان أسانج في عام 1971 في تاونسفيل بولاية كوينزلاند، شمال أستراليا، وعاش طفولته متنقلاً مع والديه اللذين كانا يديران مسرحاً جوالاً. في سن الثامنة عشرة، رزق بطفل ودخل في معارك قضائية حول حق حضانته.

أعطى تطور الإنترنت أسانج فرصة لاستخدام مهاراته في الرياضيات، لكنه وقع في متاعب عندما واجه مع صديقه اتهامات بارتكاب عشرات من أعمال القرصنة الإلكترونية في عام 1995. بعد القبض عليه، أقر بذنبه ودفع كفالة مالية للبقاء خارج السجن بشرط عدم تكرار فعلته.

أمضى أسانج بعدها ثلاث سنوات يعمل مع الباحثة الأكاديمية سويليت دريفوس في أبحاث حول الجانب التخريبي للإنترنت، وأعد معها كتاب "العالم السفلي"، الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعاً في مجال الكمبيوتر. وصفت دريفوس أسانج بأنه "باحث ماهر جداً" لديه شغف بمفاهيم الأخلاق والعدالة.

تأسيس ويكيليكس

في عام 2006، أطلق أسانج موقع "ويكيليكس" مع مجموعة من الأفراد ذوي الأفكار المماثلة. كان الموقع بمثابة "علبة رسائل ميتة" على الإنترنت لمن يرغب في نشر التسريبات. وفي مقابلة مع "بي بي سي" عام 2011، قال أسانج: "كان علينا أن نوزع الأصول، ونشفر كل شيء، وننقل الاتصالات السلكية واللاسلكية والأفراد حول العالم لإبقاء مصادرنا في أمان".

وأضاف: "أصبحنا بارعين في ذلك، ولم نخسر يوماً قضية أو مصدراً، لكن لا يمكننا أن نتوقع أن يفهم الجميع الجهود الاستثنائية التي نبذلها".

بهذا، أصبح جوليان أسانج رمزاً للإفشاء عن الأسرار الحكومية والتحدي للنظم القضائية في مختلف الدول، وهو الآن يستعد لبدء فصل جديد في حياته بعد خروجه من السجن.