حوض الأمازون: جفاف شديد يضرب المنطقة قبل الموعد

يشهد حوض الأمازون، الذي يمتلك خمس المياه العذبة في العالم، جفافًا شديدًا مبكرًا هذا العام، حيث انخفضت مستويات العديد من أنهاره إلى مستويات قياسية. دفعت هذه الظروف الحكومات إلى اتخاذ تدابير طارئة للتعامل مع المشاكل المترتبة عن هذا الجفاف، مثل تعطل الملاحة وازدياد حرائق الغابات.

في مذكرة فنية أصدرتها منظمة معاهدة تعاون الأمازون يوم الأربعاء، والتي تضم بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والإكوادور وغيانا وبيرو وسورينام وفنزويلا، تم التأكيد على أن حوض الأمازون يواجه واحدة من أشد حالات الجفاف في السنوات الأخيرة، مما يؤثر بشدة على العديد من الدول الأعضاء.

تدهور مستويات المياه في الأمازون

تشهد الأنهار في جنوب غرب الأمازون أدنى مستويات لها على الإطلاق لهذا الوقت من العام. وتاريخيا، يشهد شهري أغسطس وسبتمبر أكثر فترات الجفاف، مما يؤدي إلى زيادة الحرائق وإزالة الغابات. البلدان الأكثر تضررًا حاليًا هي بوليفيا وبيرو والبرازيل، حسب منظمة معاهدة تعاون الأمازون.

نقص المياه وإعلان حالة الطوارئ

أعلنت وكالة المياه الفيدرالية البرازيلية يوم الاثنين الماضي عن نقص في المياه في حوضي ماديرا وبوروس، اللذين يغطيان مساحة تقارب مساحة المكسيك. وفي اليوم التالي، أعلنت ولاية أكري حالة الطوارئ بسبب نقص المياه الوشيك في مدينتها الرئيسية. وفي يونيو، تبنت ولاية أمازوناس المجاورة نفس الإجراءات في 20 من بلدياتها البالغ عددها 62، التي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الماء أو الجو.

تكرار الجفاف وقيود الملاحة

تم اتخاذ هذه الخطوات قبل شهرين من العام 2023، الذي شهد أسوأ جفاف في حوض الأمازون منذ سنوات، مما أدى إلى وفاة العشرات من دلافين النهر واختناق المدن بالدخان وعزل الآلاف من الأشخاص. تهدف التدابير الحالية إلى زيادة المراقبة وحشد الموارد وطلب المساعدة الفيدرالية.

تأثير الجفاف على النقل والزراعة

انخفض عمق نهر ماديرا، أحد أكبر روافد الأمازون، إلى أقل من 3 أمتار بالقرب من بورتو فيلهو في 20 يوليو، مقارنة بـ 15 أغسطس في العام 2023. تم فرض قيود على الملاحة الليلية، وقد تتوقف اثنتان من أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البرازيل عن الإنتاج.

تأثير الجفاف على المجتمعات المحلية

في بلدة إنفيرا بولاية أمازوناس، أصبحت الأنهار ضحلة للغاية، مما أدى إلى صعوبة التنقل. طلب المسؤولون المحليون من كبار السن والنساء الحوامل الانتقال إلى وسط المدينة لضمان وصول المساعدات الطبية. ارتفع سعر دقيق الكسافا، الغذاء الأساسي في الأمازون، نتيجة لصعوبة نقله إلى الأسواق.

ازدياد الحرائق

شهدت المنطقة حوالي 25,000 حريق منذ يناير حتى أواخر يوليو، وهو أعلى رقم خلال هذه الفترة منذ ما يقرب من عقدين. غالبا ما تكون هذه الحرائق من صنع الإنسان وتستخدم لإدارة المراعي وتطهير الأراضي التي أزيلت منها الغابات.

تأثير الجفاف على ولاية أكري

في أكري، أدى الجفاف إلى نقص إمدادات المياه في العديد من مناطق عاصمتها ريو برانكو، حيث تعتمد هذه المجتمعات الآن على المياه المنقولة بالشاحنات. قالت جولي ميسياس، وزيرة البيئة في أكري، للأسوشيتد برس: "لقد مرت سنتان متتاليتان من الطقس المتطرف. والنتيجة هي أننا نواجه تهديدًا بنقص الغذاء. في البداية غمرت المياه المحاصيل، والآن أصبحت الزراعة تواجه طقسا شديد الجفاف".