ريشي سوناك يقيل الزهاوي من الحكومة بعد انتهاكه القانون الوزاري

أقال ريشي سوناك رئيس حزب المحافظين نديم الزهاوي بعد أن تبين أنه انتهك القانون الوزاري بسبب شؤون ضريبية. والتلاعب بعدم دفع ضرائب عن ما مقداره خمسة ملايين باوند حيث يقول الزهاوي ان الموضوع حصل سهوا وليس متعمد.

تصريح ريشي سوناك فيما يخص انتهاك الزهاوي للقانون الوزاري:

واجه المستشار السابق أسئلة مستفيضة في البرلمان ووسائل الإعلام بعد أن تبين أنه وافق على دفع الملايين إلى إيرادات وجمارك صاحبة الجلالة (HMRC) بعد تسوية مع دائرة الضرائب.

وفي رسالة إلى رئيس حزب المحافظين، قال سوناك إن مستشار الأخلاقيات، السير لوري ماغنوس، خلص إلى وجود “انتهاك خطير” للقانون الوزاري. وقال موجهاً للزهاوي: “نتيجة لذلك، أبلغتك بقراري بعزلك من منصبك في حكومة جلالة الملك”.

كان رئيس الوزراء، الذي قد وعد “بالنزاهة والكفاءة المهنية والمساءلة على كل مستوى” في حكومته، يتعرض لضغوط متزايدة لإقالة نديم الزهاوي البالغ من العمر 55 عاما، من الحكومة، حيث أصبح حكمه محل استجواب من نواب حزب المحافظين لإعادة تعيينه.

التحقيق في قصة نديم الزهاوي حول تهربه من دفع الضرائب:

بدأ تحقيق HMRC في قضية نديم الزهاوي من أبريل 2021، تضمن ذلك لقاء مع الوزير ومستشاريه في يونيو 2021. أخبر الزهاوي مستشار الأخلاقيات أنه “كون الانطباع” أنه كان يُطرح ببساطة أسئلة حول شؤونه الضريبية. لكن ماغنوس قال إن الزهاوي كان يجب أن يفهم أنه يخضع لتحقيق جاد.

فشل الوزير في تأكيد تحقيق لجنة الإبرادات والجمارك الى السكرتير الدائم للخزانة بعد تعيينه مستشارًا من قبل بوريس جونسون في 5 يوليو 2022. بحلول تلك المرحلة كان التحقيق مستمرًا لأكثر من عام؛ ومع ذلك، قام نديم الزهاوي بتحديث تصريحه الضريبي فقط في 15 يوليو 2022.

ارتكب الزهاوي خرقًا ثانيًا للقانون الوزاري من خلال عدم الكشف عن حقيقة أنه دفع غرامة بسبب التهرب الضريبي عندما تم تعيينه لأول مرة في حكومة ليز تروس في سبتمبر الماضي، ثم في حكومة سوناك في أكتوبر.

كان نديم الزهاوي قد توصل إلى تسوية مع HMRC في أغسطس 2022، ولكن لم تظهر التفاصيل حتى 20 يناير من هذا العام، بعد أن تم التصريح بدفعه غرامة فرضتها HMRC. وأصدر بيانًا في اليوم التالي، قال فيه إن مكتب الضرائب خلص إلى أنه ارتكب خطأ “إهمال ولكن غير متعمد”.

كان “حزب العمال” المعارض قد صعّد نبرة انتقاداته الأحد الماضي، مطالباً سوناك باتّخاذ خطوة “شجاعة” في مواجهة هذا الموقف، واتّهمت نائبة زعيم حزب العمال أنجيلا راينر حكومة المحافظين بالعبث بثقة الناخبين، إذ “يطالبهم المستشار السابق المسؤول عن الشؤون المالية للأمة بدفع ضرائبهم، بينما لم يفعل هو”. كما اعتبرت راينر أن “كل ساعة يرفض فيها سوناك إقالة الزهاوي هي تجلٍّ جديد لمدى ضعف رئيس الوزراء”.

ولم تكن قضية الزهاوي، وهو وزير بلا حقيبة في حكومة سوناك، هي الأرق الوحيد الذي يواجه سوناك مع تفاقم أزمة غلاء المعيشة واستمرار حركة الإضرابات والشلل الذي يعاني منه القطاع الصحي، بل سبقته إلى ذلك قضية وزير العدل دومينيك راب، الذي أُطلقت بحقّه أكثر من ثماني شكاوى تزعم ارتكابه “التنمّر”، إلا أن سوناك اكتفى بمطالبة الجهة التي تجري تحقيقاتها بالنظر في الادّعاءات المتزايدة بحقّه، ولم يعفه من منصبه، وهو الذي وصل إلى “داونينغ ستريت” رافعاً شعار “استعادة النزاهة والكفاءة المهنية والمحاسبة” بعد سلسلة الفضائح التي منيت بها حكومتا بوريس جونسون وليز تراس.

لمحة عن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك:

ريشي سوناك (بالإنجليزية: Rishi Sunak)‏ (مواليد 12 مايو 1980م في ساوثهامبتون) سياسي بريطاني من أصول هندية يتزعم حزب المحافظين منذ 24 أكتوبر 2022 ويشغل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة منذ 25 أكتوبر 2022. شغل قبل ذلك منصب وزير الخزانة من 13 فبراير 2020 إلى 5 يوليو 2022 والأمين العام للخزانة من 24 يوليو 2019 إلى 13 فبراير 2020. نائب في مجلس العموم عن ريتشموند (يورك) منذ عام 2015.

ولد سوناك في ساوثهامبتون لأبوين من أصول هندية بنجابية هاجرا إلى بريطانيا من شرق إفريقيا في الستينيات. تلقى تعليمه في كلية وينشستر، ودرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في كلية لينكولن في جامعة أكسفورد، وحصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا بصفته باحثًا في برنامج فولبرايت.

أثناء دراسته في جامعة ستانفورد التقى بزوجته المستقبلية أكشاتا مورثي، ابنة رجل الأعمال والملياردير الهندي ناجافارا راماراو نارايانا مورثي مؤسس شركة إنفوسيس. سوناك ومورثي يأتيان في المركز 222 لأغنياء بريطانيا بثروة مجتمعة تبلغ 730 مليون جنيه إسترليني اعتبارًا من عام 2022. بعد تخرجه عمل سوناك في بنك غولدمان ساكس ولاحقًا كشريك في شركات صناديق التحوط، إدارة صندوق استثمار الأطفال وثيليم بارتنرز.

انتخب سوناك لمجلس العموم عن ريتشموند في شمال يوركشاير في الانتخابات العامة لعام 2015 خلفًا لوليام هيغ. ساند سوناك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016 على عضوية الاتحاد الأوروبي. عُيّن في حكومة تيريزا ماي الثانية وكيل الوزارة البرلماني للحكم المحلي في التعديل الوزاري لعام 2018.

وصوّت ثلاث مرات لصالح اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. بعد استقالة تيريزا ماي دعم سوناك حملة بوريس جونسون ليصبح زعيم حزب المحافظين. بعد انتخاب جونسون وتعيينه رئيسًا للوزراء عين سوناك أمينًا عاما للخزانة. وحل سوناك محل ساجد جاويد وزيرا للخزانة بعد استقالته في التعديل الوزاري في فبراير 2020.

بصفته وزيرا للخزانة كان سوناك بارزًا في الاستجابة المالية للحكومة لوباء كورونا وتأثيره الاقتصادي، بما في ذلك برامج الاحتفاظ بالوظائف الخاصة بفيروس كورونا. استقال من منصبه في 5 يوليو 2022، تلتها استقالة جونسون وسط أزمة حكومية. ترشح سوناك في انتخابات قيادة حزب المحافظين ليحل محل جونسون وخسر تصويت الأعضاء لصالح ليز تراس.

بعد استقالة ليز تراس وسط أزمة حكومية أخرى اُنتخب سوناك دون معارضة زعيماً لحزب المحافظين. عُيّن رئيسًا للوزراء من قبل تشارلز الثالث في 25 أكتوبر 2022، ليصبح أول بريطاني آسيوي وأول هندوسي وأغنى رئيس وزراء.