شجار عنيف في البرلمان التركي يثير الجدل

شهد البرلمان التركي ، يوم الجمعة ، حادثة غير مسبوقة تمثلت في شجار عنيف بين النواب، أسفر عن إصابة اثنين منهم على الأقل بجروح. وقع الحادث خلال جلسة مناقشة قضية نائب معارض مسجون، ما أثار تنديداً واسعاً من قبل المعارضة ومتابعي الشأن السياسي.

خلفية الشجار في البرلمان التركي

اندلع الشجار عندما قام النائب ألباي أوزالان، عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، بتوجيه لكمة إلى النائب المعارض أحمد سيك. وكان سيك في خضم انتقاده للحكومة فيما يتعلق بقضية النائب المسجون جان أتالاي. تدخل نواب آخرون في الشجار، مما أدى إلى تفاقم الوضع وتحوله إلى معركة عنيفة استمرت قرابة نصف ساعة.

إصابات بين النواب وأرضية البرلمان ملطخة بالدماء

أسفر الشجار عن إصابة عدد من النواب، حيث تعرض اثنان منهم لإصابات طفيفة بعد تلقيهما لكمات على أعينهما. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر قطرات الدم على أرضية البرلمان، مما يعكس حدة العنف الذي صاحب المشاجرة.

تعليق الجلسة البرلمانية وتأجيل مناقشة قضية جان أتالاي

بسبب الفوضى التي عمت البرلمان، تم تعليق الجلسة البرلمانية التي كانت مخصصة لمناقشة قرار المحكمة الدستورية بشأن استعادة ولاية النائب المعتقل جان أتالاي. هذا القرار كان محط أنظار الجميع في تركيا، حيث يُعتبر أتالاي رمزاً للصراع القانوني والسياسي بين الحكومة والمعارضة.

قضية جان أتالاي: رمز للصراع بين السلطات

انتُخب جان أتالاي، المحامي والنائب عن حزب العمال التركي (يسار)، في مايو 2023 وهو داخل زنزانته. وفي يناير 2024، تم تجريده من ولايته البرلمانية. كان قد حُكم عليه بالسجن 18 عاماً بتهمة محاولة الإطاحة بالحكومة عام 2013 بالتعاون مع رجل الأعمال عثمان كافالا.

تدخل المحكمة الدستورية ومحكمة النقض

تدخلت المحكمة الدستورية مرتين، وأمرت بالإفراج عن أتالاي، معتبرة أن حقه في الحرية والأمن الشخصي، وحقه في الانتخاب والمشاركة السياسية قد انتُهك. لكن محكمة النقض رفضت هذه الأوامر، وأصدر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعماً لمحكمة النقض، متهماً المحكمة الدستورية بارتكاب "أخطاء متراكمة".