صحفي فلسطيني يخلع درعه وخوذته على الهواء: “لا داعي لها إنها لا تحمينا”

خان يونس، قطاع غزة – من القاعات المزدحمة في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، في وقت متأخر من يوم الخميس، كان البشير، وهو صحفي فلسطيني، ينقل تقارير عن موجات الجرحى والقتلى الفلسطينيين الذين يصلون من القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع الجنوبي. أحد الضحايا، الذين تم نقلهم إلى مشرحة المستشفى مع 11 من أفراد عائلته، كان زميله مراسل تلفزيون فلسطين المخضرم محمد أبو حطب، 49 عاماً.

قبل ساعة واحدة فقط، كان أبو حطب قد ألقى تقريراً حياً عن الحرب بين إسرائيل وحماس. ضحايا من هذا الموقع بالذات بالنسبة لتلفزيون فلسطين، وهي شبكة مملوكة للسلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقراً لها.

بعد حادثة مقتل زميله وعائلته في الغارة، انهمرت دموع الصحفي الفلسطيني على الهواء، وقال البشير: “لا يمكننا أن نتحمل الأمر بعد الآن، نحن منهكون”. “سوف نموت. واحدا تلو الآخر.”

 

 

صحفي فلسطيني: “نحن نُقتل واحداً تلو الآخر”

شعر البشير بالغضب الشديد، وتراجع إلى الوراء عندما قال إن العالم يتجاهل الخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب على المدنيين في غزة. وقال: “لا أحد ينظر إلينا أو إلى حجم هذه الكارثة أو الجرائم التي نشهدها في غزة”. كان لا يزال ممسكًا بميكروفونه، ثم خلع سترته الواقية من الرصاص التي عليها كلمة “صحافة” وفك خوذته.

وقال وهو يلقي المعدات على الأرض: “سترات الحماية والخوذات هذه لا داعي لها إنها لا تحمينا.. نحن هنا ضحايا على الهواء مباشرة.. نحن ننتظر الدور واحدا تلو الآخر.. بلا أي ثمن..”

 

 

9061 وفاة منذ 7 أكتوبر

منذ 7 أكتوبر بلغت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة 9061 قتيلا، من بينهم 3760 طفلا و2326 سيدة، بالإضافة إلى 32 ألف جريح. وكان من بينهم 31 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام، وفقاً للجنة حماية الصحفيين. وذكرت وزارة الصحة أن أكثر من 112 طبيبا ومسعفا من بين القتلى. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل أكثر من 1400 منذ اليوم الأول من الهجوم.

ونعت وزارة الإعلام الفلسطينية بكل الألم والحسرة الزميل أبو حطب، الذي قتل مع 11 فردا من أفراد عائلته. وجددت الوزارة مطالبة كافة الجهات والمنظمات الصحافية الدولية والحقوقية العالمية بتحمل المسؤولية والعمل الفوري على تقديم الحماية للصحافيين الفلسطينيين ووقف الجرائم بحقهم.