كذبة نيسان تقليد عتيق يملأ العالم بالمزاح

يُطل علينا الأول من نيسان كل عام حاملاً معه عبق المرح وروح الدعابة، حيث يُصبح الكذب مسموحاً بل مُشجعاً في تقليد غريب يُعرف باسم “كذبة نيسان“، فما هي قصة هذا التقليد؟ وكيف نشأت عادة الكذب في هذا اليوم تحديداً؟

أصل غامض

تعد أصول كذبة أول نيسان غامضة وتتعدد الروايات حول نشأتها، لا يوجد تاريخ دقيق أو قصة موحّدة حول نشأة كِذبة نيسان، تشير بعض النظريات إلى أصول رومانية قديمة، حيث كان يتم الاحتفال بعيد “هيلاريوس” في 25 مارس، وهو يوم مخصص للإلهة “سيبيل” التي تُعرف بإلهة الضحك والخداع.

وهناك نظرية أخرى تربط كذبة نيسان بتغيير التقويم في فرنسا عام 1564، قبل ذلك كان الاحتفال برأس السنة الجديدة يبدأ في 25 مارس ويستمر حتى الأول من نيسان، لكن الملك تشارلز التاسع ملك فرنسا تبنى التقويم الغريغوري وأصبح الأول من يناير هو رأس السنة، لكن بعض الناس رفضوا التخلي عن التقويم اليولياني القديم واستمروا في الاحتفال بيوم 25 مارس، مما جعلهم عرضة للسخرية والنكات، بدأ الناس يطلقون على هذا اليوم اسم “يوم الحمقى” أو “يوم كِذبة نيسان”.

انتشار عالمي

مع مرور الوقت، انتشر تقليد كِذبة نيسان ووصلت إلى إنجلترا في القرن السابع عشر، ثم إلى بقية أوروبا والعالم، وأصبح عادةً سنوية يمارسها الناس من مختلف الثقافات، وبات الأول من نيسان فرصةً لإطلاق العنان للخيال والابتكار في ابتكار الخدع والمزاح، وخلق جو من المرح والسعادة بين الناس.

في بعض الدول، مثل فرنسا، يُطلق على ضحية كذبة نيسان اسم “سمكة أبريل”، بينما في اسكتلندا، يُطلق عليها “نكتة نيسان”.

كذبة نيسان بين المرح والخطر

يُمثّل تقليد كذبة نيسان ظاهرة ثقافية غريبة تُثير الفضول وتُطلق العنان للخيال، يُمكن أن تُصبح كذبة نيسان فرصةً للمزاح البريء والتواصل الإيجابي بين الناس، لكن من المهم الحرص على عدم استخدامها لنشر الشائعات أو إيذاء مشاعر الآخرين واستخدامها بمسؤولية ووعي.

قصص مشهورة

تُخلّد ذاكرتنا العديد من القصص المضحكة حول كذبة نيسان، مثل إعلان جريدة “ايفننج ستار” الإنجليزية عام 1846 عن معرض حمير سيُقام في الأول من نيسان، ممّا أدّى إلى احتشاد الناس لساعات دون جدوى.