مجزرة نابلس: 11 شهيدا و100 مصاب والمقاومة ترد بالصواريخ من غزة

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في نابلس الأربعاء، استشهد على إثر مجزرة نابلس 11 فلسطينيا وأصيب أكثر من مئة بجروح على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، كما عَمَّ إضراب عام شامل، الخميس، كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ تنديدا بقتل الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين خلال اقتحامه مدينة نابلس شمالي الضفة.

أفادت الأخبار في قطاع غزة بإطلاق عدد من الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، فيما قال جيش الاحتلال إنه تم تفعيل صفارات الإنذار في عسقلان وسديروت بمنطقة غلاف غزة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي -في بيان- إنه اعترض عدة صواريخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع. وأوضح أن القبة الحديدية اعترضت 5 صواريخ أطلقت من قطاع غزة، بينما سقط صاروخ آخر في منطقة مفتوحة.

يأتي ذلك بعد استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين حالات بعضهم خطيرة، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت حارة الشيخ مسلّم على أطراف البلدة القديمة في نابلس، وحاصرت منزلا، وسط إطلاق نار كثيف. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قامت بتصفية أعضاء في حركة الجهاد وعرين الأسود، متهما إياهم بأنهم “متورطون في إطلاق النار على قواته”.

تشييع شهداء مجزرة نابلس:

وشيّع آلاف الفلسطينيين مساء الأربعاء جثامين الشهداء الذين سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على مدينة نابلس، وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا وصولا إلى دوار الشهداء.

وقد دعت مجموعة عرين الأسود في نابلس كوادرها إلى الاستعداد للرد، وقالت في بيان إنها لن تتراجع وستواصل الطريق، كما أعلنت سرايا القدس استشهاد قائد كتيبة نابلس محمد أبو بكر جنيدي خلال المواجهات.

من جهتها، حذّرت كتائب القسام في غزة من أن صبرها آخذ في النفاد، فيما طالبت القيادةُ الفلسطينية والحكومةُ المجتمعَ الدولي بالتدخل لحماية الشعب الفلسطيني. وفي الأثناء، أعلنت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية الإضراب الشامل اليوم الخميس حدادا على أرواح الشهداء.

شارك عشرات الفلسطينيين ظهر الأربعاء في مسيرة غاضبة بمدينة رام الله تنديدا باقتحام الاحتلال نابلس، كما تظاهر العشرات في قطاع غزة قرب السياج الفاصل تنديدا بالمجزرة الإسرائيلية في نابلس، وخلال المظاهرة ردد الفلسطينيون شعارات تطالب بـ”الرد”.

المقاومة ترد:

وأطلقت المقاومة الفلسطينية من غزة صواريخ عدّة فجر اليوم، الخميس باتّجاه إسرائيل، بحسب ما أفاد شهود في القطاع المحاصر وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

قال الشهود إنّ ما لا يقلّ عن ثمانية صواريخ أطلقت من القطاع المحاصر باتّجاه الاحتلال، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّه رصد إطلاق ستّة صواريخ من القطاع، خمسة منها اعترضتها منظومة القبّة الحديدية للدفاع الجوي في حين سقط الصاروخ السادس في منطقة غير مأهولة.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد حذرت من تداعيات “جرائم” إسرائيل إثر مجزرة نابلس.

صرح الناطق باسم الكتائب “أبو عبيدة”، في بيان مقتضب، بأن “المقاومة في غزة تراقب جرائم العدو المتصاعدة تجاه أهلنا في الضفة الغربية المحتلة وصبرها آخذ بالنفاد”.

ونعت مجموعة عرين الأسود المحلية ستة من بين الشهداء العشرة، وقالت إنهم “من أبناء العرين وكتيبة بلاطة وكتيبة نابلس” ومن بينهم الثلاثة الذين ذكرهم بيان الجيش. وكانت المجموعة قد أكدت في بيان سابق موجه إلى الفلسطينيين أن “أبطال عرين الأسود وكتيبة نابلس وكتيبة بلاطة يخوضون معركة شرف ودفاع عن وجودكم جميعا”.

دعت المجموعة الفلسطينيين “انزلوا إلى الشوارع، كبِّروا، احرقوا الأرض تحت أقدام الصهاينة”. كما نعت حركة الجهاد الإسلامي “قائد سرايا القدس، كتيبة نابلس الشهيد محمد أبو بكر (عبد الغني)” الذي قضى في “معركة صمود ضد قوات الاحتلال المجرم” في نابلس.

وتدفق المواطنون إلى محيط مستشفى رفيديا الحكومي في انتظار أنباء عن أبنائهم وأهاليهم من الجرحى الذين يتلقون العلاج فيه. كما أكد مصدر في تلفزيون فلسطين الرسمي إصابة مراسله في نابلس محمد الخطيب بجروح غير خطرة بالرصاص الحي في اليد.

ويأتي التصعيد الكبير بعد يومين من تفاهمات إسرائيلية – فلسطينية رعتها الولايات المتحدة، نصت على وقف الإجراءات الأحادية من قبل الطرفين، بما في ذلك تقليص اقتحام الجيش مناطق السلطة الفلسطينية. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الوضع حالياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بـ«الأكثر التهاباً منذ سنوات» مع «بلوغ التوترات ذروتها».