البحار التائه الأسترالي يعيش قصة فيلم “كاست أواي” وينجو “بمعجزة”

أثناء مهمة بحث عن سمك “التونة” الأسبوع الماضي، لاحظ طيار مروحية شيئًا يطفو في المحيط الهادئ الشاسع والأزرق على بُعد أكثر من 1200 ميل من اليابسة. كان ذلك الشيء هو قارب أبيض صغير، متضرر بشكل سيء. على متنه كان رجل أشعث اللحية ومجعدة، تغير لونها بسبب أشعة الشمس. وبدا أنه تائه.

يوم الثلاثاء، وطأت قدما البحار الأسترالي تيموثي شادوك، اليابسة في مدينة مانزانيلو المكسيكية، بعدما أمضى شهورا في المحيط الهادئ، في أعقاب عاصفة تسببت بتلف الأجهزة الإلكترونية على مركبه، وبدأ في سرد قصته، معجزة بقائه على قيد الحياة.

قصة معاناة البحار التائه في المحيط:

قال للصحفيين إن الطيار ألقى له زجاجة ماء ثم طار بعيدًا، وعاد لاحقًا على متن سيفنة صيد سمك التونة من ماريا ديليا. أوضح البحار أنه نجا وكلبته بيلا بفضل تناولهما للأسماك النيئة، “أصبحت نحيفا للغاية بسبب تناول الأسماك النئية. التعب وانخفاض مستوى الطاقة كانا الجزء الأصعب في تجربتي”.

“كانت هناك أيام كثيرة سيئة والعديد من الأيام الجيدة”.

وتابع قائلا: “رغم كل الظروف التي مررت بها، حاولت الحفاظ على إيجابيتي، والاستمتاع بالبحر حولي. كنت أحاول أن أجد السعادة في داخلي”. لم يعاني طيلة فترة بقائه تائها في المحيط من مرض أو إصابة خطيرة، كما تجنب حروق الشمس بالاختباء تحت مظلة على مركبه.

أخبر طبيب يراقب صحة السيد شادوك من الشاطئ ويعمل مع قبطان سفينة الصيد لمحطة 9News الأسترالية أن البحار لديه “علامات حيوية طبيعية” وهو “مستقر وبصحة جيدة جدا”.

وأشار إلى أن بيلا، كلبه الوحيد على متن القارب، ساعدته على تحمل الصعاب في المحيط الواسع. وقال إن بيلا بدأت تتبعه قبل أن يغادر المكسيك، ولم تترك جانبه، على الرغم من محاولاته لإيجاد منزل لها عدة مرات. وأضاف “استمرت في ملاحقتي حتى القارب، أنا ممتن لأنها على قيد الحياة. إنها أشجع بكثير مني، هذا أمر مؤكد”. ربما لهذا السبب لم تغادر بيلا القارب حتى تم ابتعد شادوك يوم الثلاثاء.

لقد اختار جينارو روساليس، أحد أفراد الطاقم من مازاتلان، لتبنيها بشرط أن يعتني بها.

“المحيط يحيا داخلنا…تناولت الكثير من السمك النيئ”

عندما سئل عن سبب انطلاقه من شبه جزيرة باجا المكسيكية لعبور المحيط الهادئ، كافح شادوك لتقديم تفسير. وقال “لست متأكدًا من أنني أمتلك الإجابة على ذلك، لكنني أستمتع كثيرًا بالإبحار وأحب أهل البحر. إن حياة البحر تجعلنا جميعًا نتشابه. المحيط فينا. نحن المحيط”. قال شادوك إنه كان مؤمنًا جيدًا، لكن عاصفة دمرت أجهزته الإلكترونية وقدرته على الطهي.

شركة Grupomars، التي تمتلك سفينة الصيد، صرحت بإنها أخطرت السلطات، بما في ذلك المسؤولين في السفارة الأسترالية، حتى يتمكنوا من مساعدة السيد شادوك في العودة إلى منزله بأمان إلى أستراليا. كما أصدرت الحكومة الأسترالية بيانًا قالت فيه إن وزارة الشؤون الخارجية والتجارة لديها “تقدم المساعدة القنصلية لرجل أسترالي تم إنقاذه قبالة سواحل المكسيك”. وامتنعت عن إدلاء المزيد من التعليقات، مشيرة إلى التزامات الخصوصية.

“لم أكن متأكداً أني سأنجو”

وصل شادوك الثلاثاء الى مانزانيلو، معربا عن سعادته، قائلاً “إلى القبطان وشركة الصيد التي أنقذت حياتي، أنا ممتن للغاية”، قال متابعا: “أنا على قيد الحياة، لم أعتقد أنني سأصل الى هذا الحد وأنجو، إنها معجزة”، وفقا لصحيفة “ديلي ميل البريطانية” وأشار، إن آخر مرة رأى فيها اليابسة كانت في أوائل مايو / أيار عندما أبحر من بحر كورتيز متجها إلى بولينيزيا على متن قاربه الذي يدعى ” ألوها توا Aloha Toa”، كان هناك قمر مكتمل. وصف شادوك نفسه بأنه شخص هادئ يحب أن يكون بمفرده في المحيط.

لفت إلى أنه سيعود إلى أستراليا قريبًا وأنه يتطلع إلى رؤية أسرته.

“سأعود مجددا للبحر”

قال أنطونيو سواريز، رئيس “Grupomars”، إن هذه قد تكون الرحلة الأخيرة لماريا ديليا لأنه يقوم بتحديث أسطول الشركة والقارب هو أصغرها ويزيد عمره عن 50 عامًا. وأضاف سواريز، إذا كان الأمر كذلك، فسيكون “وداعًا رائعًا، بإنقاذ الأرواح البشرية”.

فيلم توم هانكس

قصة شادوك شدت انتباه العامة ووسائل الإعلام، الذين لم يلبثوا أن قارنوها بفيلم هوليوود الشهير “كاست أواي”، للمثل الأميركي توم هانكس.

الفيلم الشهير سرد قصة رجل يضيع وسط المحيط، ويظل وحيدا على متن جزيرة مهجورة، قبل أن يقرر الإبحار عرض البحر، لأشهر، حتى تم العثور عليه من قبل سفينة، في نهاية مشابهة لشادوك.

شادوك عاش تجربة “كاست أواي” في العالم الحقيقي، وهو ما جعله يظهر بصورة البطل، بسبب استطاعته تحدي الأمواج العاتية وحيدا.