انتقادات لشركة نستله Nestlé لإضافة السكر إلى أغذية الأطفال

تشير تقارير حديثة صادرة عن منظمة غير ربحية إلى أن شركة نستله Nestlé تضيف المزيد من السكر إلى أغذية الأطفال التي تُباع في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، بينما تحصل الأسواق الأكثر ثراءً على إصدارات أكثر صحة.

كشف تحقيق أجرته منظمة “Public Eye” والشبكة الدولية لإجراءات بشأن أغذية الرضع (IBFAN)، استنادًا إلى بيانات شركة تحليل السوق “يورومونيتور”، أن منتجات شركة الأغذية العملاقة السويسرية في الدول ذات الدخل المنخفض تحتوي على ما يصل إلى 7.3 جرام من السكر المضاف في الحصة الواحدة، بينما تحتوي نفس الأطعمة التي تُباع في أوروبا في الغالب على نسبة صفرية من السكر.

نددت منظمة “Public Eye” السويسرية غير الربحية بما أسمته “المعايير المزدوجة الضارة” لشركة نستله، والتي تساهم في زيادة معدلات السمنة “وتؤدي إلى تكوين الأطفال تفضيلاً مدى الحياة للمنتجات السكرية”.

نسبة كبيرة من السكر في أغذية الأطفال من Nestlé

قارن التقرير محتوى السكر في حبوب Cerelac الفورية ومسحوق الحليب Nido، وهما من أشهر علامات أغذية الأطفال التي تبيعها شركة نستله في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، والتي حققت إيرادات تجاوزت 2.5 مليار دولار في عام 2022.

وفي تايلاند وإثيوبيا وجنوب أفريقيا والهند وبنجلاديش، من بين دول أخرى، أضافت شركة نستله ما يصل إلى 6 جرامات من السكر لكل وجبة من حبوب Cerelac. بينما تُباع العلامة التجارية نفسها خالية من السكر تمامًا في بريطانيا وألمانيا. وبلغ متوسط محتوى السكر في حبوب Cerelac في دول الجنوب العالمي 4 جرامات لكل وجبة – أي ما يعادل قطعة سكر تقريبًا. وأُنتج المسحوق الذي يحتوي على أعلى نسبة من السكر المضاف (7.3 جرامًا لكل وجبة) في الفلبين.

ولم يتم الإعلان عن محتوى السكر المضاف على عبوات المنتجات في العديد من الدول، بما في ذلك الفلبين ونيجيريا والسنغال وفيتنام وباكستان.

وفي بيان صدر يوم الاثنين، قالت شركة نستله إن اختلافات محتوى السكر عبر البلدان تعتمد على “عدة عوامل، بما في ذلك اللوائح وتوفر المكونات المحلية، والتي يمكن أن تؤدي إلى منتجات تحتوي على نسبة أقل أو بدون سكريات مضافة”. وأضافت الشركة أن هذا لا “يؤثر على القيمة الغذائية لمنتجاتنا للرضع والأطفال الصغار”.

وكتب لوران جابرييل ومانويل أبيبي، الباحثان في منظمة “Public Eye” واللذان شاركا في إعداد التقرير، في رسالة إلكترونية إلى صحيفة واشنطن بوست: “في الدول الأوروبية، دفع ضغط المستهلكين شركة نستله إلى إزالة السكريات المضافة من منتجات أغذية الأطفال الخاصة بها. ونحن نأسف لأن الشركة قررت مع ذلك الاستمرار في إضافة السكر في الدول ذات الدخل المنخفض”.

حظر السكريات المضافة والتسويق المضلل

كُشف عن نفس الاتجاه بدرجة أقل في منتجات Nido. وأظهر تحليل العلامة التجارية أن منتجاتها تحتوي في المتوسط على 2 جرام من السكر المضاف لكل وجبة، مع احتواء منتجات Nido المباعة في بنما على أعلى نسبة، حيث تصل إلى 5.3 جرام لكل وجبة.

وكتب جابرييل وأبيبي: “تنصح شركة نستله نفسها بتجنب أي سكريات مضافة في هذا العمر”. وتنص شركة نستله على موقعها البرازيلي أنه من الأفضل تجنب تناول السكريات المضافة في مرحلة الطفولة.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية بأن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين “لا ينبغي أن يتناولوا أطعمة ومشروبات تحتوي على سكريات مضافة على الإطلاق”.

كما تنصح منظمة الصحة العالمية الآباء والأوصياء بعدم إضافة السكر إلى الأطعمة التكميلية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.

بعد صدور التقرير، سعى مسؤولون في الهند إلى إجراء تحقيقات في ادعاءاته الرئيسية. كما صرح مسؤولون في بنغلاديش بأنهم سينظرون في “مسألة السكر المضاف في أغذية الأطفال”، وفقًا لتقرير محلي.

وفي الفلبين، لا يزال مشروع قانون يحظر إضافة السكر إلى أغذية الأطفال قيد النظر في مجلس الشيوخ. وأعرب متحدث باسم وزارة الصحة في البلاد عن دعمه لإقراره يوم الجمعة.

رولاند كوبكا، مستشار التغذية الإقليمي لشرق آسيا والمحيط الهادئ، رداً على التقرير، إن اليونيسف، وكالة الأمم المتحدة للطفولة، تحث “الحكومات على تنظيم القيمة الغذائية” لمثل هذه الأطعمة. كما دعت المنظمة إلى حظر السكريات المضافة والتسويق المضلل.

وقال ألبرت دومينغو، وهو مسؤول كبير في وزارة الصحة الفلبينية، لصحيفة The Washington Post، إن النتائج “مثيرة للقلق”، “خاصة وأن توصيات منظمة الصحة العالمية يتم اتباعها على ما يبدو في بلدان أخرى”.

سعي لتخفيض نسبة السكريات

كما صرحت نستله إنها خفضت السكريات المضافة في محفظتها من حبوب الأطفال في جميع أنحاء العالم بنسبة 11 في المائة، وتقوم بالتخلص التدريجي من السكريات المضافة من “حليب النمو”، المخصص للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 36 شهرا.

وأضافت الشركة أنه «من المهم التمييز بين السكريات المضافة والسكريات الكلية في منتجاتنا». على سبيل المثال، يمكن أن تشمل السكريات الإجمالية اللاكتوز الموجود بشكل طبيعي في الحليب أو تكون من مكونات مثل الفاكهة أو المهروس أو العسل.

قال غابيريل وأبيبي من Public Eye إن السكر المضاف “يقود الأطفال إلى تفضيل الأطعمة الحلوة بشكل مفرط، مما يهيئهم لنظام غذائي مدى الحياة من الأطعمة عالية المعالجة”.