“بيتزا المنسف”: هل هي ثورة ثقافية أم تشويه للتراث؟

أثار طرح منتج باسم “بيتزا المنسف” جدلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، بين مؤيد لهذه الفكرة المبتكرة ومعارض لها باعتبارها تمسّ بهوية المنسف، الطبق الوطني الأردني.

وتعود فكرة “بِيتزا المَنسف” إلى الشاب الأردني زيد سرحان الذي سبق وأن قدمها قبل فترة، إلا أنها لم تلقَ رواجاً حينها. وظهرت الفكرة مجدداً من خلال أحد المطاعم الأردنية، لتُشعل نقاشاً حاداً بين الأردنيين.

مُؤيدي بيتزا المنسف يرون فرصةً لعلامة تجارية أردنية:

يرى مُؤيدو فكرة “بِيتزا المَنسف” أنها تجربة جديدة تستحقّ التطوير، مُقارنين إياها بالبيتزا الإيطالية التي باتت علامة تجارية عالمية. ويُؤكّدون على أنّها فرصة لخلق علامة تجارية أردنية مميزة تُساهم في تعريف المطبخ الأردني عالمياً.

في المقابل، يُعارض الكثيرون هذه الفكرة معتبرين أنّها تُسيء إلى “هيبة” المنسف كونه رمزاً للأصالة والكرم الأردني. ويُشيرون إلى أنّ تقديمه كبيتزا يُفقده قيمته الثقافية والتاريخية.

“شوكولاتة الجميد”: تجربة أردنية أخرى مثيرة للجدل:

وليس “بِيتزا المَنسف” التجربة الوحيدة التي أثارت الجدل في عالم الطعام الأردني، فسبق وأن أثار الشيف الأردني عمر سرطاوي جدلاً واسعاً بتقديمه “شوكولاتة الجميد”، وهي شوكولاتة بيضاء مُغلفة بالجميد المجفف.

“المَنسف”: تراث ثقافي على مائدة الأردنيين:

يُعدّ “المَنسف” الطبق الوطني الأردني، ويرتبط تاريخه بحرب قديمة وتطور تاريخي. ويُقدم عادةً بلحم الضأن، و”الجميد” المُحضّر من حليب الأغنام، والسمن البلدي، والأرزّ، مع اللوز والصنوبر.

وحظي هذا الطبق بتقدير عالمي من خلال إدراجه في ديسمبر الماضي على لائحة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

تُظهر تجربتا “بِيتزا المَنسف” و”شوكولاتة الجميد” رغبة بعض الأردنيين في ابتكار تجارب طعام جديدة تُعزّز من مكانة المطبخ الأردني عالمياً. إلا أنّ هذه التجارب تُواجه معارضة من البعض الآخر الذي يُتمسّك بالأصالة والتقاليد. ويُثير هذا النقاش تساؤلات حول حدود الابتكار في المطبخ الأردني والحفاظ على هويته الثقافية.