الجزائر.. شاب يُحتجز في قبو 28 عاماً

في واقعة غريبة هزت المجتمع في الجزائر، تم العثور على رجل محتجز في قبو منزل جاره لمدة 28 سنة، في حادثة تعيد إلى الأذهان قصص الأفلام والروايات المثيرة.

تفاصيل الواقعة

تعود تفاصيل هذه القصة المأساوية إلى عام 1996، عندما اختفى شاب جزائري يدعى “عمر ب”، البالغ من العمر 19 عاماً، في ظروف غامضة دون أي أثر له، وبمرور السنين، تلاشى الأمل في العثور عليه حياً، وظلّت عائلته غارقة في الحزن والأسى.

ومع مرور 28 عاماً على اختفائه، وبينما فقد الجميع الأمل، حدثت مفاجأة مذهلة هزّت أرجاء مدينة “القديد” بولاية “الجلفة” في الجزائر، ففي شهر مايو 2024، تلقّت مصالح الدرك الوطني بلاغاً من أحد أفراد عائلة “عمر ب” يفيد بوجود منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يدّعي فيه صاحبه تواجد “عمر” حياً في منزل جارهم “ع.ب.” في بلدية “القديد”.

وبعد التحقق من صحة المعلومات، قامت دورية من الدرك الوطني بمداهمة منزل الجار، ليجدوا “عمر” محتجزاً في قبو مظلم أسفل المنزل، في ظروف مزرية للغاية، وبحسب التحقيقات الأولية، فقد اعترف الجار “ع.ب.” بجريمته، مدّعياً أنه اختطف “عمر” بدافع السرقة، وقام بحبسه في القبو طوال تلك الفترة.

ردود الفعل في الجزائر

أثارت هذه الحادثة صدمةً وغضباً واسعين في الجزائر، حيث عبّر الكثيرون عن استيائهم من وحشية الجريمة وطول مدة احتجاز الضحية، كما طالب العديد من الجزائريين بإنزال أشد العقوبات على الجاني، وعلى الصعيد الرسمي، أعلنت السلطات الجزائرية فتح تحقيق معمّق في القضية، مؤكدة عزمها على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الجاني.

دلالات الحادثة

تُسلّط هذه الحادثة الضوء على العديد من الجوانب المظلمة في المجتمع، من بينها ظاهرة الاختطاف، وانتهاك حقوق الإنسان، وضعف الرقابة الأمنية. كما تُثير تساؤلات حول مدى مسؤولية العائلة والأصدقاء في متابعة مثل هذه الحالات، وكيفية الوقاية من وقوعها، ولا شكّ أن حادثة العثور على “عمر ب” بعد 28 عامًا من اختفائه تُعدّ درساً قاسياً للجميع، وتُؤكّد على أهمية اليقظة والتعاون بين أفراد المجتمع والجهات الأمنية لمنع وقوع مثل هذه الجرائم المروّعة.