حوت البيروسيتوس اكتشاف جديد في البيرو
م منوعات

حوت البيروسيتوس اكتشاف جديد في البيرو

sahar Issi أغسطس 6, 2023

حوت قديم ضخم اكتُشِف في البيرو يعد أثقل حيوان على الإطلاق.

عثر العلماء على حفرية العظام المتحجرة لهذا الكائن البحري في الصحراء جنوب بيرو، ولذلك  أطلق عليه اسم أحفورة البيرو.

عاش حوت البيروسيتوس كولوسوس (Perucetus colossus) منذ نحو 38 إلى 40 مليون عام خلال الحقبة الفجرية (الإيوسينية)، وهو مخلوق يشبه نوعا ما في تكوينه خروف البحر وربما تكون كتلته قد تجاوزت كتلة الحوت الأزرق الذي يُعد منذ مدة طويلة أضخم حيوان مسجل في التاريخ.

واستُخرج الجزء الذي عُثر عليه من الهيكل العظمي لبيروسيتوس من صحراء على ساحل جنوب بيرو، وهي منطقة تزخر بحفريات الحيتان، وشمل الهيكل العظمي 13 فقرة وأربعة أضلع وعظمة من الحوض. وكانت العظام الضخمة للغاية شديدة الكثافة وسليمة. وهذه السمة غير موجودة في الحوتيات التي تضم الحيتان والدلافين وخنازير البحر، لكنها موجودة في الخيلانيات، وهي مجموعة أخرى من الأحياء المائية وتضم خراف وبقر البحر.

 

حوت البيروسيتوس اكتشاف جديد في البيرو

 

مقاييس جسم حوت البيروسيتوس

ويُقدّر أنّ كتلة جسم حوت “بيروسيتوس كولوسوس” المنقرض تراوحت بين 85 ,340 طنًا متريًا. ذلك يُعادل أو يتجاوز وزن الحوت الأزرق الذي يُعتَبر الحيوان الذي يتمتّع بالكتلة الأكبر حتّى الآن. ويُقدَّر أن طول الهيكل العظمي الجزئي للحوت يتراوح بين 17 و20 مترًا.

ولا تزال العيّنة الأحفوريّة أقصر مقارنةً مع الحوت الأزرق البالغ طوله 25 مترًا، لكن لا تزال كتلته الهيكليّة تتجاوز كتلة أي حيوان ثديي أو فقاري معروف وفقًا للدراسة.

 

حوت "البيروسيتوس"

 

وتشير السمات الهيكلية إلى أن بيروسيتوس تربطه صلة بباسيلوصور (باسيلوسوروس)، وهو حوت آخر عاش في فجر التاريخ ويماثله في الطول لكنه أصغر منه حجما. لكن باسيلوصور كان مفترسا نشطا له جسد أكثر خفة وفك قوي وأسنان ضخمة، ولم يُعثر على بقايا من الجمجمة أو الأسنان،للبيروسيتس مما يُصعّب تفسير الحمية الغذائية أو نمط حياته.

فيما يظن الباحثون أن بيروسيتس عاش مثل الخيلانيات، أي أنه لم يكن مفترسا نشطا، وإنما كان حيوانا يتغذى بالقرب من قاع المياه الساحلية الضحلة.
وقال أوليفييه لامبرت عالم الأحياء القديمة بالمعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية في بروكسل “بسبب هيكله العظمي الثقيل، وعلى الأغلب، جسده الشديد الضخامة، كان هذا الحيوان سباحا بطيئا بشكل قاطع. يبدو هذا لي، عند هذه المرحلة من معرفتنا وإدراكنا، أنه نوع من العمالقة المسالمين، كخروف بحر ضخم الحجم بعض الشيء. لا بد أنه كان حيوانا مهيبا، لكنه ربما لم يكن مخيفا للغاية”.

 

حوت "البيروسيتوس"
من جانبه، قال جيوفاني بيانوتشي عالم الأحياء القديمة بجامعة بيزا في إيطاليا والمعد الرئيسي للبحث المنشور في دورية (نيتشر) العلمية”ربما كان آكلا للعشب مثل الخيلانيات، لكن هذه ستكون الحالة الوحيدة بين الحوتيات. ربما تغذى على الرخويات والقشريات في القيعان الرملية مثل الحوت الرمادي المعاصر. أو ربما كان يتغذى على جيف الفقاريات، على غرار بعض أسماك القروش الضخمة الموجودة حاليا”.
وصرّح بيانوتشي أن “السمة الرئيسية لهذا الحيوان بكل تأكيد هي وزنه الضخم الذي يشير إلى وجود كائنات لديها سمات تفوق خيالنا”.
وشرح بيانوتشي،من الممكن أنّ وزن بيروسيتوس يعادل وزن اثنين من الحيتان الزّرقاء، و3 من ديناصورات أرجنتينوصور، وأكثر من 30 فيلًا أفريقيًا، وما يصل إلى 5 آلاف شخص”. ووفقًا لبيانوتشي، يحتمل أنّ وزن وحجم الحوت كان نوعًا من التكيّف التطوّري للحياة في المياه الساحليّة الضّحلة والمضطربة.
ولم يُعثر على بقايا من الجمجمة أو الأسنان، مما يُصعّب تفسير الحمية الغذائية أو نمط حياة بيروسيتس. فيما يظن الباحثون أن بيروسيتس عاش مثل الخيلانيات، أي أنه لم يكن مفترسا نشطا، وإنما كان حيوانا يتغذى بالقرب من قاع المياه الساحلية الضحلة.
وقال أوليفييه لامبرت عالم الأحياء القديمة بالمعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية في بروكسل “بسبب هيكله العظمي الثقيل، وعلى الأغلب، جسده الشديد الضخامة، كان هذا الحيوان سباحا بطيئا بشكل قاطع. يبدو هذا لي، عند هذه المرحلة من معرفتنا وإدراكنا، أنه نوع من العمالقة المسالمين، كخروف بحر ضخم الحجم بعض الشيء. لا بد أنه كان حيوانا مهيبا، لكنه ربما لم يكن مخيفا للغاية”.
وقال بيانوتشي “ربما كان آكلا للعشب مثل الخيلانيات، لكن هذه ستكون الحالة الوحيدة بين الحوتيات. ربما تغذى على الرخويات والقشريات في القيعان الرملية مثل الحوت الرمادي المعاصر. أو ربما كان يتغذى على جيف الفقاريات، على غرار بعض أسماك القروش الضخمة الموجودة حاليا”.

اكتشف عالم الحفريات البيروفي، ماريو أوربينا شميت، أوّل فقرة من حوت “Perucetus”قبل أكثر من 10 أعوام.

ويعمل شميت، وهو من المؤلفين المشاركين في الدّراسة، كباحث وجامع ميداني في قسم علم الحفريّات الفقاريّة في متحف التّاريخ الطّبيعي التّابع لجامعة “سان ماركوس” الوطنيّة في ليما.

وأوضح شميت أنّ التنقيب بين تشكيلات “باراكاس” استغرق “أعوامًا عدّة بسبب الصّخور الصّلبة، وتواجد الحفريّة في قلب الجبل، وحجم العظام الضّخم، والظّروف البيئيّة الشّديدة لصحراء إيكا”.

 

حوت "البيروسيتوس"

 

وتعليقًا على البحث، كتب كل من جاي جي إم ثيويسن، الأستاذ بقسم علم التشريح في جامعة “نورث إيست أوهايو” الطبيّة، وديفيد ووه، باحث ما بعد الدّكتوراه في قسم التشريح وعلم الأعصاب في الجامعة ذاتها، وغير المشاركين في الدراسة: “يُعد اكتشاف أشكال الجسم المتطرّفة كهذه فرصة لإعادة تقييم فهمنا لتطوّر الحيوانات”.

شارك هذه المقالة

تم النسخ

https://alaanplus.com/حوت-البيروسيتوس-اكتشاف-جديد-في-البيرو

انسخ الرابط

SI Sahar Issi

اقرأ ايضا