شارك هذه المقالة
https://alaanplus.com/اضطراب-ما-بعد-الصدمة-أو-الكرب-ptsd
انسخ الرابط
يتميز اضطراب ما بعد الصدمة أو الكرب (PTSD) بذكريات متكررة اقتحامية للحادث الصادم الساحق. ويمكن أن تسبب الأحداث التي تهدد بالموت أو بالإصابة الخطيرة ضائقة شديدة وطويلة الأمد (مزمنة). يمكن للأشخاص المصابين أن يعيشوا الحدث، وتحدث لديهم كوابيس، ويتجنبون أي شيء يذكرهم بذلك الحدث.
عندما تحدث أشياء مرعبة، يتأثر الكثير من الأشخاص بشكل دائم. وفي بعض الحالات، تكون التأثيرات مستمرة وشديدة بحيث تكون منهكة وتشكل اضطرابًا. الأحداث التي قد تؤدي عادةً إلى اضطراب ما بعد الصمة هي تلك التي تثير مشاعر الخوف الشديد أو العجز أو الرعب.
ويعد القتال، والاعتداء الجنسي، والكوارث الطبيعية أو التي هي من صنع الإنسان، أسبابًا شائعة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؛إلا أنه قد تنجم عن أية تجربة تبدو ساحقةً ومهددة للحياة، مثل العنف الجسدي أو حوادث السيارات.
قد تحدث هذه الأحداث بشكل مباشر (مثل وجود إصابة خطيرة أو التهديد بالقتل)، أو بشكل غير مباشر (مشاهدة الآخرين وهم يتعرضون لإصابات خطيرة، أو يُقتلون، أو يُهدَّدون بالقتل؛ أو معرفة الأحداث الصادمة التي حدثت لأفراد العائلة المقربين أو الأصدقاء). قد يكون المرضى تعرّضوا إلى صدمة واحدة، أو كما هو شائع، الصدمات المتعددة.
ومن غير المعروف لماذا قد لا يسبب نفس الحدث الصادم أية أعراض عند شخصٍ ما، ولا يحدث اضطراب ما بعد الصدمة طوال الحياة عند شخص آخر. كما أنه من غير المعروف لماذا يشاهد بعض الأشخاص أو يعانون من نفس الصدمة عدة مرات على مر السنين دون الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ولكنهم يصابون به بعد حدوث عارضة مشابهة.
يصيب اضطراب ما بعد الصدمة ما يقرب من 9% من الناس في وقت ما خلال حياتهم، بما في ذلك مرحلة الطفولة. وفي حوال 4% توجد هذه المشكلة خلال أي فترة ممتدة على 12 شهرًا.
ويستمر هذا الاضطراب لأكثر من شهر واحد. وقد يكون استمرارًا لـ اضطراب الكرب الحاد أو يحدث بشكل منفصل بعد مدة تصل إلى 6 أشهر من الحدث.
قد لا يختفي اضطراب ما بعد الصدمة المزمن؛ ولكن في كثير من الأحيان يصبح أقل شدة مع مرور الوقت حتى من دون علاج. ولكن، يبقى بعض المرضى معوقين بشدة بسبب هذا الاضطراب.
يعاني مرضى اضطراب الكرب ما بعد الصدمة (PTSD) من أعراض كل من الفئات الأربع التالية عادة:
قد يعاود الحدث الصادم الظهور مرارًا وتكرارًا على شكل ذكريات لا إرادية أو غير مرغوب فيها أو كوابيس متكررة.ولكن، في أحيانٍ أقل من ذلك، يسترجع المرضى الأحداث كما لو كانت تحدث فعلًا، بدلاً من مجرد تذكرها؛ كما قد يعاني المرضى من ردود فعل شديدة لتذكيرهم بالحدث.
يتجنب المرضى باستمرار الأشياء ـــ الأنشطة أو الظروف أو الأشخاص ـــ التي تذكرهم بالصدمة؛ على سبيل المثال، فإنهم قد يتجنبون الدخول إلى حديقة أو مبنى للمكاتب حيث جرى الاعتداء عليهم، أو يتجنبون التحدث إلى أشخاص من نفس عرق المعتدي. أو قد يحاولون تجنب الأفكار أو المشاعر أو المحادثات حول الحدث الصادم.
قد يكون المرضى غير قادرين على تذكر أجزاء مهمة من الحدث الصادم (يسمى فقدان الذاكرة الانفصالي أو التفارقي dissociative amnesia).
وقد يشعر المرضى بالخدر العاطفي أو بالانفصال عن الأشخاص الآخرين. ويعد الاكتئاب شائعًا، ويظهر المرضى اهتمامًا أقل بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.
قد تصبح طريقة تفكير المرضى في الحدث مضطربة، مما يؤدي بهم إلى إلقاء اللوم على أنفسهم أو الآخرين عما حدث. كما أن الشعور بالذنب شائع أيضًا؛ فعلى سبيل المثال، قد يشعرون بالذنب لأنهم نجوا بينما لم ينجوا الآخرون. وقد لا يشعرون إلا بالمشاعر السلبية فقط، مثل الخوف أو الرعب أو الغضب أو العار، وقد لا يكونون قادرين على الشعور بالسعادة أو الرضى أو الحب.
قد يجد المرضى صعوبة في النوم أو التركيز. وقد يصبحون متيقظين إلى حد مفرط بالنسبة إلى علامات التحذير من المخاطر. وقد تكون مُجفِلة بسهولة. وقد يصبحون أقل قدرة على السيطرة على ردود أفعالهم، مما يؤدي إلى سلوك متهور أو نوبات من الغضب.
يقوم بعض المرضى بأنشطة طقوسية للمساعدة على الحد من قلقهم؛ فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين جرى الاعتداء عليهم جنسيا قد يستحمون مرارًا وتكرارًا في محاولة لإزالة الشعور بأنهم في حالة من النجس.
يحاول الكثير من المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة تخفيف شدة أعراضهم بالكحول أو بالعقاقير الترويحية، ويصابون باضطراب تعاطي المواد.
تقييم الطبيب، وذلك استنادًا إلى المعايير المحددة حيث يشخص الأطباء اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) عندما:
ولكن الأطباء يسعون أيضًا إلى معرفة ما إذا كانت الأعراض يمكن أن تكون ناجمةً عن استخدام الأدوية أو عن اضطراب آخر.
لا يجري تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة غالبا، لأنه يسبب مثل هذه الأعراض المتباينة والمعقدة. كما يمكن أن يصرف اضطراب تعاطي المواد أيضًا الانتباه عن اضطراب ما بعد الصدمة. عندما يتأخر التشخيص والعلاج، يمكن أن يصبح اضطراب ما بعد الصدمة منهكًا بشكل مزمن.
تعد المعالجة النفسية أساسية في تدبير اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.
يمكن للتثقيف حول اضطراب ما بعد الصدمة أن يكون خطوة مبكرة مهمة في العلاج. وقد تكون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مربكة بشكل كبير، وغالبًا ما يكون مفيدًا جدًا للأشخاص والأحباء أن يفهموا كيف يمكن أن تشتمل الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة على أعراض تبدو غير ذات صلة.
وتعد طرائق تدبير الشدة، مثل التنفس والاسترخاء، مهمة. يمكن للتمارين التي تقلل من القلق أو تضبطه (مثل اليوغا والتأمل) أن تخفف الأعراض، كما تهيئ الأشخاص للعلاج الذي ينطوي على التعرض إلى ذكريات الصدمة التي تحرض الشدة.
تؤيد أقوى الأدلة الحالية العلاج النفسي المنظم والمركز، وهو نوع من العلاج المعرفي السلوكي يسمى المعالجة بالتعرض، حيث يساعد على إطفاء الخوف المتبقي من الحدث الصادم.
في العلاج بالتعرض، يجعل المعالج المرضى يتصورون أنهم في حالات أو ظروف أو مع أشخاص يتجنبونهم، بسبب أن ذلك يربط بين هذه الحالات أو الظروف والأشخاص وحدوث الصدمة؛ فعلى سبيل المثال، قد يطلب من المريض تخيل زيارة الحديقة حيث جرى الاعتداء عليه فيها.
قد يساعد المعالج الناس على إعادة تخيل الحدث الصادم نفسه. وبسبب القلق الشديد الذي غالبًا ما يرتبط مع الذكريات المؤلمة، يمارس العلاج النفسي الداعم دورًا مهمًّا بشكل خاص في المعالجة. قد يكون الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة نفسية حساسين بشكل خاص للرضوض مرة أخرى، لذلك يمكن أن تتوقف المعالجة إذا سارت الأمور بسرعة كبيرة. وفي كثير من الأحيان، قد تتحول المعالجة من العلاج بالتعرض إلى علاج أكثر دعمًا وانفتاحًا، لمساعدة المرضى على أن يكونوا أكثر راحة في العلاج بالتعرض.
كما يمكن للعلاج النفسي الموسّع والأكثر استكشافًا أن يسهل العودة إلى الحياة السعيدة، مثل التركيز على العلاقات التي قد تكون مضطربة بسبب اضطراب ما بعد الصدمة. وقد تكون أنواع أخرى من العلاج النفسي الداعم والديناميكي مفيدة أيضًا ما دام أنها لا تحول تركيز العلاج بعيدًا عن العلاج بالتعرض.
وتعد إزالة الحساسية بمراقبة حركات العينين وإعادة ضبطها شكلاً من أشكال العلاج بالتعرض. وفي هذه المعالجة، يتتَّبع المرضى إصبع المعالج المتحركة بعيونهم في حين يتخيلون التعرض للصدمة. ويعتقد بعض الخبراء أن حركات العين نفسها تساعد على إزالة الحساسية، ولكن ربما تعمل هذه الطريقة أساسًا بسبب التعرض، وليس بسبب حركات العين.
تعد مضادات الاكتئاب خط المعالجة الأول لاضطراب الكرب ما بعد الصدمة، حتى في غير المصابين بالاكتئاب الكبير. غالبًا ما يوصى باستعمال مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومضادات الاكتئاب الأخرى، مثل ميرتازابين mirtazapine وفينلافاكسين venlafaxine.
ولعلاج الأرق والكوابيس، يقوم الأطباء أحيانًا بإعطاء أدوية مثل أولانزابين olanzapine وكيتيابين quetiapine (الأدوية المضادة للذهان) أو برازوسين (يستخدم أيضًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم). ولكن هذه الأدوية لا تعالج اضطراب ما بعد الصدمة نفسه.
المصدر: موقع أدلة MSD وموقع المعهد الوطني للصحة النفسية.
كاتبة وصانعة محتوى ومترجمة، حاصلة على بكالوريوس في علوم الإدارة تخصص موارد بشرية، شغوفة بنقل الأفكار والمعرفة والأخبار حول العالم بأسلوب شيق وجذاب.
أكتوبر 24, 2024
يتردد العديد من مرضى السكري من استهلاك التمر خوفاً من ارتفاع مستويات السكر في الدم. فهل يستطيع مريض السكري تناول التمر؟
1 دقائق
16 مشاهدة
مشاركة
أكتوبر 22, 2024
هل كنت تعلم بأن بذور اليقطين ليست عبارة عن وجبة غذائية خفيفة عادية؟ بل تعد كنز غذائي له العديد من الفوائد الصحية الهامة لجسم الانسان من تقوية المناعة، دعم الصحة الانجابية للذكور والإناث، تعزيز صحة القلب والهضم والكثير من الفوائد الهامة الأخرى.
2 دقائق
21 مشاهدة
مشاركة
أكتوبر 21, 2024
أعلنت شركة "تري هاوس فوود" عن سحب منتجات الوافل المجمدة التي تُباع في متاجر رئيسية مثل "وول مارت" و"تارجت"، هذا القرار جاء نتيجة لاكتشاف احتمال تلوث هذه المنتجات ببكتيريا الليستيريا، وفقاً للإعلان الرسمي الصادر عن الشركة المصنعة.
2 دقائق
13 مشاهدة
مشاركة
أكتوبر 8, 2024
يُعرف عمى الألوان ، أو ما يُسمى بـ " نقص رؤية الألوان "، بأنه حالة تؤدي إلى صعوبة رؤية الألوان بشكل صحيح. يحدث هذا بسبب خلل في المخاريط الشبكية في العين التي تقوم بإرسال إشارات غير صحيحة إلى الدماغ.
3 دقائق
11 مشاهدة
مشاركة