يُعرف عمى الألوان ، أو ما يُسمى بـ نقص رؤية الألوان ، بأنه حالة تؤدي إلى صعوبة رؤية الألوان بشكل صحيح.
ص صحة و جمال

عمى الألوان Color Blindness الأنواع والأسباب والعلاج

Suzanne Loulou أكتوبر 8, 2024

يُعرف عمى الألوان، أو ما يُسمى بـ "نقص رؤية الألوان"، بأنه حالة تؤدي إلى صعوبة رؤية الألوان بشكل صحيح. يحدث هذا بسبب خلل في المخاريط الشبكية في العين التي تقوم بإرسال إشارات غير صحيحة إلى الدماغ. نتيجةً لذلك، يواجه الشخص المصاب صعوبة في التمييز بين لون أو أكثر من الألوان الأساسية مثل الأحمر، الأزرق، أو الأصفر. يُعتبر عمى الألوان الكلي نادراً، بينما معظم الحالات تعاني من عمى الألوان الجزئي.

أنواع عمى الألوان

تعتمد أنواع عمى الألوان على مدى تأثير المخاريط في العين، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  1. عمى الألوان الأحمر والأخضر: وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويتضمن أربعة أنماط تختلف حسب تأثير اللونين على الرؤية.
  2. عمى الألوان الأزرق والأصفر: وهو أقل شيوعاً من النوع السابق، ولكنه قد يتزامن مع عمى الألوان الأحمر والأخضر.
  3. عمى الألوان الكامل: وهو النوع الأكثر ندرة، حيث لا يستطيع الشخص المصاب تمييز أي لون.

تعتمد أنواع عمى الألوان على مدى تأثير المخاريط في العين

عمى الألوان الأحمر والأخضر

يُعتبر عمى الألوان الأحمر والأخضر الأكثر انتشاراً بين الناس، وهو نوع لا يعيق الأنشطة اليومية بشكل كبير. يتميز بأربعة أشكال فرعية:

  • Deuteranomaly: يظهر فيه اللون الأخضر أكثر احمراراً.
  • Protanomaly: يظهر فيه اللون الأحمر أكثر خضرة.
  • Protanopia وDeuteranopia: يعاني المصابون من صعوبة في التمييز بين الأحمر والأخضر.

عمى الألوان الأزرق والأصفر

يُعد هذا النوع أقل شيوعاً، حيث يواجه المصابون صعوبة في التمييز بين الأزرق والأخضر وبين الأصفر والأحمر. يحدث بسبب اضطراب في المخاريط القصيرة الموجة، ويؤدي إلى رؤية مشوشة للألوان التي تحتوي على درجات من الأزرق والأصفر.

عمى الألوان الكامل

عمى الألوان الكامل هو حالة نادرة جداً، وتنقسم إلى نوعين:

  • Cone Monochromacy: حيث يكون هناك نوع واحد فقط من المخاريط السليمة، مما يصعّب تمييز الألوان.
  • Rod Monochromacy (Achromatopsia): وهو أخطر الأنواع، حيث يفقد المصاب القدرة على تمييز أي لون، وكل شيء يظهر بالأبيض والأسود. يعاني المصابون من حساسية للضوء والرأرأة (حركات لا إرادية في العين).

كيف يرى مريض عمى الألوان؟

الأشخاص المصابون بعمى الألوان يرون العالم بطريقة مختلفة عن الأشخاص السليمين. على سبيل المثال:

  • الشخص السليم يرى الألوان بشكل طبيعي.
  • الشخص المصاب بعمى الألوان الأحمر والأخضر يرى الألوان بشكل مشوه بين الأحمر والأخضر.
  • الشخص المصاب بعمى الألوان الأزرق والأصفر يعاني من تشوهات في التمييز بين الأزرق والأصفر.

النظارات الخاصة بعمى الألوان

جون دالتون: مكتشف عمى الألوان

كان العالم جون دالتون هو أول من اكتشف حالة عمى الألوان. أصيب هو نفسه بعمى ألوان جيني، حيث كان يعاني من صعوبة في التمييز بين الألوان الخضراء والوردية أو الحمراء. هذا الاكتشاف أسهم في فهم أفضل للحالة، وساعد في تطوير الأبحاث المتعلقة بها.

الأسباب الشائعة لنقص رؤية الألوان

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى حدوث نقص في رؤية الألوان، ومن أكثر هذه الأسباب شيوعاً:

  • الوراثة:

يُعد التاريخ العائلي من أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بعمى الألوان. يحدث ذلك نتيجة لوجود خلل جيني موروث من الوالدين، وتتراوح شدته بين بسيط ومعتدل أو شديد، ويؤثر عادة على كلا العينين.

  • الأمراض العصبية والبصرية:

بعض الأمراض مثل المياه الزرقاء، الضمور البقعي، واعتلال الشبكية السكري تؤثر على العصب البصري أو شبكية العين، مما يسبب نقصاً في رؤية الألوان.

  • أمراض أخرى:

الإصابة بأمراض مثل إعتام عدسة العين، السكري، الشلل الرعاش، الزهايمر، فقر الدم المنجلي، وسرطان الدم يمكن أن تؤثر على الرؤية. تتحسن الأعراض في بعض الأحيان عند علاج المرض المسبب.

  • تناول الأدوية:

بعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، الاكتئاب، والسل قد تؤثر على رؤية الألوان.

  • الإدمان والتعرض للمواد الكيميائية:

إدمان الكحول أو التعرض لمواد كيميائية مثل كبريتيد الكربون والإستيرين يؤثر على قدرة العين على التمييز بين الألوان.

  • التقدم في السن:

مع التقدم في العمر، تقل قدرة الفرد على رؤية الألوان بوضوح.

يعتبر عمى الألوان الوراثي هو الأكثر شيوعاً

هل عمى الألوان وراثي؟

يعتبر عمى الألوان الوراثي هو الأكثر شيوعاً. يحدث بسبب خلل جيني موروث، ويؤثر على الألوان التي يمكن للفرد تمييزها. ومع ذلك، يمكن أن يكون نقص رؤية الألوان مكتسباً نتيجة لعوامل خارجية مثل الأمراض أو الأدوية.

فيزيولوجيا عمى الألوان

يدخل الضوء إلى العين عبر القرنية والعدسات، ويصل إلى المخاريط في شبكية العين التي تستجيب لأطوال موجية مختلفة من الضوء: الأزرق (قصير)، الأخضر (متوسط)، والأحمر (طويل). في حالة وجود خلل أو فقدان لهذه المخاريط، يتأثر التمييز بين الألوان، وتظهر الألوان بظلال مختلفة أو غير صحيحة.

أعراض عمى الألوان

قد تكون أعراض عمى الألوان طفيفة، لذا قد لا يكتشف الشخص إصابته بالمرض إلا من خلال فحوصات محددة. تشمل الأعراض:

  • صعوبة في رؤية الألوان بشكل صحيح.
  • صعوبة في التمييز بين الألوان.
  • رؤية الألوان بشكل باهت.
  • الرأرأة (حركات لا إرادية للعين) في الحالات الشديدة.
  • حساسية للضوء.

تتعدد الفحوصات التي تُستخدم لتشخيص نقص رؤية الألوان

طرق تشخيص عمى الألوان

تتعدد الفحوصات التي تُستخدم لتشخيص نقص رؤية الألوان، ومنها:

  • اختبار لوحة الألوان (Ishihara Test): يتضمن عرض لوحات تحتوي على نقاط ملونة تُشكّل أرقاماً أو رموزاً يمكن أن يجد المصاب صعوبة في تمييزها.
  • اختبار مقياس شذوذ إبصار اللون (Anomaloscope Test): يتم تحديد قدرة المريض على مطابقة سطوع الألوان باستخدام عدسات وضوء موجه.
  • اختبار تدرج الألوان (Hue Test): يتم ترتيب بطاقات بألوان مختلفة حسب درجات قوس قزح، ويستخدم بشكل خاص للأشخاص الذين يحتاجون إلى رؤية دقيقة للألوان في وظائفهم.

العلاج والوقاية من عمى الألوان

لا يوجد علاج فعّال لعمى الألوان الوراثي حتى الآن، ولكن هناك تجارب سريرية تُجرى لعلاجه. في حالة نقص رؤية الألوان المكتسب نتيجة لمشكلة صحية، يمكن تحسين الرؤية بمعالجة السبب الرئيسي. كما يُمكن استخدام نظارات خاصة تساعد في تصحيح رؤية الألوان.

التعايش مع عمى الألوان

من النصائح المفيدة لمرضى عمى الألوان:

  • حفظ ترتيب الألوان في الأشياء اليومية مثل إشارات المرور.
  • استخدام ملصقات للتعرف على ألوان الملابس.
  • الاعتماد على التطبيقات الذكية لتحديد الألوان.

النظارات الخاصة بعمى الألوان

النظارات الخاصة بعمى الألوان

تساعد هذه النظارات على تحسين إدراك الألوان وزيادة وضوحها من خلال تصحيح الأطوال الموجية للألوان. توجد نوعان من هذه النظارات:

  • نظارات تصحيح الطول الموجي: تعمل على إزالة الأطوال الموجية المسببة للتداخل.
  • نظارات تصحيح الألوان: تغيّر الأطوال الموجية لكل لون يدخل العين.

الوقاية من عمى الألوان

لا يمكن الوقاية من عمى الألوان الوراثي، ولكن يمكن تقليل فرص الإصابة بالنوع المكتسب من خلال إجراء فحوصات دورية للعين، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض أو في حالة تناول أدوية تؤثر على الرؤية.

عمى الألوان عند الأطفال

يمكن اكتشاف عمى الألوان عند الأطفال من خلال ملاحظة صعوبة في تعلم الألوان أو رؤية السبورة بوضوح. يُفضل استشارة طبيب العيون للفحص في سن مبكر إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض.

شارك هذه المقالة

تم النسخ

https://alaanplus.com/عمى-الألوان-color-blindness-الأنواع-والأسباب-والعلاج

انسخ الرابط

SL Suzanne Loulou

كاتبة وصانعة محتوى ومترجمة، حاصلة على بكالوريوس في علوم الإدارة تخصص موارد بشرية، شغوفة بنقل الأفكار والمعرفة والأخبار حول العالم بأسلوب شيق وجذاب.

اقرأ ايضا