الرجال ام النساء من يحافظ على جاذبية أكبر لفترة زمنية أطول؟

الرجال و النساء يمتلكون جاذبية خاصة بكل منهم تمكنهم من لفت الأنظار و جذب الأشخاص المحيطون بهم،بغض النظر عن وجود الجمال أوعدمه ف الجاذبية لها أثر كبير و غير محسوس على وجه التحديد،فقد تشعر أنك منجذب لشخص ما دون معرفة أسباب هذا الانجذاب أو كيفية التخلص منها في حال عدم وجود انجذاب متبادل.

الرجال ام النساء من يحافظ على جاذبيته لفترى أطول؟

 

 

هناك العديد من الدراسات التي تبحث في العوامل الاجتماعية والتشريحية والنفسية التي تؤثر على مدى الجاذبية المحسوسة، وقد تم تحديد العمر و الجنس من أهم هذه العوامل.

في دراسة جديدة شملت 20 مشاركاً في الفئة العمرية بين 20-29 عاماً تم التقاط صور رأسية محايدة لهم.

وتم تحليل هذه الصور باستخدام آلية متقدمة، إذ تم معالجة هذه الصور للتنبؤ بمظهر كل شخص في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من عمره.

وتم تطوير النموذج التنبؤي باستخدام قاعدة بيانات ضخمة من صور لمشتبه بهم وصور لمشاهير، يبلغ مجموعها أكثر من 200000 صورة.

شارك 315 فرداً عادياً في استطلاع، طُلب منهم تقييم الجاذبية للذكور والإناث باستخدام مقياس.

من 0 إلى 100.

أظهر النموذج دقة عالية إذ تنبأ 85% من المشاركين بشكل صحيح بعمر الشخص في الصور المعروضة.

و قد لوحظ أنّ جاذبية النساء قد انخفضت بمقدار 10.4 نقطة في كل عقد، وانخفضت أنوثتهم بمقدار 7.59 نقطة في كل عقد وقد لوحظ أكبر انخفاض في هذه السمات لدى النساء فوق سن الأربعين، في المقابل ظلت جاذبية الرجال ورجولتهم مستقرة حتى سن الخمسين، وبعد ذلك بدأت درجات جاذبيتهم في الانخفاض.

لفهم هذه النتائج، من المفيد دراسة مفهوم الجاذبية من وجهة نظر علم الأحياء التطوري، أظهرت العديد من الدراسات البحثية وجود صلة قوية بين جاذبية الوجه والخصوبة، وقد يكون الانخفاض الكبير والسريع في جاذبية للنساء مقارنة بالرجال مرتبطاً بقدرتهم على الإنجاب.

كما تتعلق الجاذبية بشكل واضع و صريح بكمية الحاثات الجنسية الذكرية و الانثوية ،فهي المسؤولة عن ظهور الصفات الجنسية الأولية التي تظهر قبل الولادة ،و الثانوية التي تبدأ بالظهور بعد سن البلوغ.

و هذه الحالثات هي التي تعزز وجود الملامح الأنثوية أو الذكرية و هذا يساهم في زيادة قوة الجاذبية لديهم.

 

 

و لكن هذه الحاثات عند الأنثى ينخفض تركيزها في الدم مع التقدم في العمر، وصولاً إلى سن الضهي حيث يضعف أداء المبيض في افراز الحاثات الجنسية الأنثوية ،و بالتالي نلاحظ تدريجياً خسارة في العلامات الأنثوية المميزة للنساء، مثل نعومة ملامح الوجه وبالتالي انخفاض معدل الجاذبية.

في حين نرى تأثير الحاثات الجنسية الذكرية يستمر لفترة أطول، قد تدوم مدى الحياة ولا يتوقف أبداً تأثير هذه الحاثات و انما قد ينخفض بنسب قليلة بعد سن ال60 ،و لكن هذا الانخفاض البسيط في تركيز الحاثات الجنسية الذكرية في الدم، لا يؤثر على جاذبيتهم أو صفاتهم الذكورية اللا بنسبة قليلة جدا قد لا تتم ملاحظتها .

هناك أيضاً عنصر هرموني في هذه النتائج، نتج عن الاختلاف الملحوظ في بنية العظام في الوجه بين الرجال والنساء التي تحدث مع تقدمهم في العمر.

تشير الدراسات إلى أنّ الرجال يميلون إلى الحفاظ على معدل ثابت من الشيخوخة في عظام الفك بينما تُظهر النساء تغيرات أكثر وضوحاً وأسرع في شكل الوجه المرتبط بالشيخوخة.

 

 

 

يواجه كل من الرجال والنساء تغيرات في عظام الفك مع تقدمهم في العمر؛ يؤدي ذلك إلى مظهر أكثر ذكورية لدى الرجال وظهر أقل أنوثة لدى النساء.

من المهم أيضاً تسليط الضوء على هذه النتائج من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي، أنّ التباين الكبير في كيفية إدراك جاذبية المرأة وأنوثتها مقارنةً بالرجل يلقي الضوء على عدم المساواة القائمة على عدم المساواة بين الجنسين في تصور الشيخوخة.

المثير للاهتمام أنّ هذا التمييز يظل ثابتًا بغض النظر عن جنس الشخص الذي يقيّم الصور.

تدعم هذه النتائج المجتمعة، فكرة وجود صلة بين التقدم في العمر والجاذبية، وتظهر كيف يؤثر التقدم في العمر على الأفراد في كل عقد من الزمن، ويختلف بين الجنسين.

نتذكر أن هذه النتائج لن تؤثر على الجميع بنفس الطريقة، كما هو الحال مع أي بحث، والهدف من هذه الدراسة هو تقديم إرشادات للمرضى حول توقيت البحث عن العلاجات الجراحية وغير الجراحية للحفاظ على جاذبيتهم وإدراكهم لهويتهم الجنسية.