النسيان .. أسبابه ونصائح لتقوية الذاكرة

النسيان أحد الأمور المزعجة التي قد يتعرّض لها الإنسان في مختلف المراحل العمرية ولأسباب متعددة، ولكن هذا الأمر يعتبر طبيعي عند الكثيرين، ولكن المعاناة تكمن بالآثار المُترتبة عليه، حيث يؤثر بشكل سلبي على أداء الوظائف في الحياة اليومية من دراسة، وعمل، وبالتالي ينعكس ذلك على سلوك الأفراد.

فالذاكرة هي من عجائب قدرة الله في خلق الإنسان وما يعتريها من تقلبات، ففي بعض الأحيان تتذكر موقف حصل قبل عشرات السنين إلا أنك لا تتذكر ما تناولته في العشاء قبل يومين، أو حتى تنسى ببساطة الأشياء الصغيرة مثل المفاتيح، إغلاق اسطوانة الغاز أو الصنبور أو أنك تقرأ نصوص وتنسى الرد عليها.

 

 

وبالرغم أن ارتفاع معدل النسيان أمر طبيعي مع التقدم في العمر إلا أن هناك بعض الأشياء تؤدي إلى تفاقم النسيان بغض النظر عن العمر.

فهل بدأت تنسى؟ وما هي اسباب النسيان الكثير والمتكرر؟

أسباب النسيان

أسباب النسيان مختلفة وكثيرة وترتبط بأمور عدة منها العادات اليومية للانسان أو الاصابة بالامراض وغيرها من الاسباب التي سنتحدث عنها بالتفصيل.

أسباب تتعلق بالعادات السيئة

هناك العديد من التصرفات والعادات اليومية التي نقوم ببعضها من غير قصد وتؤثر بشكل كبير على كثرة النسيان منها:

1- قلة ممارسة الرياضة والحركة

 

قالت الأخصائية النفسية “دراغومير” أن : الرياضة مهمة للصحة العامة، بما في ذلك ذاكرتك، كما تزيد التمارين من تدفق الدم إلى الدماغ وتساعد أيضاً على حماية خلايا الدماغ.

وأضافت دراغومير أن التمرين بشكل منتظم ليس بالضرورة التمارين الشاقة، يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بعدد من الأمراض الشائعة المرتبطة بفقدان الذاكرة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري وغيرها من الأمراض….

2- التدخين

التدخين هو عادة أخرى يجب التخلص منها إذا كنت ترغب في تحسين ذاكرتك، فالتدخين يحد من كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، وبالتالي يؤثر هذا على الذاكرة.
وبحسب الاخصائية النفسية دراغومير: “يدمر التدخين خلايا الدماغ ويوقف تكوين خلايا جديدة في الحُصين، مما يؤدي إلى النسيان”.

كما قامت بالاستدلال بدراسة من مجلة علم الأعصاب أظهرت أن: “التعرض الكثير للنيكوتين قد يضعف آليات الدماغ المتعلقة بالتعلم والذاكرة”.

كما أظهرت الدراسات بأن المُدخنين يجدون صعوبة في ربط الوجوه مع الأسماء مقارنة مع غيرهم من غير المدخنين.

3- الأرق وعدم الحصول على ساعات كافية من النوم

 

الأرق وعدم النوم بشكل مناسب يؤثران على الذاكرة، فالحصول على ساعات غير كافية من النوم، أو كثرة الاستيقاظ في الليل يمكن أن يؤديا إلى الإرهاق والتعب، مما سينعكس سلبياً على القدرة في استرجاع المعلومات والتذكر.

حسب مؤسسة النوم للبالغين فإنها تنصح بالنوم الى ما يقارب سبع ساعات إلى تسع ساعات يومياً.

وبحسب جولدمان: ” إن عدم الحصول على قسط كاف من النوم يمكن أن يجعلنا أكثر نسياناً لأن المعلومات الجديدة التي نتعلمها لا يتم تخزينها في ذاكرتنا الطويلة المدى ومن المرجح أن تنسى أو تضيع”.

لذلك فإن معاناة الشخص من مشكلات في النوم سواء كانت مشكلات مرضية أو أمور عابرة، فإنه يتسبب في مشكلات في الذاكرة، ويُعد أحد أسباب النسيان الكثير المحتملة.

4- شرب الخمر والكحول وتعاطي المخدرات

 

يمكن للكحول أن يدمر خلايا المخ ويؤدي إلى مشاكل في الذاكرة، و وفقاً للأبحاث فإن شرب الكحول يؤدي على المدى الطويل إلى انخفاض حجم الدماغ.

فاستخدام الكحول المُفرط لمدة زمنية طويلة هو سبب لفقدان الذاكرة، ومن الممكن لحالة النسيان هنا أن تكون وقتية ريثما يتلاشى تأثير الكحول أو أن تستمر حتى بعد زوال تأثيره، لذا ولأضرار الكحول الكثيرة يُفضل الإقلاع عنه أو تخفيفه قدر المستطاع.

فالأشخاص الذين يشربون الكحول بكثرة يميلون إلى نقص فيتامينات معينة ومغذيات أخرى، مما قد يؤدي أيضاً إلى النسيان.

كما أن تعاطي المخدرات غير المشروعة يمكن أن يؤدي إلى تغيير المواد الكيميائية في الدماغ، وإضعاف عملية التذكر.

5- تعدد المهام

حسب الاخصائيين فإن النسيان غالباً ما يكون مشكلة انتباه، و المعروف أن الانتباه والتركيز جزء مهم من تذكر المعلومات.

فإننا إذا لم نعر اهتماماً كاملاً لشيء ما أو كان انتباهنا مشتتتاً أو لم نكن في حالة ذهنية جيدة للاحتفاظ بالمعلومات، فلن نحتفظ بالمعلومات بشكل كامل، مما يؤدي إلى النسيان وعدم التذكر للموقف أو المعلومة.

فالإلهاء يحدث عند القيام بعدة مهام في نفس الوقت، فالقيام بمهام مختلفة في نفس الوقت يمكن أن يؤدي في الواقع إلى إنتاجية أقل بسبب كثرة النسيان.

تلك كانت 5 من العادات السيئة التي تقوم بها الانسان بشكل يومي وتؤثر بشكل كبير على الذاكرة والقدرة على التذكر مسببة ذلك الشعور المحبط وهو النسيان.

 

أسباب مرضية بالاضافة لأسباب اخرى تسبب النسيان

 

1- بعض الحالات النفسية ومنها الاكتئاب

يجعل الاكتئاب التركيز أو الاهتمام بالأمور صعباً، وبهذا تتأثر عملية تخزين المعلومات ويحدث النسيان.

من أعراض الاكتئاب الشعور المستمر بالحزن، وفقدان الدافع للقيام بأي شيء، وعدم الاستمتاع كالمعتاد عند القيام بأمور كان يحبها سابقاً بالاضافة الى النسيان.

كما أن الإجهاد والقلق أيضاً يؤثّران على التركيز والتذكر، فإذا كان الإنسان يعاني من القلق أو الاكتئاب فإنه سيؤدي الى تشتيت الدماغ بهذا الضغط، فتضعف قدرات الدماغ على استرجاع المعلومات.

كما أن الإجهاد الناجم عن صدمة عاطفية يمكن أن يُؤدي إلى فقدان الذاكرة.

من الحالات النفسية الأخرى التي قد تسبب النسيان: ثنائي القطب، والانفصام.

2- استخدام أدوية معينة

اذا بدأت بتناول دواء جديد ولاحظت أنك بدأت بنسيان العديد من الامور، فإنه لأمر طبيعي. حيث يُوجد بعض الأدوية التي قد تتسبب في جعلك تنسى كأحد مضاعفاتها الدوائية، وهذه بعض الأدوية المحتملة التي قد تسبب هذه المشكلة:

• بعض أنواع مضادات الاكتئاب والمهدئات.
• أدوية علاج حرقة المعدة.
• أدوية علاج سلس البول.
• بعض أنواع أدوية مضادات الهيستامين.
• علاجات السرطان.
• المرخيات العضلية.

 

3- إصابات بالرأس

مثل تلقي ضربة شديدة على الرأس جراء سقوط أو حادث ما، يمكن أن يؤذي الدماغ، ويتسبب بفقدان الذاكرة قصيرة المدى أو بعيدة المدى، وتتحسّن الذاكرة في مثل هذه الحالات تدريجياً مع مرور الوقت، أو قد تسبب فقدان الذاكرة نهائياً.

4- أمراض وعوامل اخرى تسبب النسيان بكثرة

• نقص فيتامين ب12.
• التخدير من عملية جراحية خضع لها الشخص مؤخرًا.
• الخضوع لعملية جراحية تتعلق بنقي العظم.
• أورام في الدماغ أو نقص الأكسجين في الدماغ.
• الإصابة بالشقيقة.
• مشكلات الغدة الدرقية، فقد يتسبب قصور نشاط الغدة الدرقية في النسيان إذ يُؤثر هذا القصور على الأعصاب والحالة النفسية للشخص فقد يسبب مشكلات في النوم أو قد يسبب اكتئابًا.
• أمراض الجهاز العصبي، مثل: التصلب اللويحي، ومرض باركنسون، والخرف، والزهايمر.
• انخفاض سكر الدم.
• فرط كالسيوم الدم.
• التهاب الدماغ
• الورم العصبي الليفي.
• السل.
• فيروس نقص المناعة البشرية.

نصائح لتقوية الذاكرة

هناك عدة أمور ونصائح يمكن القيام بها للحفاظ على الذاكرة لمدة أطول وللتخفيف من النسيان، منها:

• ممارسة الرياضة والتمارين الرياضية المهمة للصحة الجسدية والعقلية والنفسية.
• الحصول على قدر كافي من النوم من خلال النوم لمدة 7 ساعات يومياً
• إبقاء العقل في نشاط دائم من خلال المطالعة أو حل الكلمات المتقاطعة والاحجيات، تعلم لغة جديدة او تعلم العزف على آلة موسيقية جديدة، باختصار المحافظة على اللياقة الذهنية بشكل دائم.
• التواصل الاجتماعي المستمر مع الاهل والاقارب والمجتمع المحيط فهو يشعر الانسان بالراحة والسعادة وبالتالي يؤثر على الذكريات والتذكر.
• اتباع نظام غذائي سليم يحوي جميع العناصر لغذائية المفيدة لتقوية الذاكرة، وغني بالخضروات والفواكه والحبوب والاسماك والدجاج والبقوليات.
• تناول مشروبات صحية مفيدة.
• الامتناع عن التدخين وشرب الكحول والابتعاد عن تعاطي المخدرات.
• تنظيم الاغراض وترتيبها وعدم الاهمال والكركبة وتنظيم المواعيد والمهام المرغوب بالقيام بها.
• في حال وجود أعراض لمشكلة نسيان حقيقية، يجب عدم إهمال الأمر ومراجعة طبيب مُختص، واتباع التعليمات التي ينصح بها.