بكتيريا حديثة مسببة لأمراض اللثة و سرطان القولون و المستقيم

بكتيريا حديثة تم اكتشافها مؤخراً قد لوحظ انها من أحد مسببات التهابات اللثة، ووجدت لدى الأشخاص الذين تكررت اصابتهم بالسرطانات.

بكتيريا مسؤولة عن حدوث السرطانات

يعد سرطان القولون و المستقيم،رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعاً .على الرغم من أن المعدلات الاجمالية تنخفض بشكل ملحوظ بفضل تقنيات الفحص لأفضل،اللا أن معدلات الاصابة بسرطان القولون و المستقيم لدى الشباب آخذة بالارتفاع.

لقد بذل الباحثون قصارى جهدهم لفهم الأسباب.

 

 

ما اسم هذه البكتيريا و أين عثر عليها؟

تم العثور على البكتيريا المسببة لأمراض اللثة Fusobacterium nucleatum،في بعض أورام سرطان القولون و المستقيم.

نادراً ما يتم رؤية F.nucleatum في أحشاء الأشخاص الأصحاء، وترتبط أورام القولون و المستقيم التي تحتوي على هذه البكتيريا بتكرار الاصابة بالسرطان و نتائج أسوأ على المرضى مقارنة بالأورام التي لا تحتوي عليها.

ومع ذلك فمن غير الواضح مدى الدور الذي تلعبه البكتيريا إن ووجدت في التسبب بنمو الأورام.

 

توجد F. nucleatum عادةً بمستويات منخفضة في الفم ولكنها يمكن أن تزدهر وتسبب، مع الميكروبات الأخرى التهابًا يسبب أمراض اللثة.

مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى تدمير العظام والأنسجة التي تدعم الأسنان، مما يؤدي إلى فقدان الأسنان. أشارت الدراسات على مر السنين إلى وجود علاقة بين أمراض اللثة والحالات الأخرى في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك أمراض القلب والكلى وأمراض المناعة الذاتية، وحتى بعض أنواع السرطان. ومع ذلك، في معظم الحالات، لا يزال العلماء لا يفهمون تمامًا درجة تورط أمراض اللثة، إن وجدت، في التسبب في هذه الحالات.

 

 

الأبحاث التي أجريت حول هذه بكتيريا Fusobacterium nucleatum

قامت مارثا زيبيدا ريفيرا، وسوزان بولمان، وكريستوفر د. جونستون من مركز فريد هاتشينسون للسرطان بإجراء مقارنة وراثية دقيقة بين F. nucleatum من أورام القولون والمستقيم وتلك الموجودة في أفواه صحية. وقاموا بتحليل جينومات 80 سلالة من سلالات F. nucleatum من أفواه أشخاص غير مصابين بالسرطان، و55 سلالة من أورام مرضى سرطان القولون والمستقيم. نُشرت النتائج في 20 مارس 2024 في مجلة Nature.

ووجد الفريق أن أحد الأنواع الفرعية من F. nucleatum، المسمى Fna، كان أكثر عرضة للتواجد في أورام القولون والمستقيم. وكشفت التحليلات الإضافية أن هناك نوعين متميزين من Fna. وكان كلاهما موجودين في الفم، ولكن نوع واحد فقط، يسمى Fna C2، كان مرتبطًا بسرطان القولون والمستقيم.

عندما قام الباحثون بإصابة الفئران التي أصيبت بالتهاب في الأمعاء (نموذج حيواني لالتهاب القولون) بهذين النوعين من  F.nucleatum، وجدوا أن الفئران المصابة بـ Fna C2 طورت أورامًا أكثر من تلك المصابة بالنوع الآخر.

ومن غير المعروف حتى الآن كيف تنتقل هذه البكتيريا من الفم إلى القولون. ومع ذلك، أظهر الباحثون أن Fna C2 يمكن أن يعيش لفترة أطول في الظروف الحمضية، مثل تلك الموجودة في الأمعاء، مقارنة بالنوع الآخر من Fna.

يشير هذا إلى أن البكتيريا قد تنتقل عبر الجهاز الهضمي.

يقول د. جونستون: “لقد حددنا السلالة البكتيرية الدقيقة المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم، وهذه المعرفة ضرورية لتطوير طرق وقائية وعلاجية فعالة”.

يمكن للدراسات المستقبلية اختبار ما إذا كان استهداف F. nucleatum على وجه التحديد في أورام القولون والمستقيم يمكن أن يحسن نتائج المرضى. قد يتمكن الأطباء أيضًا في يوم من الأيام من فحص Fna C2 لتحديد أورام القولون والمستقيم التي من المرجح أن تكون عدوانية.