حول تسرب كوفيد-19 من مختبر صيني…اتهامات تفشي كورونا تعود لمختبر ووهان

كشفت صحيفة “صنداي تايمز” (The Sunday Times) البريطانية في تحقيق مطول أن محققين دوليين أشاروا إلى وجود أدلة توضح أن كوفيد-19 تسرّب من مختبرات معهد ووهان الصينية حيث كان الباحثون يحاولون إنشاء سلالة من أكثر فيروسات كورونا فتكاً في العالم، بالتعاون مع الجيش الصيني قبل أسابيع قليلة من بدء الوباء بالتفشي، وذلك محاولة لصنع أسلحة بيولوجية، حسبما زعم التحقيق.

ووفقاً لتقارير الصحيفة إن المحقيين اطلعوا على مجموعة هائلة من الاتصالات والأبحاث العلمية، وكشفوا أن علماء صينيين كانوا يديرون “مشروعا سريا” يتضمن تجارب خطيرة أدت إلى تفشي فيروس كورونا في عام 2019، مبرزين أن أحد أسباب عدم وجود معلومات علمية منشورة عن تلك الأبحاث هو أنها تمت بمشاركة خبراء من الجيش الصيني، مما فرض عليها طابع السرية.

في التحقيقات الأولية منذ بداية الجائحة اشتبه في أن معهد ووهان للفيروسات هو موطن فيروس كوفيد-19 الذي أودى بحياة سبعة ملايين شخص حول العالم، ولكن العلماء جادلوا لسنوات حول ما إذا كان هذا الأمر صحيحًا، لأن المحاولات السابقة في إيجاد دليل واجهتها صعوبة في جمع ما يكفي من المعلومات لتقديم إجابة قاطعة وذلك بسبب طابع السرية الشديدة الذي كانت تفرضه وزارات الصين.

أكّد التقرير انه خلال إنجاز هذا التحقيق تم الاطلاع على المئات من الوثائق والتقارير السرية، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني والأوراق العلمية والمذكرات الداخلية، بالإضافة الى إجراء مقابلات مع محققين تابعين لوزارة الخارجية الأميركية، من بينهم متخصصين في الشأن الصيني والمخاطر الوبائية والحرب البيولوجية، بعدما تم مراقبة وتتبع المصادر لمدة ثلاث سنوات منذ بداية تفشي وباء كوفيد-19.

 

 

كيف بدأت فكرة كوفيد-19:

إن دور المنشأة بدأ في وقت أبكر بكثير من عام 2020 مع بحوثها عن الفيروس الذي تسبب في نشأة “السارس” (SARS) في عام 2003، حيث كانت تتلقى تمويلا حكوميا أميركيا من خلال مؤسسة خيرية مقرها بنيويورك. قام المختبر بإجراء تجارب وأبحاث محفوفة بالمخاطر عن فيروسات تم استخراج العديد منها من كهوف الخفافيش في جنوب الصين، كانت تنشر نتائج الأبحاث وتشاركها مع العامة، مبررة ذلك بكونها ضرورية لتطوير لقاحات، إلا أن العدوى الجماعية في عام 2016 غيرت مسارها.

في ذلك العام اكتشف باحثون شكل جديد من فيروس كورونا (الفيروس التاجي) في كهف في منطقة موجيانغ بمقاطعة يونان، على الحدود الشمالية لفيتنام ولاوس وميانمار. حيث لقي بعض الموطنين حتفهم وقد ظهرت عليهم أعراض تشبه أعراض فيروس “سارس”، لكن الصين لم تبلغ عن تلك الوفيات.

توفي عدد من الأشخاص بأعراض مشابهة ل”سارس”، لكن لم يتم الإبلاغ عن الوفيات رسميًا. أظهرت الأبحاث لاحقًا أن هذه الفيروسات كانت الوحيدة من عائلة كوفيد-19 الموجودة قبل الجائحة.

نقل العلماء الفيروسات المكتشفة بشكل سري الى المختبر، ليوضح محقق أمريكي أن الأوراق الرسمية بدأ بالاختفاء وذلك بحسب تصريحه: “وجهة نظري هي أن التستر على حادثة موجيانغ كان بسبب فرض السرية العسكرية المتعلقة بالسعي لامتلاك قدرات الاستخدام المزدوج للفيروسات واللقاحات كأسلحة بيولوجية.”

 

 

سلاح بيولوجي خطير:

إن المحققين يعتقدون أن البرنامج السري الصيني بأكمله كان يبحث في طريقة لجعل الفيروس أكثر فتكًا، والجيش الصيني اهتم بتطوير لقاحات للفيروس حتى يكون بإمكانه استخدامه كسلاح بيولوجي، والذي تسرب بعد ذلك خارج ووهان بعد خطأ قادح في المختبر.

ووفقا للمحققين الأميركيين فإن البرنامج السري كان يعمل على جعل تلك الفيروسات أكثر قدرة على الإصابة بالعدوى بالنسبة للبشر. وذكروا أنهم وجدوا أدلة تشير إلى أن “علماء الأحياء المدربين” في “الثلاثينيات والأربعينيات” يتم نقلهم إلى المستشفى بعد ظهور أعراض خاصة عليهم تشبه أعراض كوفيد، وذلك في تشرين الثاني 2019، أي قبل شهر كامل من معرفة الغرب بانتشار الوباء. حيث قال المحققون: ” من غير المحتمل ان يكونوا مصابين بالإنفلونزا فعادة الشباب في هذا العمر لا يصابون به كثيرا”

 

 

أدلة أضافية تدين معهد ووهان:

وجد تحقيق آخر أن المختبر كان أقرب كثيرًا إلى “السوق الرطب”، والذي يُعرف بأنه بؤرة تفشي المرض حسبما كان يعتقد. وكانت هناك أيضًا أدلة إضافية تشير إلى أن المعهد كان بصدد تطوير لقاح قبل أن يعرف الغرب حتى عن الفيروس. وقال ريتشارد إبرايت الأستاذ بجامعة روتجرز، الذي يعمل في معهد واكسمان لعلم الأحياء الدقيقة، إن التجارب كانت “إلى حد بعيد الأكثر تهورًا وخطورة” في تاريخ البشرية.

وأوضحت الصحيفة أن السلطات الصينية منعت الخبراء الأجانب من إجراء الأبحاث اللازمة لتحديد مصدر الوباء الذي تسبب في وفاة وإصابة مئات الملايين من الناس، كما مارست تضييقا كبيرا عليهم خلال وجودهم بالصين لإجراء التحقيق، على الرغم من حصوله على التصريح الرسمي اللازم لأداء المهمة التي جاؤوا لأجلها.

وكانت بكين قبل ذلك قد عملت على فرض تعتيم شديد على المعلومات التي تحدثت عن وفاة مواطنين في ووهان الصينية بفيروس غامض، بحسب الصنداي تايمز.