تحذيرات مبكرة: 11 علامة للكشف عن الخرف في مراحله الأولى

الخرف هو مصطلح واسع للحالات التي يمكن أن تضعف قدرة الشخص على التذكر ومعالجة المعلومات والتحدث. يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بينما يميل البعض الآخر إلى الإصابة بأنواع أخرى من الخرف.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعيش أكثر من 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مع الخرف، ويتم تشخيص أكثر من 10 ملايين حالة جديدة كل عام. وعلى الرغم من أن مرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، إلا أنه ليس السبب الوحيد.

على الرغم من أن أعراض الخرف يمكن أن تختلف بسبب السبب الكامن وراءها، إلا أن بعض الأعراض الرئيسية هي علامات تحذيرية شائعة لهذه الحالة. سنلقي في هذه المقالة نظرة على 11 من العلامات التحذيرية الأكثر شيوعًا للخرف، بالإضافة إلى الأسباب والأنواع وطرق الوقاية منه.

 

 

علامات منذرة بوجود الخرف

أن يكون لديك مشاكل في الذاكرة وحدها لا يعني أنك مصاب بالخرَف. يجب أن يكون لديك على الأقل نوعان من المعوقات التي ثؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية حتى يتم تشخيص إصابتك بالخرف. فبالإضافة إلى مشاكل الذاكرة، قد يعاني الشخص المصاب أيضًا من معوقات تؤثر على:

• مهارات اللغة
• التواصل
• التركيز
• القدرة على التفكير وحل المشكلات

بناءً على السبب، إذا تم التشخيص في وقت مبكر، قد تكون هناك خيارات علاجية لإبطاء تقدم التدهور المعرفي.

1. تغيرات طفيفة في الذاكرة قصيرة المدى

يمكن أن تكون مواجهة مشاكل في الذّاكرة أحد الأعراض المبكرة للخرف. غالبًا ما تكون التغيرات طفيفة وتميل إلى التأثير على الذّاكرة قصيرة المدى. قد يكون الشخص المصاب قادرًا على تذكر الأحداث التي وقعت منذ سنوات مضت، ولكنه لا يتذكر ما تناوله من إفطار.

يمكن أيضًا أن يظهر لدى الشخص المصاب تغيرات أخرى في ذاكرته قصيرة المدى، مثل:

• نسيان المكان الذي وضع فيه الأشياء
• صعوبة في تذكر السبب وراء دخول غرفة معينة
• نسيان ما كان من المفترض فعله في أيام معينة

2. صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة

من الأعراض المبكرة الأخرى هو وجود صعوبة في التعبير عن الأفكار. قد يواجه الشخص المصاب صعوبة في شرح شيء ما أو العثور على الكلمات المناسبة للتعبير عن نفسه. وقد يتوقف أيضًا في منتصف الجملة ويجد صعوبة في مواصلة الحديث.

قد يكون إجراء محادثة مع شخص مصاب أمرًا صعبًا، وقد يستغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد بالنسبة له للتعبير عن أفكاره أو مشاعره.

 

 

3. تغيرات في المزاج

يعد التغير في المزاج أمرًا شائعًا أيضًا. إذا كنت مصابًا بالخرف، فقد لا يكون من السهل التعرف على ذلك في نفسك، ولكن قد تلاحظ هذا التغيير في شخص آخر. فالاكتئاب، على سبيل المثال، يعتبر أمراً شائعاً في المراحل الأولى من الخرف.

قد يبدو أيضًا الشخص المصاب أكثر خوفًا أو قلقًا مما كان عليه في السابق. يمكن أن ينزعج بسهولة إذا تغير روتينه اليومي المعتاد، أو إذا وجد نفسه في مواقف غير مألوفة.

إلى جانب التغيرات المزاجية، قد تلاحظ أيضًا تحولًا في الشخصية. أحد الأنواع النموذجية للتغيرات الشائعة في الشخصية التي تظهر مع الخرف هو تحول المصاب من كونه خجولًا أو هادئًا إلى كونه اجتماعيًا

4. اللامبالاة

اللامبالاة، أو الخمول، هي علامة شائعة في المراحل المبكرة. قد يفقد الشخص المصاب الاهتمام بالهوايات أو الأنشطة التي كان يستمتع بها في الماضي. وقد يفقد الرغبة بالخروج أو الاستمتاع بوقته. وقد يفقد أيضًا الاهتمام بقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة، ويبدو شخصاً عديم المشاعر.

5. صعوبة إكمال المهام

تحول طفيف في القدرة على إكمال المهام الشائعة هو علامة محتملة أخرى للإنذار المبكر. يبدأ هذا عادة بصعوبة في أداء المهام الأكثر تعقيدًا، مثل:

• موازنة دفتر الشيكات
• تتبع الفواتير
• اتباع وصفة طهي
• ممارسة لعبة لها العديد من القواعد

إلى جانب الصعوبة في إكمال المهام المألوفة، قد يواجه المصاب أيضًا صعوبة في تعلم كيفية القيام بأشياء جديدة أو اتباع إجراءات روتينية جديدة.

6. الارتباك

غالبًا ما يعاني المصاب في المراحل المبكرة من الارتباك. قد يواجه صعوبة في تذكر الوجوه، أو معرفة اليوم أو الشهر الحالي، أو معرفة مكان تواجده.

يمكن أن يحدث الارتباك لعدة أسباب وينطبق على مواقف مختلفة. على سبيل المثال، قد يفقد مفاتيح السيارة، أو ينسى ماذا ما الأمور التي يجب عليه القيام بها خلال اليوم، أو يواجه صعوبة في تذكر شخص التقى به مؤخرًا.

7. صعوبة متابعة سرد الأحداث

الصعوبة في متابعة سرد الأحداث هي أحد الأعراض الكلاسيكية المبكرة. غالبًا ما ينسى الأشخاص الذين يعانون من الخرف معنى الكلمات التي يسمعونها أو يواجهون صعوبة في متابعة الحوارات أو البرامج التلفزيونية.

 

 

8. فشل الإحساس بالاتجاه

عادة ما يبدأ إحساس الشخص بالاتجاه والتوجه المكاني بالتدهور مع بداية الخرف. قد يواجهون صعوبة في التعرف على المعالم التي كانوا يعرفونها من قبل وينسون كيفية الوصول إلى الأماكن المألوفة التي لم يكن لديهم صعوبة في العثور عليها في السابق.

وقد يصبح من الصعب أيضًا اتباع سلسلة من التوجيهات والتعليمات خطوة بخطوة.

9. التكرار

التكرار أمر شائع لدى الأشخاص المصابين بسبب فقدان الذاكرة والتغيرات السلوكية العامة.

قد يقوم الشخص بتكرار المهام اليومية، مثل الحلاقة أو الاستحمام، أو قد يقومون بجمع الأشياء بقلق شديد. وقد يكررون أيضًا نفس الأسئلة في المحادثة أو يروون نفس القصة أكثر من مرة.

10. صعوبة التكيف مع التغيير

بالنسبة لشخص مصاب في المراحل الأولى، يمكن أن تسبب التجربة الخوف. وفجأة، لا يمكنهم تذكر الأشخاص الذين يعرفونهم أو متابعة ما يقوله الآخرون. لا يستطيعون تذكر سبب ذهابهم إلى المتجر، ويضيعون في طريق عودتهم إلى المنزل.

ولهذا السبب، قد يشعرون بالحاجة إلى الروتين ويخافون من خوض تجارب جديدة. تعد صعوبة التكيف مع التغيير أيضًا من الأعراض النموذجية للخرف المبكر.

11. سوء الحكم

نتيجة أخرى للتدهور المعرفي هي فقدان القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة. على سبيل المثال، قد لا يتمكن الشخص المصاب من التعرف على المواقف الخطيرة. وقد يحاول عبور شارع مزدحم دون الانتظار حتى يصبح الوضع آمنًا للقيام بذلك، أو الخروج بملابس صيفية أثناء تساقط الثلوج في الخارج.

السمة المميزة الأخرى لسوء الحكم هي عدم القدرة على استخدام حكم مالي صائب. قد يبدأ الشخص الذي كان عادةً حريصًا فيما التعامل مع أمواله في التبرع بالمال للأشخاص أو لأسباب لا يعرفها.

 

 

 

ما هي أسباب الإصابة بالخرف؟

بشكل أساسي، يحدث الخرف بسبب تلف الخلايا العصبية في الدماغ.

لكنه ليس حالة واحدة فقط. إنه في الأساس مصطلح شامل يغطي مجموعة واسعة من الاضطرابات المعرفية. ويشمل ذلك مرض الزهايمر، الذي يمثل 60 إلى 80 بالمائة من الحالات، وفقًا لجمعية مرض الزّهايمر Alzheimer’s Association.

يمكن أن يكون لتلف الخلايا العصبية في الدماغ أسباب عديدة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

• تراكم أنواع معينة من البروتينات في الدماغ
• نقص تدفق الدم إلى الدماغ
• إصابة في الرأس
• نقص الفيتامينات
• رد فعل تجاه بعض الأدوية

 

أنواع الخرف

تشمل الأنواع المختلفة ما يلي:

• مرض الزهايمر Alzheimer’s disease

يعتبر مرض الزّهايمر هو السبب الرئيسي للخرف. تميل الأعراض إلى التقدم تدريجيًا وتتسبب في تراجع بطيء، على الرغم من أنها يمكن أن تتقدم بشكل أسرع لدى بعض الأشخاص.

• الخرف الوعائي Vascular dementia

يحدث الخرَف الوعائي عندما لا تصل كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ. السكتة الدماغية هي إحدى الأسباب الممكنة، ولكن أي شيء يعيق تدفق الدم، مثل تضيق الأوعية الدموية، يمكن أن يسهم في هذه الحالة.

• خرف أجسام ليوي Lewy body dementia

يحدث خرَف أجسام ليوي عندما تبدأ كميات غير عادية من البروتين المعروف باسم ألفا سينوكلين بالتجمع في الدماغ. قد يواجه المريض مشكلة في معالجة المعلومات وتظهر عليه أعراض أخرى، مثل تصلب العضلات والرعشة.

• تلف الدماغ بسبب إصابة أو سكتة دماغية Brain damage due to injury or stroke

عندما يتم حرمان الدماغ من الأكسجين خلال نوبة مثل السكتة الدماغية أو الإصابة، تبدأ خلايا الدماغ في الموت، مما يسبب تلفًا في الدماغ.

• اعتلال دماغي رضحي مزمن (CTE) Chronic traumatic encephalopathy

يتطور مرض الاعتلال الدماغي المزمن (CTE) بعد الحوادث المتكررة للإصابة في الرأس. ويمكن أن يسبب أعراضًا مثل الخرف وفقدان الذاكرة، بالإضافة إلى تقلب المزاج والبارانويا (جنون الارتياب أو الاضطراب النفسي العصبي) ومشاعر العدوانية.

• الخرف الجبهي الصدغي Frontotemporal dementia

يمكن أن يؤثر الخرَف الجبهي الصدغي على سلوك المريض أو قدراته اللغوية، اعتمادًا على الجزء المصاب من الدماغ. على الرغم من أن الخبراء لم يحددوا سببًا محددًا، إلا أن له عنصرًا وراثيًا. ويشير بعض الباحثين إلى أن أجسام بيك (Pick bodies) والتي هي عبارة عن هياكل بروتينية غير تقليدية، يمكن أن تلعب دورًا في ذلك.

• مرض هنتنغتون Huntington’s disease

مرض هنتنغتون هو مرض وراثي تقدمي يؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركات الطوعية للشخص، من بين أمور أخرى. العمر النموذجي للظهور يتراوح بين 30 و50 عامًا، وفقًا للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية |(National Institute of Neurological Disorders and Stroke).

• مرض الحبوب الأرجيروفيليك Argyrophilic grain disease

هو مرض عصبي تنكسي متأخر الظهور يمكن أن يسبب أعراض انخفاض في الأداء العقلي لدى كبار السن.

• مرض كروتزفيلد جاكوب Creutzfeldt-Jakob disease

هو مرض نادر وسريع التقدم يسبب التدهور العقلي. لا يوجد علاج لهذا المرض، الذي يسببه عامل معدٍ يسمى البريون (prion).

 

 

الوقاية من الخرف

على الرغم من عدم وجود طريقة مجربة ومختبرة لمنع ظهور الخرف، يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بهذه الحالة. يشمل ذلك:

• البقاء نشطاً عقلياً

حاول أن تبقي عقلك نشيطًا من خلال ألعاب الكلمات وألعاب الذاكرة والقراءة.

• البقاء نشيطاً بدنياً

وفقًا لبحث عام 2021، قد يكون الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام أقل عرضة للإصابة بالخرف مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون الكثير من النشاط البدني.

• عدم التدخين

إذا كنت تدخن، فإن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسن صحة الأوعية الدموية بالإضافة إلى العديد من الجوانب الأخرى لصحتك العامة ورفاهيتك.

• تعزيز تناول فيتامين د

تناول مكملات فيتامين D يومياً أو تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات جيدة من فيتامين D.

• تناول نظام غذائي متوازن

يحمل النظام الغذائي الصحي العديد من الفوائد، بما في ذلك تعزيز صحة الدماغ. لتقليل خطر الإصابة بالخرف، حاول اتباع نظام غذائي غني بما يلي:

• ألاحماض الدهنية أوميغا -3
• الفاكهة
• خضروات
• الحبوب الكاملة